إنها لحظة الوداع لتلك السيرة الرائعة لـ«سيد العامية» التى رصدتها «المصرى اليوم» خلال الحلقات الخمس السابقة. وفى الحلقة الأخيرة، يجيب شاعرنا الكبير سيد حجاب عن أهم أسئلة المرحلة: إلى أين تذهب مصر؟
ومع حديثه الذى جمع فيه الماضى والحاضر والمستقبل، السياسة والفن والمجتمع والأسرة والنشأة، يضع «حجاب» يديه على أقرب أحجاره الكريمة، ويبدأ فى الحديث:
■ أسرار مشوار «سيد العامية» وإضاءات الشخصية فى مراحل الحياة.. كيف كانت؟
- المشوار الذى عشته كان لابد أن يصل بى إلى هذا المآل، ويمكن وأنا فى سن صغيرة لم أكن أعرف إجابة هذا السؤال، فقد كنت فقط أحمل طاقة حب للدنيا والمعرفة ورغبة فى أن أكون نفسى، وأن تكون الدنيا أجمل وأشياء كثيرة غامضة كانت تعتمل فى النفس وتنضج هذا الشعور.
والحقيقة اليقينية أنها ليست مسألة الظروف فقط أو السيناريو الربانى الذى جعلنى أولد فى هذا المكان لأكون ابنا لهذا الأب ليعطينى أول دروس الحياة، أو أن أقابل هؤلاء الأشخاص فى سن معينة لأرى كل الأساتذة والبشر الذين ساعدونى على إكمال وإنضاج طريقى وكأنه سيناريو مقدر سلفاً طريقى، ولكنى أتصور أنها رحلة الشخصية مع الظرف الإنساني، فالإنسان ليس عنصراً خاملاً فى هذ المشوار.
الظروف موجودة، وتلقى بظلال تحديات على الشخصية الإنسانية التى تتكون، فتقوم هذه الشخصية باستجابات تأخذها نحو الأمام، ولكن هذه التحديات والاستجابات لم تكن تتم بشكل ميكانيكي، فهناك كثيرون من حولى عاشوا الظروف نفسها ولم يصلوا إلى نفس النتائج، كل منا ذهب إلى طريق آخر.
■ أى المراحل كانت الأهم فى تكوينك وتأسيس شخصيتك؟
- أظن أن السنوات الأولى هى أهم المراحل، خاصةً مرحلة تأسيس الشخصية، فالإنجليز يقولون «الطفل هو والد الرجل»، أى أن كل ما يتضح فى الرجل من سمات ومواصفات لشخصيته يتم تأسيسها من فترة طفولته، وبالتالى يكون الطفل هو أبوالرجل الكبير الذى نراه أمامنا، وطفلى هو الذى ولد فى المطرية بالدقهلية.. هذا المكان القريب من بحيرة المنزلة بلاد الصيادين فى آخر الحرب العالمية الثانية عاش طفولته فيما بعد الحرب فى جو معبق بأغانى الصيادين ومع أب مثقف ببيت به مكتبة، ومدرسة بها مكتبة، وفى بلد يمر عليه «الغجر» ليضربوا خيامهم «ويعملوا الشويتين بتوعهم».
كل ذلك مازال موجوداً بالذاكرة وصور اللاجئين الفلسطينيين بعد عام 1948 الذين وصلوا للمطرية، وتفرقوا بعد ذلك فى قرى الشرقية المحيطة، وأصداء القراءات التى قرأتها، وديوان الحماسة، وألف ليلة وليلة، والأغانى والكتب التى قرأتها صغيرا وتركت تأثيراً كبيراً بداخلي، ولا أنسى منها كتاب «بناة العوالم» من ترجمة يعقوب صروف، وكان يتحدث عن شخصيات المثل الأعلى مثل جان دارك وغاندى وجاليليو، وكتب كثيرة جداً من روايات الجيب ومطبوعات مكتبة «كتابى» للملخصات العالمية، وبعض شىء من توفيق الحكيم ومحمد تيمور وكان كل هذا قبيل الخمسينيات.
بعد الخمسينيات كانت فترة تأسيس الحياة، حيث قامت الثورة وأنا فى العاشرة من عمرى ولا أنسى «شخصيتى الأسطورية» محمد على الشناوى الذى كان بشاربه يشبه محمد على باشا، وكان يمر بالسوق ممتطياً حصانه ليقول «آه يابلد بكره تبقى جمهورية واللى يطول حاجه ياخدها».
ولا أنسى أيضاً صورة أخى وهو يلعب مع أصدقائه، وأصبح أحدهم من الضباط الأحرار وهو على ما أذكر «عبده محمد الشناوى» الذى كان فى وقت من الأوقات محافظا للإسماعيلية، وسمعت من هؤلاء أصداء ما يحدث بالجيش، وأصداء كثيرة جداً من الطفولة وتحديثات تطرح نفسها وكل ماهنالك أننى أصبحت شخصية بدأت تتأسس بفكر غامض للحياة.
«سيد» نفسه لم يكن يعلم إلى أين هو ذاهب، لكنه محب للحياة ويحمل الكثير من الحب لها، ومحمل أيضاً بشخصيات يحتذى بها كمثل عليا، مثل «أبو ذر الغفارى» و«عمر بن الخطاب» وبقايا الإخوان المسلمين الذين كنت أعشقهم فى هذا الوقت.
■ البداية الحقيقية ونقطة التحول فى شخصية سيد حجاب؟
- الستينيات كانت فترة بداية الحياة الحقيقية لى بعد فترة التعلم خلال 20 سنة من محاولة المعرفة والتعلم والفهم وممارسة التدريبات الشعرية فى مشوارى المبكر، والقاهرة من عام 60 كانت تحمل الحياة الحقيقية، وتم إعدادى لمواجهة الحياة، ففى أوائل الستينيات انضممت لتنظيم يسارى، وأتيح لى أيضاً فى أواخر الستينيات فرصة عظيمة بالنشر فى دار نشر أمريكية عن شبان من عوالم أخرى حققوا أشياء فى حياتهم، وأسرد كيف يعيش الآخرون فى البلاد الأخرى.
وفى الستينيات كانت بداية الاحتكاك بالحياة السياسية من خلال التنظيم اليسارى الذى كنت متحفظاً على بعض من أفكاره، وقرأت كتباً عن الجدل فى الطبيعة لـ«جارودى» وغيره، فبدأت أقرأ لأكون مفهوما دينياً مختلفاً عما تربيت عليه فى الإخوان فى الصغر، وجعلنى بقدر ما أوفق بين فكرة الدين والحياة بشكل أكثر سماحة مما يدعو إليه المتعصبون، وهذه كانت بداية تكوين الشخصية الجديدة.
كان العالم كله يتغير، وشباب العالم كله فى الستينيات يبشر بعالم جديد، سواء بمجموعة الشعوب التى تتحرر من الاستعمار، والتى بدأ معها غروب شمس إمبراطوريات كثيرة.
وهكذا شكلت حياتى من «حلم» إلى «بنى آدم» يتحقق ويواجه، والآن نقف وأبناء هذا الجيل على أعتاب البر الغربى للرحيل، وتتأكد مقولات كثيرة من أحلام الصبا بدخول الحلم إلى مرحلة جديدة فى عصرنا الحالى.
وأتصور أن الإنسان دائما ما يتميز بغريزتين أساسيتين، هما حب البقاء، والحفاظ على النوع، وبهما خاض تجربة مذهلة وعبقرية ودامية ليخرج من أسر الغرائز المباشرة ليقتحم الوجود وبوابة الخلود للجنس الإنسانى.
■ سيد حجاب «شايف مصر رايحة على فين؟».
- نحن مقبلون على مرحلة جديدة تؤكدها أشياء كثيرة، فعلى المستوى الاقتصادى بالقياس بالماركسى سنجد أن الرأسمالية وصلت إلى «حارة سد»، وحولت الإنسان إلى شىء منته، وأصبح معها الإنسان فى خدمة الرأسمالية وليس العكس.
ماركس بماركسيته الصافية تنبأ بأن يحدث الانقلاب لصالح الاشتراكية فى أعلى بؤر التقدم الرأسمالي، وحينما تعجل لينين لحدوث هذا لم ينجح، ولكننا نرى الآن الإمبراطورية الأمريكية برأسماليتها الواضحة تعالج مشكلة الأزمة المالية العالمية بمناظير اجتماعية لضبط اقتصادها.
وأصبحنا على مشارف «عالم جديد»، وكما قال عمنا صلاح جاهين: «بكرة أحلى من النهارده»، ومهما كانت النظرة متشائمة للحاضر، سنجد أن كل يوم يثبت أن البشرية تتقدم وتنتصر على مشاكلها، وأنا أرى أن ذلك يتحقق وتبدأ بشاراته تحدث فى منطقتنا، وأقول منطقتنا لأننا فى هذا التوقيت أصبحنا قرية صغيرة تتأثر كل بلدانها ببعضها البعض. نحن على مشارف مرحلة جديدة على المستوى المصرى، لاتوجد درجات أكثر انحطاطاً مما وصلنا له، وفى الوقت نفسه بدأ ظهور نقيض هذا الانحطاط متمثلاً فى الحركات الاحتجاجية الشبابية والمواقع الإلكترونية الجديدة والمدونين والحركات الشابة التى تولد حولنا.
وعلى مستوى العالم سنلاحظ أن الرأسمالية العالمية تعيش مأزق النهاية، ومنذ ثورات الشباب ورفضهم فى الستينيات توحشت الرأسمالية، وامتصت ثورات الشباب وأدخلتها لمنظومتها، وجددت شبابها بكثير من الأفكار المطروحة، ووصلت من التوحش لدرجة تهدد كوكب الأرض الآن، ومطلوب أن تتخذ معايير اجتماعية ضابطة لحركتها.
وخلال الثلاثين عاماً الماضية كان الاستعمار، بجيش بلد يحتل بلدا آخر ويستنفد خيراته بقوة السلاح، أما الآن فمن الممكن أن يحدث ذلك دون عسكر، فقط يقوم حاكم عميل أو اقتصاد عميل بمهمة العسكر. وبالفعل فى السنوات الأخيرة، نضجت منظومة اقتصادية سياسية خطيرة فجعلت 20% من أهل العالم فى أمريكا واليابان وأوروبا الغربية يملكون 80% من خيرات العالم عن طريق الاحتكارات الخمسة الكبرى، وأولها احتكار التكنولوجيا، ولذلك هم مغتاظون من اقتراب إيران من العالم النووى.
والاحتكار الثانى هو الاحتكار النقدى بصندوق النقد الدولى أو فى البنوك، والثالث هو احتكار الإعلام، والرابع احتكار موارد الكرة الأرضية من نفط ويورانيوم وما إليه من خيرات، والاحتكار الأخير هو احتكار تجارة الأسلحة التى تسيطر عليها القوى الاستعمارية العظمى فى عصرنا، وفى مقدمتها أمريكا عبر فكرة العولمة، وتحويل الشرق الأوسط إلى شظايا اسمية وعرقية ودينية وطائفية، ولكن هذه الاحتكارية الاستعمارية بدأت تفشل فى الشرق الأوسط فهزمت فى تركيا ثم لبنان ثم غزة، وبدأت تحدث موجة من «الأقلمة» فى ظل هذه «العولمة» داخل منطقة الشرق الأوسط.
وستجدين نجاد فى إيران وأردوجان فى تركيا وحسن نصر الله فى لبنان وبشار الأسد فى سوريا أصبحوا «محور» فى أشد الحاجة لانضمام مصر إليه ليواجهوا معاً ما يخطط ضد الشرق الأوسط، ولنحرر خيراته ونواجه التوغل الإسرائيلى. نحن- كما أدعى- فى مرحلة الخروج من النفق، ولكن لا يمكن أن نتخيل أن يحدث التغيير فى يوم وليلة، ويجب أن نتأكد أنه لا توجد «تعويذة» تلقى فيحدث التغيير، ولكن يجب أن تتضافر جهود المثقفين ومفكريها ومبدعيها وشعوبها، وهذا كفيل بأن يوجهها إلى النور.
■ ما قصتك مع حسن نصر الله؟
- حسن نصر الله ظاهرة شديدة الأهمية والخصوصية فى زماننا، فهو تعلم المقاومة فى مدرسة المقاومة، وهو وأبناء جيله ممن أسسوا حزب الله بمرحلة الاجتياح الإسرائيلى للبنان فولدوا هذه المقاومة، كلهم فيما أعرف وأسمع اتصلوا بالتيارات السياسية الموجودة فى لبنان، وجميعهم خطوا خطواتهم وراء «موسى الصدر» الذى أسس ثورة المحرومين بفكرية شبه ماركسية تستند لمرجعية إسلامية شيعية فأسسوا فكرة المقاومة فى مواجهة الاجتياح فصنعوا «الزواج السعيد» بين الفكر الإسلامى الدينى كعنصر ثقافى جامع ومهم فى منطقتنا العربية، وبين الفكر الحديث فى فهم العالم وإدارة أزمات العالم وبالتالى أسسوا حزب الله الجناح العسكرى الذى كان يقوده «عماد مغنية»، والذى تأسس بتراث حرب العصابات فى العالم من المقاومة الفرنسية وفيتنام وماوماو وفهموا طبيعتها وطبيعة المرحلة جيداً وطبيعة الأسلحة التى يواجهون بها العدو.
وبذلك، استطاعوا تأسيس تنظيم حديدى لعله أهم التنظيمات فى عالمنا المعاصر بعد تنظيم حزب المؤتمر وحزب الوفد لأنه تنظيم بمرجعية وطنية وإدراك خاص للواقع اللبنانى وبرغم مرجعيته الدينية لا يعتمد هذه المرجعية فى إطار لبنان ويسعى لإقامة وطن حر ديمقراطى حديث.
وأنا أحمل لهذا الرجل محبة فائقة لأنه فى تصورى أحد العرب القليلين المحدثين الذين اكتشفوا المفهوم الإستراتيجى الخاص لثورتهم الوطنية، ولم يستعر تجربة أحد ليعيد تكرارها بل صنع الطريقة المثلى للانتقال بالواقع اللبنانى من التخلف إلى التقدم والديمقراطية.
■ ألم تقابله فى لبنان؟
- استضافونى أكثر من مرة فى مناسبات للحزب، ولكنى لم أقابله ولم أطلب أو يطلب منى مقابلته لأنه رجل يدير معركة العصر، وأمر يدعو للسخرية أن يطلب أحدهم لقاءه لينتزعه من معركته التى يحمل فيها أعضاء حزب الله أرواحهم على أكفهم فى ظل عداوات إسرائيلية ورجعية.
■ محطة ريم حجاب هل لى أن أتقرب منها؟
- ريم بنتى الوحيدة، تعلمت وأنا أربيها ما قاله جبران خليل جبران: «أبناؤكم ليسوا لكم.. أبناؤكم أبناء الحياة.. والحياة لا تقيم فى منازل الأمس»، وأيضا كلمة سيدنا على: «ربوا أبناءكم على غير ماربيتم به، فقد خلقوا بزمان غير الذى خلقتم به».
وهاتان الإشارتان تمثلان مرجعيتى الإسلامية الأولى، فأنا متأكد من أن الله استخلفنا فى هذه الأرض لكى نعمرها ونجملها ونجعلها جنة، ولم يستخلف الأعيان أو الخلفاء فقط، بل كل إنسان واستخلفه على النفس وخيرات الأرض والمال والحرث وكل مافيها من خيرات فنحن إذاً مطالبون بألا نترك حيواناً ينقرض لأن الله سيحاسبنا عليها، فما بالك بأبنائنا سنسأل هل حاولنا أن يكونوا أحسن منا أم لا.
و«ريم» من طفولتها كانت تريد الرقص، وكان موقفى إيجابياً معها، وذهبت لمعهد الباليه ورأيتها تعشق الفن والموسيقى فدرست فى الكونسرفتوار وكنت دائماً أحاول تنمية ميولها بشكل علمى، وحاولت توفير المعرفة فى إطار أى شىء تريد أن تتعلمه.
ومنذ كانت فى الثانوية العامة كانت حريصة مع مجموعة من أصدقائها أن تعمل وكنت أشجع هذه الرغبة، وبعد دخولها الجامعة كانت تريد كلية الآداب أو المسرح ولم تنجح فى معهد السينما، وحينما عاتبت عميد المعهد قال «إن الوسايط كانت كتيرة» وتعجب من أننى لم أتحدث إليه عن تقدم ابنتى للاختبارات بالمعهد، ولكنها نجحت فى اختبارات معهد المسرح، وأكملت بالآداب وهناك لعبت دور «فويسيل» وأحبت أداء أدوار التعبير الجسمانى وانتهت من دراسة الجامعة وبدأت تبحث عن دراسة المسرح، فاقترحت عليها الجامعة الأمريكية، ولكنها سافرت إلى لندن لتدرس ماجستير المسرح، وهى تعمل الآن مع كامل أبوذكرى.
■ أشعر بدفء المنزل، والمرأة دائما من تصنع الدفء.. هل إحساسى صحيح؟
- أحمد فؤاد نجم الشاعر الجميل قال لى عن «ميرفت» إنها «مكافأة نهاية الخدمة فى مؤسسة الزواج»، تزوجت أكثر من مرة ولكن ذلك كان فى إطار الإثراء، ولم أكن متسقاً مع أى منهن بالكامل، لكن الأمر مع ميرفت مختلف وكأنها كانت تبحث عنى، هى حاصلة على ماجستير فى الكيمياء وتلعب القانون بفن وهنا تعرفت عليها وأثناء رحلة الدكتوراه لألمانيا شعرت بأنها تعشق الفن والغناء أيضاً وأنهت رحلة الدكتوراه وقررت أن تبحث عنى لآخذها إلى عالم الفن وآخذها إلى صديقى «نبيل صاروفيم» وبعد جلستين أو أكثر قليلاً كنت معجباً بصوتها ولكن تكوينها الشخصى وثقافتها لم تكن تصلح لـ«سويقة الطرب فى مصر» وقتها، وقلت لها إن هذا المجال لا يقيم حياة بشكل محترم، ولكن مع حفلات الأمراء سيكون مربحاً، فتخلت عن الفكرة وعادت لرسالة الدكتوراه، هى من أحببتها منذ رأيتها أول مرة وصارحتها بعد عامين، وأنا أحمد الله عليها يومياً.
■ مسك الختام.. كيف تراه لهذا الحوار الشيق؟
- نختمه بالشعر.. «بحب البحر».
بحب البحر لما يزوم.. وبعشق صرخته فى الريح
وأحس فى موجه شوق مكتوم.. لناس حرة وحياة بصحيح
وأحبه لما يتهادى.. وأدوب لما يوشوشنى
ويفرش موجه سجادة.. فى أحلامى تعيشنى
مالوش أول مالوش آخر.. قراره طاوى أسراره
ودايما فى الهوا مسافر.. ولا نهاية لمشواره
بحب البحر وأعشق صرخته وأنه
وأحب الناس ماهم فيهم حاجات منه
وأحبك ياللى احلامى فى هواكى زهزهوا وغنوا
يا بلدى ياللى وأنا فيكى عيونى إليكى بيحنوا
بحب الورد فوق السور.. وباعشق ضحكته الفانية
وأحس فى ريحته شوق مسحور لناس حرة وحياة تانية
وأحبه بين إيدين عشاق.. رسالة مهفهفة بأشواق
وحتى وهو بين أوراق كتاب العشق ذكرى فراق
حياته فى الهوا ليلتين.. وعمره ماكان بعمره خليل
يرش هواه على الماشيين.. ويتقاسموا مع الجايين
أحب الورد وأعشق ضحكته وأنه
وأحب الناس ماهم فيهم حاجات منه
وأحبك ياللى احلامى فى هواكى زهزهوا وغنوا
يا بلدى ياللى وأنا فيكى عيونى إليكى بيحنوا
بحب الورد وأحب البحر وأحب الناس
وأحب نعيشها أحرار مرفوعين الراس
ولا تفرقنا لا الألوان ولا الأديان ولا الأجناس
وأدوب فى أذان يرفرف تحضنه أجراس
تعالوا نقيم لبكره الجاى ياناس
قداس