«فريسكا».. اسم مميز لحلوى سكندرية شعبية اعتاد أهل الإسكندرية وزائروها سماع نداءات بائعيها على الكورنيش بإيقاعاتها المميزة: «الفريسكا، الفريسكا، اللى ماكلش الفريسكا مازارش إسكندرية»، التى خلدها مسلسل بالعنوان نفسه، إلا أن 6 من شباب المدينة ممن يشغلهم إحياء تراثها ولا يجمعهم سوى حبهم للفن والغناء ولا يشغلهم شىء عن البحث فى الأغانى التراثية القديمة، خاصة التى تحمل الروح السكندرية والتى لحنها وغناها أعلام الموسيقى والغناء السكندريون فى القرن الماضى- كونوا فريقاً غنائياً جديداً يسعى للمحافظة على التراث الشرقى المصرى بشكل عام والسكندرى بشكل خاص، وفى الوقت نفسه المزج بين الماضى والحاضر باختيار الأغنيات التى تناسب كلماتها وموضوعاتها قضايا وأحداث العصر الحديث.
أحمد ممدوح، مطرب الفرقة الرئيسى ومؤسسها، يروى قصة الإنشاء التى بدأت منذ عام واحد فقط والمكونة من عازفة القانون وقائدة الفريق أميرة صلاح، وعازف العود خالد الشنوانى وعازف الكمان إسلام على وعازف الإيقاع نور والشاعر بلال حسنى، قدمت المجموعة 3 حفلات منها واحدة اختار الفريق إقامتها فى مقهى شعبى شهير بمنطقة محطة الرمل للقرب من الناس البسطاء، أو كما تقول الفرقة إن هدفها من هذه الحفلات إعادة الجمهور إلى الاستماع للألحان والأغانى الشرقية «الأصيلة» التى يمكن أن يكون الجمهور «انشغل» عنها بسبب قنوات الفيديو كليب والأغنيات الحديثة.
أضاف «ممدوح»: نجحنا من خلال ذلك الحفل فى اكتساب الكثير من الشعبية بعد أن استقبلنا الجمهور بكثير من الترحاب مما شجعنا على إقامة حفلات أخرى منها واحدة بمناسبة ذكرى الشيخ إمام وقدمنا خلالها أغنيات يتم سماعها لأول مرة له، بالإضافة إلى حفلة أخرى فى مركز الجيزويت الثقافى ضمن مهرجان «روح الموسيقى» الذى تم اختيارنا فيه كممثلين لروح الموسيقى الشعبيةط.
وحول معيار اختيارهم لأغنياتهم قال: نحاول بقدر الإمكان البحث فى التراث عن الأغانى المتروكة والمهدرة التى لم يعتد الجمهور الاستماع إليها فى الإذاعة أو التليفزيون، مثل أغنيات الشيخ إمام، الذى يعد من أهم المطربين المصريين الذين لا يعرفهم أغلب الناس بالرغم من أهمية أغنياته، التى مازالت تعبر عن الحياة المصرية بتناقضاتها المختلفة وعن فئات الشعب البسيطة وكذلك الأغنيات غير المسموعة بشكل كبير لعبدالمطلب وعبدالوهاب وسيد مكاوى.
وتابع: نحرص على إبراز الفنانين السكندريين ومن أبرزهم سيد درويش الذى قدمنا له فى حفلة الجيزويت أغنية من الأغنيات التى لا يعرف الكثيرون نسبتها له وهى أغنية «العزوبية» وهى من الأغانى المنسوبة للرحبانية ودخلت ضمن الخطوط الحلبية بالرغم من أنها من ألحان وغناء سيد درويش، بالإضافة إلى موال للشاعر السكندرى ابن عروس.
وأضاف: نقدم أغنيات جديدة تخص الفريق من كلماتنا وألحاننا ونعتمد فيها على الموسيقى الشرقية التى تعد المعيار الرئيسى فيما نقدمه من فقرات غنائية للجمهور بالإضافة لتقديم أغان مصرية أصيلة تعبر عن جميع فئات الشعب المصرى. وعن أغنياتهم الخاصة يقول الشاعر بلال حسنى كاتب أغانى الفريق: كلمات الأغانى التى نقدمها نستمدها فى الأساس من الحياة اليومية التى يعيشها الإنسان المصرى من معاناة اقتصادية وظروف معيشية صعبة ومعاناة مع الروتين والحكومة وكذلك الأحداث السياسية المشتعلة من مظاهرات واعتصامات للعمال والموظفين وغيرهم من فئات المصريين مثل أغنية «مانى فاتورة» التى تتحدث عن حياة المواطن البسيط الذى يعانى من الأقساط والديون التى تطارده طوال يومه وكذلك أغنية «إزاز الترنس»، التى تتحدث عن الشعور بالحصار والكبت الذى يعيشه المواطن المصرى والتى نقول فى جزء منها: «على خاتمة فص، قد القفص، بيدعك بخبث يطلع حرس، دول بيطاردوا نومى وأنا حلمى عيل، أطلع من هدومى، ولا أقول وأليل، ولا أتخرس، إزاز الترنس، ورعش اللمب، بلدنا أجنس، أجنسك بلد».
وأكد مؤسس الفريق أن الفريق ينوى الاستمرار فى تبنى اللون الغنائى نفسه الذى يراه «ضرورياً جداً» لتلك الفترة لمواجهة الحالة الفنية التى وصفها بأنها «متردية»، وتسود الساحة الفنية من خلال تقديم الشكل التجارى دون الاهتمام بالحفاظ على هوية المجتمع أو إبراز دور الفن الحقيقى فى التعبير عن أفراد المجتمع ومشاكلهم وأحلامهم، التى لا يقدمها صناع الفيديو كليب وأغلب الأغنيات الحديثة فى مصر.
وعن خططهم المستقبلية لتطوير الفريق قال: لدينا استعداد لاستقبال أعضاء جدد يساهمون معنا لنحاول جميعاً بلورة أفكارنا وتقريب وجهات نظرنا فى تطوير الأغنيات القديمة وكذلك لا نجد مشكلة فى الاستعانة بالآلات الغربية أو الحديثة ولكن مع المحافظة على الروح والهوية الشرقية وكذلك سنسعى فى الفترة المقبلة للاشتراك فى حفلات أكثر لنقترب من الناس بشكل أكبر.