x

الصحراء وسبتة ومليلية والهجرة غير الشرعية.. عقبات مزمنة بين الرباط ومدريد

الجمعة 20-08-2010 00:58 | كتب: وكالات |

كشفت حوادث عنف من قبل شرطة الحدود الإسبانية ضد مغاربة وقعت مؤخرا، عن عمق التوترات، التى تحكم العلاقات المغربية-الإسبانية، فى ظل تكرار اعتداءات تصفها المغرب بأنها عنصرية من الجانب الإسبانى ضد رعايا المملكة، والتى كان من الممكن احتواؤها وتجاوزها، إلا أن تاريخ العلاقات بين البلدين يدفع بها إلى اتجاه آخر.

واتهمت المغرب الشرطة الإسبانية الشهر الماضى بإصابة 5 مغربيين بجروح خطيرة أثناء محاولتهم دخول جيب مليلية الإسبانى لمجرد أنهم كانوا يحملون علما مغربيا، وفى 2 أغسطس احتجت الحكومة المغربية كذلك لدى مدريد بسبب ما وصفته بـ«العنف» الذى مارسته الشرطة الإسبانية ضد طالب مغربى فى نقطة الحدود مع مليلية، وتعتبر الرباط جيبى سبتة ومليلية الإسبانىتين شمال المغرب مدينتين محتلتين، إلا أن مدريد تؤكد خضوعهما للسيادة الإسبانية.

وعقب اتهامات الرباط، التى تنكرها إسبانيا، قام متظاهرون مغاربة منذ يومين بإغلاق الطريق أمام وصول الإمدادات الغذائية إلى مليلية وهددوا بتكرار قطع الامدادات، إلا أنهم أعلنوا بعد ذلك تعليق احتجاجهم حتى نهاية شهر رمضان ومواصلتها بعد الشهر «الكريم»، فى أزمة أثارت جدلا كبيرا داخل مدريد، حيث اتهمت المعارضة المحافظة فى إسبانيا حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو الاشتراكية بـ«عدم التصدى بحسم للدفاع عن مصالح البلاد»، فيما قال الاشتراكيون إن المعارضة «تسكب مزيدا من الزيت على النار» وتحاول أن تضخم من حجم المشكلات مع المغرب من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

ومنذ عدة سنوات والعلاقات المغربية ـ الإسبانية تنتقل من أزمة إلى أخرى، وتشتمل أوجه الصراع بين البلدين على عدة نواحى، بدءا من الإصرار الإسبانى على استغلال مناطق الصيد البحرى المغربية، ومشاكل حقوق التنقيب عن النفط فى المياه الإقليمية المغربية، مرورا بالأزمات الدائمة حول قضايا الهجرة غير الشرعية والجالية المغربية بإسبانيا، وتجارة المخدرات والتى تعتقد مدريد بأن الرباط هى البوابة الرئيسية لها، إلى جانب اتهام المغرب لإسبانيا بتقديم الدعم المالى والسياسى غير المباشر لتنظيم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب «البوليساريو»، الذى يقاتل لاستقلال الصحراء الغربية عن المغرب. وفى ظل هذه الخلافات تظل المدينتان المغربيتان المحتلتان سبتة ومليلية أكثر أوجه الصراع احتقانا، كل ذلك ساهم فى خلق تحديات أمنية وسياسية ومصالح اقتصادية واجتماعية متشابكة ومعقدة، جعلت العلاقات بين البلدين خاضعة لمنطق التوتر الدائم والمتجدد.

جاءت الحوادث الأخيرة على الحدود لتشعل شرارة النزاع مرة أخرى والذى يراه الكثير من الأوساط السياسية أن هذا التوتر ربما يأتى ضمن مخطط مغربى لإعادة طرح ملف سبتة ومليلية المحتلتين على طاولة الحوار، قبل انتهاء حكومة ثاباتيرو، والوصول المرتقب لليمين الإسبانى للحكم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية