x

«إيهاب الحلاق الصغير».. محترف بالرغم من أن عمره لم يتجاوز 11 عاما

السبت 21-08-2010 15:56 | كتب: اخبار |
تصوير : اخبار

قبل أن يستمتع باللعب مع أصحابه فى الشارع، خرج إلى سوق العمل مبكرا، ليس صبيا ولكنه أسطى فى مهنة ربما لا يتقن أصولها الكبار. فى منطقة عرب جسر السويس الكل يعرف إيهاب الحلاق الصغير، الذى يشب أحيانا على أصابع قدميه ليطول الزبون، ورغم صغر سنه التى لم تتجاوز ١١ عاما، وقصر قامته وضآلة جسمه، فإنه أصبح مشهورا فى مهنته وذاع صيته فى المنطقة بعد أن أثبت قدرته وتمكنه من هذه الحرفة التى تعلمها فى عامين فقط.

المقص والفرشة والموس، أدوات لا تفارق يدى إيهاب، نظرا للزحام الذى يشهده محله منذ الصباح وحتى المساء، فالزبائن يحبونه ليس لشطارته فقط، ولكن لأنه لبق وخلال عمله مع أى زبون يدير حواراً جاداً يجعل زبونه يحترمه ويستمتع بالحديث معه، إيهاب روى حكايته مع المهنة: «وأنا صغير لما كنت بروح للحلاق كنت بركز معاه وهو ماسك المقص والموس، وكنت بحلم يبقى عندى محل خاص بيا، وكنت بفكر إزاى أحقق الحلم ده، ومن سنتين قررت أن أتعلم الصنعة دى عشان لما أتخرج من الجامعة يبقى معايا شهادة وصنعة ومبقاش عاطل، اتصلت بصاحب أخويا عشان عنده محل وطلبت منه إنه يعلمنى، والحمد لله أهلى وافقوا وكمان شجعونى».

حبه للمهنة وتشجيع الأسطى مصطفى له- وهو معلمه- جعله يتقن المهنة فى وقت وجيز بالنسبة لصغر سنه: بدأت من سنتين كان عمرى ٩ سنين، أهلى شجعونى والأسطى مصطفى ساعدنى، فى الأول كنت بقف جنبه أناوله المقص والموس، وبعدين ابتديت أتعلم من خلال الحلاقة لأصحابى وأصحاب الأسطى مصطفى، وبعد ٥ شهور بقيت أقف لوحدى، وأفتح المحل وأدخل الزباين وكنت بسمع تعليقات كتير تضايقنى، بس كنت عارف إن اللى بيعيب عليا دلوقتى هيقدرنى بكره ويطلبنى بالاسم، مرة راجل دخل قالى «إنت حلاق إنت روح العب مع أصحابك يلا»، وبعد ما حلقت له اتفاجئت بيه بيقوللى: «أنا آسف إنت سوبر حلاق»، ومن كتر حبى فى الشغل كنت بنزل أفتح يوم الاثنين كمان».

حلم إيهاب الذى طال انتظاره، استطاع أن يحققه بعد عام واحد من العمل فى محل الأسطى مصطفى: أهلى لما لقونى بشتغل وكمان متفوق فى دراستى، فتحولى محل صغير خاص بيا، بس أنا فضلت أكمل مع مصطفى لحد لما أقف على رجلى مع إن الزباين دلوقتى بتدخل تسأل عليا بالاسم، وده لأنى بتعامل مع الشعر على أنه لوحة فنية، فمهنة الحلاقة تعتمد على الموهبة، ما هو مش أى حد مسك مقص وموس يبقى حلاق».

إيهاب يشعر بسعادة كبيرة عندما يحلق لأصدقائه ومدرسيه: «لما أصحابى ومدرسينى بيجولى المحل أحلقلهم بحس إنى فخور جدا بنفسى، وكمان هما بيحترمونى عشان بجيب قرش ومش قاعد فى البيت ده فيه شباب متخرجين من الجامعات وقاعدين فى بيوتهم».

ويواصل: «أول مرة مسكت موس وبدأت أشتغل لوحدى حسيت برهبة وبخوف وللأسف خربشت زبون.. بس الحمد لله اتعلمت من وقتها وماعورتش حد أبداً، والحمد لله إن الشغل مش بيأثر على دراستى، ودايما لما بكون فاضى وماعنديش شغل بلعب مع أصحابى فى الشارع، وبحاول أعلم أصحابى فى المدرسة المهنة عشان يعتمدوا على نفسهم فى الوقت اللى مصر بقت محتاجة فيه لشبابها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية