تصاعدت وتيرة الحديث فى الكويت عن حرب محتملة تشنها الولايات المتحدة ضد إيران. وانعكس ذلك فى الإعلان عن صفقة صواريخ «باتريوت» الأمريكية الأخيرة للكويت بقيمة 900 مليون دولار، وفى مطالبات نواب بمجلس الأمة وخبراء عسكريين للحكومة باتخاذ التدابير اللازمة لتأمين الوضع فى البلاد. طالب النائب بمجلس الأمة مبارك الخرينج، فى سؤال وجهه مؤخرا لرئيس الوزراء ناصر المحمد، بمعرفة استعدادات الحكومة لهذا الحدث حال وقوعه، سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية.
بدوره، توقع الخبير العسكرى العقيد طيار متقاعد عبدالكريم الغربللى وقوع الضربة العسكرية فى أى وقت، لافتا إلى أن المؤشرات تؤكد أنها ستقع خلال شهرين على أقصى تقدير، إذا لم تصل إيران والمجتمع الدولى لحل يجنبها تلك الحرب، مطالبا حكومة الكويت بوضع خطة طوارئ للتعامل مع تداعيات الحرب أمنيا واقتصاديا.
وأضاف «الغربللى»، وهو أحد أبرز الخبراء العسكريين على الساحة الكويتية، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» أنه «إذا كان من حق إيران امتلاك تكنولوجيا نووية وهو أمر لا نختلف عليه، فإن عليها أن تعى أيضا أن منطق القوة هو الحاكم فى المجتمع الدولى وهو منطق تمارسه ايران نفسها عندما ترفض التخلى عن الجزر العربية المحتلة فى الخليج».
وأوضح «الغربللى»، الذى عمل فى السابق مستشارا لوزير الدفاع ولمجلس الأمة أن الضربة العسكرية أضحت ممكنة جدا، لافتا إلى أنها ستكون فريدة من نوعها، «عبر استخدام الأسلحة الذكية، دقيقة الإصابة، بعيدة المدى، بما فيها القنابل والذخائر شبه النووية، محدودة التأثير، مدمرة لأهدافها بكل دقة». ولفت إلى أن الحرب المتوقعة لن تستخدم فيها القوات البرية، كما أنها لن تشهد استخدام كثيف لسلاح الطيران، إذ سيتم استخدام الطائرات التى لا يرصدها الرادار فقط.
واعتبر الخبير العسكرى أن «هناك مؤشرات تجعلنا نتوقع وقوعها فى حدود الشهرين، خاصة أن القوات الأمريكية فى العراق بدأت تستعد للرحيل، وأن تلك القوات لن تغادر كلية إلا أنها ستبتعد عن الأماكن المأهولة بالسكان لتتواجد فى خطوط خلفية».
واعترف «الغربللى» بأن القواعد العسكرية فى الكويت والعراق تقع فى مدى الصواريخ الإيرانية والتى يرى أنها صواريخ كورية شمالية فى الأصل، لكنه يؤكد أن هذا الأمر لن يؤثر على تنفيذ الخطة لأنه تم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الصواريخ العشوائية التى ستنطلق من إيران، وهى صواريخ يرى أنها تفتقد إلى منظومات دقيقة لأن هذه الأنظمة تتوافر فى الأقمار الصناعية الحديثة التى لا تمتلكها إيران كونها تمتلك أقماراً بدائية لا يتوافر فيها خدمات الملاحة العسكرية على عكس تلك التى تمتلكها إسرائيل».
وقال إنه لهذا السبب تدفع إسرائيل بقوة نحو تنفيذ الضربة، بل وتعد من أبرز المتضررين إذا لم يتم التعامل مع إيران بحزم، لافتا إلى أنه من بين أهم مؤشرات اقتراب الضربة تلك التدريبات العسكرية المستمرة التى يقوم بها الكيان الصهيونى والمتعلقة بالصواريخ بعيدة المدى».
وانتقد «الغربللى» عدم إعطاء الاهتمام اللازم لقضية الخلايا النائمة، رغم التصريحات الإيرانية بأن لديهم أكثر من 50 ألف انتحارى، يشكلون خلايا نائمة منتشرة فى الخليج وأن هذه الخلايا ستنفذ عمليات ضد المصالح الأمريكية سواء حقول نفط أو شركات، ولفت إلى وجود نشاط ملحوظ لأجهزة الأمن الكويتية فيما يتعلق بهذا الأمر، مستشهدا بالإعلان عن ضبط شبكة التخابر الإيرانية فى الأشهر الأخيرة.