x

عبلة كامل.. فنانة بين ضفتين (مقال نقدي)

الأحد 03-11-2013 17:02 | كتب: أسامة الشاذلي |
تصوير : other

كانت موهبة مبشرة، توقعت لها «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة مستقبلا باهرا بعد مشاركتها معها في فيلم «يوم مر ويوم حلو»، كانت بوجهها البيضاوي وشعرها المجعد وسمرتها المصرية، وملامحها الهادئة نموذجا للفتاة المصرية، بخفة دمها المعهودة.

اتسم أداءها بالبساطة، فدخلت القلوب قبل البيوت من خلال بضعة مسلسلات أشهرها «بنات زينب» ، و«ضمير أبلة حكمت».

تألقت حتى تحدث الجميع عن موهبتها، ثم اختفت وكأنها لم تكن، يقول المتشائمون إن عبلة كامل انتحرت عام 2002 عن عمر يناهو الـ42 عاماً، بينما يعتبرها الخياليون صاحبة موهبة «السندريلا» التي رحلت عندما دقت عقارب ساعة الألفية الجديدة، بينما يبدو العالمون ببواطن الأمور أكثر غموضاً حين يقولون إنها عندما بلغت سن النبوة أصابتها لعنة شريرة، فتركت أشباح «رقية البدري»، و «تقى»، و«فاطمة»، و«وداد»، وأخيراً «جليلة» التي أمنت بها ورحلت إلى الجانب الأخر من النهر، حيث «فرنسا»، و«عسلية»، و«حنيفة»، و«استفتاح»، تلك الضفة المختلفة التي تجعلك نجماً دون أن تسطع، التي يملك أصحابها القدرة على زيادة الأصفار يمين رصيدك في «البنك» بأوراق سحرية ملونة يسمونها «شيكات»، لا تدفع مقابلها شيئاً سوى المزيد من الرخص.

على الضفة الأولى قبل الهجرة كانت عبلة كامل تتلقى بشارتها الأولى على يد محمد صبحي على المسرح، حين كان راهباً فيه، وكأنه أصابها بلعنته فتبعته في هجرته، قبل أن يلتقطها يوسف شاهين ليقدمها في «وداعا بونابرت»، ومَن تختاره كاميرا «جو» فقد فاز فوزاً عظيماً.

ما بين سحر رأفت الميهي في «للحب قصة أخيرة» ومزامير إسماعيل عبدالحافظ وأسامة أنور عكاشة في «ليالي الحلمية» كانت تستعد لمكانتها التي تسحقها موهبتها، وبعد ما يزيد عن الأعوام العشرة وهي تنمو كشجرة صبار مثل كل أشجار تلك الضفة التي تنمو ببطء ولكن بجذور أقوى وقدرة لا محدودة على الخلود، وبنهاية فيلم «عرق البلح» أسطورة رضوان الكاشف، قررت أن تقترب من وحل الضفة لتعرف أين يذهب النهر، ربما بحكم تجربتها السابقة في «هيستريا» مع أحمد زكي الفنان الوحيد الذي امتلك قارباً خاصاً تنقل فيه بين الضفتين حينما يشاء.

وبفيلم «أشيك واد في روكسي» عام 99 كانت إرادة عبلة أقل احتمالاً من المد والجزر، وعقب أدائها الأخير في مسلسل «حديث الصباح والمساء» كانت النجمة الموهوبة تودع جمهورها بطاقتها القصوى، كانت صحوة الموت تعطيها بريقاً يليق بموهبة قررت صاحبتها أن تستبدلها بنقود وحجاب.

وخلال ما يزيد عن عشرة أعوام جديدة، على تلك الضفة التي يحكمها «السبكي» وأنصاف المواهب، والتي يحدد بريق نجومها رصيدهم في البنك، كانت موجودة بنفس سوقية «فرنسا» وابتذال «أم اللمبي»، كانت كعذراء اختارت بمحض إرادتها أن تزف إلى عريسها على الطريقة «الشعبية».

وتبقى عبلة كامل أحد القلائل في تاريخ السينما الذين يمكن الاختلاف على بقائها أو عودتها إلى ضفتها الأولى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية