x

يسرى الجندى: لا علاقة لـ «سقوط الخلافة» بالدور التركى فى المنطقة

الثلاثاء 17-08-2010 08:05 | كتب: محمد طه |
تصوير : اخبار

نفى الكاتب يسرى الجندى وجود علاقة بين التوغل التركى فى المنطقة العربية ومسلسل «سقوط الخلافة» الذى يتناول ضغوط الغرب لخلع السلطان عبدالحميد وتأسيس الدولة اليهودية، وبيع اللبنانيين الأراضى الفلسطينية.

ويرى الجندى صعوبة نجاح معادلة أسامة الشيخ فى عودة الدراما إلى مسارها الطبيعى بسبب سيطرة الإعلان على سوق الدراما، كما تحدث فى هذا الحوار عن الصعوبات التى يواجهها السيناريستات فى كتابة المسلسلات، ومستقبل الدراما فى مصر.

مسلسل «سقوط الخلافة» جاء فى وقت يزداد فيه الدور السياسى لتركيا فى المنطقة العربية، فهل العمل تضامنا معها؟

- المسلسل ليست له علاقة بما تفعله تركيا فى الفترة الأخيرة، كما أن فكرة المسلسل ليست فكرتى، بل تخص الشركة المنتجة التى أراد صاحبها رجل الأعمال القطرى أن يعرض المسلسل هذا العام، وتحمست للموضوع لأن شخصية السلطان عبدالحميد لفتت نظرى منذ فترة، فقد كان محل هجوم من الغرب فى فترة توليه الحكم، كما أن الكلام عن الدولة العثمانية مرسل طول الوقت، والبعض يعتبر هذه المرحلة مظلمة، وهذا غير صحيح، ولكن ضعفها وانهيارها تسببا فى دخول الاستعمار الغربى أراضينا.

لماذا اخترت الدولة العثمانية تحديدا لتناولها فى عمل فنى؟

- لعدة أسباب أهمها أنها لم يسبق تناولها فى عمل فنى، والغرب تسلم العرب بعد انهيارها، كما أن العثمانيين احتلوا الشرق قرونا عديدة، واختيارها به، إسقاطات على ما يحدث الآن فى العالم العربى والإسلامى، ومنها أن عدوك لا يعتمد على قوته بقدر ما يعتمد على ضعفك.

هل يعتبر العمل تاريخياً بحتاً؟

- العمل رواية مثل رواية مسلسل «الطارق»، وهو اجتماعى تاريخى.

لماذا رفضت عرض المسلسل حصريا على التليفزيون القطرى؟

- هذا لم يحدث، وليست لى علاقة بالتسويق، لكن عز على عدم مشاركة التليفزيون المصرى فى إنتاج عمل مهم مثل «سقوط الخلافة»، لذلك ضغطت لدخول قطاع الإنتاج فى إنتاجه، على الرغم من أن الشركة المنتجة لا تحتاج إلى مشاركة من أحد.

هل فعلا المسلسل يعرض فى تركيا؟

- ما أعرفه أن هناك شركة توزيع طلبت حق تسويق المسلسل لمدة 5 سنوات بخلاف دبلجة العمل للغة التركية، لكنه لن يعرض فى رمضان هناك، وهذا يسعدنى ككاتب.

ما المصادر التى اعتمدت عليها فى كتابة العمل؟

- هناك مراجع كانت موجودة عندى، وأخرى أحضرتها لى الشركة المنتجة من لبنان، وقد قرأت كل الكتب التى تناولت السلطان عبدالحميد أو الدولة العثمانية، سواء معه أو ضده، وفى النهاية العمل يظهر بشكل محايد، وكان معى مراجع تاريخى عراقى اسمه عمر العجلى متخصص فى تاريخ الدولة العثمانية.

هل يوجد جانب سياسى فى العمل؟

- نعم، ويتمثل فى بدء هرتزل تأسيس الدولة الصهيونية، أى إسرائيل، فى «يافا»، ونرى كثيرا من الأغنياء اللبنانيين باعوا أراضى فلسطين، وهنا نوضح قصة بيع فلسطين كيف حدثت.

لماذا لا يوجد نجم فى المسلسل لتسويقه بشكل جيد؟

- لدينا ممثلون عظماء لكن ليسوا نجوم إعلانات، وهذا يجعلنى أظن أنه يعرض فى مصر فى توقيت تحت بير السلم على الرغم من أن العمل تم توزيعه بشكل جيد.

