أصبحت مهنة المحاماة مادة خصبة لكتاب الدراما، فلا يخلو موسم رمضان الدرامى من مسلسل يتناول مهنة المحاماة من خلال محام شريف أو فاسد، ويرجع ذلك إلى رغبة المؤلفين فى تقديم أحداث درامية ساخنة، فى الوقت الذى تصدرت فيه مشاكل المحامين، مانشيتات الصحف اليومية فى الفترة الأخيرة، خاصة مشكلتهم مع القضاء.
ورغم وجود أكثر من مسلسل فى رمضان هذا العام بطله محام، فإن مسلسل «القطة العميا» ناقش مشكلة شباب المحامين تحت التمرين من خلال «فاطمة» المحامية التى تجسد دورها حنان ترك، وتتقاضى راتبا ضعيفا جدا من المحامى الذى تعمل معه، مما يجعلها تتبع طرقاً أخرى فى محاولة للحصول على عائد مادى وفى النهاية تتهم فى جريمة قتل وتهرب لتبحث عن براءتها.
مشكلة صغار المحامين الذين يملأون مكاتب كبار المحامين، لم تتناولها الدراما من قبل، حيث انشغلت بكبار المحامين وبراعتهم فى التلاعب بالقانون، من خلال استغلال الثغرات للحصول على حكم فى صالح موكليهم، ولهذا اختلف مسلسل «القطة العميا» بتركيزه على المحامين الصغار، من خلال إلقاء الضوء على تلك الفئة من المحامين التى تجتهد فى عملها وينسب مجهودها إلى المحامين الكبار أصحاب المكاتب.
محمد سليمان، مؤلف المسلسل، أكد أنه لم يتمكن من التعرض لأزمة المحامين والقضاة التى نشبت فى الفترة الأخيرة، ففى وقت حدوثها كان المسلسل قد أوشك على الانتهاء من التصوير، وقال: تلك الأزمة تحتاج إلى مسلسل كامل، لكن فى «القطة العميا» نتناول كل مشاكل المحامين دون التعمق فيها باستثناء المحامين تحت التمرين، فالعمل يكشف الطرق التى يلجأ إليها المحامى الصغير حتى يصبح مثل الكبار فى تلك المهنة، أهمها الدفاع عن المجرمين، رغم علمه بأنهم مذنبون، كما أنه يستخدم الحيل لجذب موكلين جدد إليه، وهذا ما فعلته فاطمة بطلة المسلسل، لكنها عندما اتهمت فى جريمة قتل شعرت بأنها تورطت فى هذه الجريمة نتيجة ما تقوم به.
سليمان أوضح أن المسلسل يتعرض لقضايا أخرى أثناء هروب البطلة وتنقلها من مكان إلى آخر بحثا عن براءتها، ومن هذه القضايا تجارة الأعضاء البشرية والتزوير فى صناديق الانتخابات ومشكلة التعليم فى مصر، وغيرها من التجاوزات التى ترتكب فى حق المواطن، وأكد سليمان أنه لجأ إلى الكوميديا فى بعض المشاهد للتخفيف من حدة المسلسل، خاصة أنه يعرض فى شهر رمضان، وقال: الجمهور مش «ناقص كآبة» واعتبرها سليمان كوميديا سوداء تسخر من الظروف التى يمر بها المواطن المصرى.