معاناة المصريين مع فيروس «سى» كواحد من أكثر الأمراض المنتشرة حاليا، يرصدها مسلسل «أزمة سكر»، الذى يلعب بطولته أحمد عيد، ورغم الإطار الكوميدى، الذى غلف به المؤلف مجدى الكدش العمل، فإن ذلك لم يقلل من الأفكار وقضايا الواقع الجادة، التى يستعرضها ضمن الأحداث، التى انطلقت من ميراث «سكر» من عمه وهو مصنع الأدوية، الذى كان يصدر أدوية لدولة نيروبى، تحاول شركات أجنبية من خارج مصر التدخل فى إدارته والسيطرة عليه.
ويكشف المسلسل سيطرة مافيا الأدوية من الخارج على صناعة الدواء فى مصر، لفرض أنواع لشركات بعينها، وبأسعار معينة ومن خلال إحدى المشكلات الكبرى، التى يتعرض لها المصنع خلال الأحداث المقبلة يتعرض لدور الشركات الدوائية اليهودية فى السيطرة على صناعة وبيع الأدوية فى مصر، وأيضا محاولة اختراق الصيدليات بأدوية ومنتجات طبية لضرب الصناعة الوطنية، بل وشراء الصيدليات عبر وسطاء وشركات عربية، أغلبها أردنية الجنسية، يبيعون لهم حقوق ملكيتهم لها أو لأراضيها، ليتحكم رأس المال اليهودى فى المواطن المصرى، ويحاربه من خلال الدواء وتوفيره لهم، وقد اختار الكدش ألا يعرض جنسية تلك الشركات بشكل مباشر وصريح.
وبينما كان المريض يدفع 30 ألف جنيه تكلفة علاجه من فيروس «سى»، فإن «سكر» ينجح فى توفير دواء أرخص كثيرا لمساعدة البسطاء من خلال إدارته مصنع عمه، الذى كان قد توصل قبل وفاته لدراسة تتيح تصنيع دواء به يوفر الشفاء لمرضى فيروس «سى» بنسبة عالية وبمقابل رخيص.
يقول «الكدش»: نسبة 30 % من المصريين يعانون من فيروس «سى»، واختيارى لطرح صعوبات توفير علاج لهذا المرض وارتفاع أسعاره يمس الناس بكل كبير مثل توفير لقمة العيش تماما.
أحوال المستشفيات العامة وما آلت إليه من تدهور وسوء فى خدماتها للمواطنين، إلى جانب إهمال الأطباء والممرضين وافتقادهم للخبرة اللازمة، ومعاملة المرضى دون اكتراث، والتلاعبات فى تركيبات أدوية التأمين الصحى.. قضايا أخرى يطرحها الكدش فى العمل، من خلال مشاهد نقل «سكر» ابنة عمه إلى أحد المستشفيات الحكومية، التى يعامل فيها معاملة سيئة، ويعقد المؤلف مقارنة واضحة بين حال المستشفى الحكومى ونظيره الاستثمارى، لتكشف التناقض البارز بين الاثنين، ومعاناة المرضى من سوء المستشفى الحكومى من جهة وارتفاع مقابل الخدمة الطبية رغم جودتها فى المستشفى الخاص من جهة أخرى. وعن تقديمه الكوميديا لمناقشة تلك القضايا قال الكدش: الموضوع هنا هو الأساس، ونحن نقدم كوميديا لها هدف، ومع احترامى للكوميديا من أجل التسلية فقط، فلا أستطيع تقديمها، كما أن العمل به بعض المناطق تراجيدية، وقد وافق عيد عليها منذ البداية، رغم أن أى كوميديان قد يرفض ذلك، كى لا يضر العمل.