هل الرقابة حذفت مشاهد من العمل؟

- الرقابة على قراءة النصوص أو لجان المشاهدة لم تحذف شيئاً.

ما سبب إقبال المنتج المصرى على الأعمال التاريخية هذا العام؟

- أعتقد أن هذه الأعمال سوف تعيد إلينا كرامتنا من جديد ومنها «السائرون نياما» و«كليوباترا» و«سقوط الخلافة»، لكن أرفض الحديث عن «الملكة نازلى».

هل تعتقد أن هذه الأعمال عودة للتعاون المصرى - السورى؟

- ما يقال عن دخول السوريين مصر شىء متخلف لأنه من 100 عام ونحن نستقبلهم، والسينما والمسرح ازدهرا منذ دخول الشوام فى الفن المصرى، وما حدث الفترة الأخيرة كلها مجرد نزاعات فردية.

كيف ترى شاشة رمضان هذا العام؟

- ما يثير الانتباه هذا العام هو كثرة البرامج على الشاشات، لكن زحام المسلسلات ليس جديدا، وكنا نتصور أنها ستقل، لكنها تزيد، وهذا يرجع إلى أن آلية الدراما بها أخطاء، وكانت هناك وعود من أسامة الشيخ لحل الأزمة، لكن الصراع على الإعلان أدى إلى كارثة، وتحدثنا معه وقال: هذا العام لا يمكن السيطرة على السوق، لكن العام المقبل ستعود الدراما إلى مسارها الطبيعى.

لكن السوق أصبحت مفتوحة، وكثرة الفضائيات جعلت السيطرة على الإعلان صعبة؟

- مجرد انفتاح تجارى، وهذا مضر جدا بالمواطن فى ظل مناخ متخلف.

هل سينجح التليفزيون المصرى فى السيطرة على السوق الإعلانية؟

- البعد التجارى أثر على الناس، والحفاظ على العقل المصرى يجب أن يبدأ من التليفزيون المصرى الذى من المفترض أن يتحمل هذه الأعباء، لأنه كده كده خاسر ومديون، والقطاع الخاص لن يتحمل أعباء الإعلان، وكان من المتوقع أن يقلل أسامة الشيخ من حجم المسلسلات ليستعد لخطة العام المقبل، لأن عودة الاهتمام بالكاتب والمخرج قبل النجم والإعلان تضعف جدا، وما نريده، وجود تيار قوى يعيد للدراما هيبتها بجوار ما هو موجود، وأسامة الشيخ والوزير أنس الفقى كان لديهما نية تغيير السوق، لكن تيار الإعلان أقوى من أى مقاومة، ومستقبل المهنة مهدد، والكل سلم نفسه إلى الإعلان، ومن المنتظر حدوث كارثة فى الدراما تشبه ما يحدث فى السينما الآن.

هل لجيل الكبار دور فى عدم حدوث هذه الكارثة؟

- أنا قدمت ما أستطيع، وجيل الكبار يتساقط واحدا تلوا الآخر على الرغم من غياب أرشيف حقيقى للدراما، وعدم تصنيف أعمال المبدعين شىء يؤرقنى مثلما يحدث فى السينما والمسرح، فيجب أن نشرح من خلاله مدارس المؤلفين والمخرجين.

كيف ترى شكل المنافسة هذا العام؟

- سعيد جدا بتواجد وحيد حامد فى الدراما هذا العام، ومن حقه أن يناقش أى قضية، لكن كنت أتمنى أن يطرح رؤيته فى الإخوان فى ظرف غير ظرف انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب، وكان من الممكن أن يكون هذا فى توقيت آخر، وسبق لى أن ناقشت قضية الإخوان من جذورها وفى إطار الصورة العامة للواقع المصرى قبل وبعد الثورة وصراع الإخوان مع السلطة، ولا أصادر من خلال كلامى على وجهة نظر وحيد، لكن عنوان مسلسل «الجماعة» يجعلنى أعلن تحفظى على العمل، واضع هذه الملحوظة أمام وحيد وليس أى شخص آخر، وأتمنى أن يكون مسلسلاً «كليوباترا» و«شيخ العرب همام» جيدين، وكنت أتمنى وجود أسامة أنور عكاشة، ومحفوظ عبدالرحمن بمسلسل «بيرم التونسى» حتى يغيرا من الصورة المهلهلة للدراما لأن معظمها تشبه بعضها، وكثير من الأعمال سطحى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية