x

السوق الخليجية تغلق أبوابها فى وجه الدراما المصرية

الثلاثاء 17-08-2010 08:00 | كتب: اخبار |
تصوير : اخبار

زيادة عدد المسلسلات المصرية ووجود مصادر دخل بديلة لها فضلا عن وجود دراما أخرى منافسة أدت إلى انخفاض أسعار تسويق الأعمال المصرية فى الخليج وبعض الدول العربية الأخرى بنسبة 50%، فتحولت دفة تمويل الأعمال المصرية إلى الداخل بعد أن ظهرت العديد من القنوات الفضائية مثل «الحياة» و«بانوراما دراما» فضلا عن التليفزيون الذى اشترى 75% من الإنتاج المصرى هذا العام.

ارتفاع أسعار المسلسلات المصرية، ووجود دراما أخرى منافسة، منها السورية، وزيادة عدد المسلسلات المصرية جعلت السوق الخليجية تغلق أبوابها فى وجه الدراما المصرية، لكن هناك أسئلة أخرى ليس لها إجابات طرحناها على بعض منتجى وموزعى المسلسلات المصرية لنتعرف على شكل التسويق الخارجى الآن بعد أن كان من أهم مصادر الدخل لصناع الدراما.

يقول الموزع محمد عبدالوهاب إن أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع تسويق الأعمال المصرية فى الخارج هو ارتفاع أسعارها مقارنة بالأعمال الدرامية العربية الأخرى، ويضيف: يصل سعر المسلسل المصرى إلى ضعف المسلسل السورى، وهذا يجعل بعض القنوات تلجأ إليه كبديل نظرا لأنها متأثرة بالأزمة العالمية الكبرى، لكن - للأسف - المنتجين المصريين حتى الآن لم يعترفوا بأن هناك أزمة مالية فى الخليج، ومصرون على بيع مسلسلاتهم بنفس الأسعار، والدليل أن الكويت لم تشتر أى أعمال مصرية منذ العام الماضى، واكتفت بشراء أعمال خليجية وسورية، بينما تضطر قناة «الراى» الكويتية لعرض بعض الأعمال المصرية لمشاركتها فى الإنتاج، كما خفضت الإمارات هذا العام المبالغ التى تدفعها لشراء المسلسل المصرى بنسبة 50% بسبب زيادة عدد المسلسلات المعروضة، واضطر بعض المنتجين إلى قبول ذلك حتى لا يتعرضوا لخسائر، أما دول شمال أفريقيا فلم تعد مصدر دخل مهماً للدراما المصرية، لأن سعر البيع سواء فى المغرب أو تونس أو الجزائر يتراوح بين 30 و40 ألف دولار، وهو مبلغ ضعيف مقارنة بدول الخليج التى تدفع مليون دولار فى المسلسل، فضلا عن أن الجزائر رفضت هذا العام شراء أى أعمال مصرية.

ويرى عبدالوهاب أن الدراما المصرية لم تفتح لها أسواقا بديلة منذ فترة طويلة، وهذه أزمة كبرى، ولولا تعاقد بعض القنوات المصرية على الأعمال لتعرض المنتجون لخسائر باهظة، وقال: ليس فى مصلحة الدراما المصرية إغلاق أسواقها الخارجية، ولابد أن يكون هناك وعى أكبر من المنتجين فى عملية التسويق حتى لا يتعرضوا لخسائر فادحة.

يوضح المنتج جمال العدل أن هناك سببين رئيسيين لانخفاض سعر الأعمال المصرية فى الخارج، أهمهما أن القنوات العربية أدركت أن الأعمال المصرية أصبحت تحقق عائدا جيدا من القنوات المحلية فأصبحت غير راضية عن تقديم نفس الأسعار التى كانت تقدمها من قبل، وقد شجعها على ذلك زيادة عدد الأعمال المصرية المعروضة، وقال: انخفاض سعر المسلسلات فى الخارج أجبر المنتجين المصريين على تقليل الحقوق التى كانوا يمنحونها لهذه القنوات، منها العرض حصرى أو العرض بالتزامن مع إحدى القنوات، والحقيقة أن قنوات الخليج قللت شراء الأعمال المصرية بعد أن تم رفع سقف الرقابة عندها، وأصبح من الممكن أن يقدموا أعمالا تناقش مشاكلهم، وهذا ما أدى إلى زيادة عدد الأعمال الخليجية.

نفى العدل ما قاله البعض عن أن القنوات المصرية أنقذت دراما هذا العام، وقال: المنفعة بين القنوات والمنتجين متبادلة لأن التليفزيونات لن تقبل على عمل إلا إذا كانت ستحقق أرباحا من خلاله، وإذا توقفنا عن الإنتاج لن تجد هذه القنوات ما تعرضه وسيخسر الطرفان، لكن القنوات المصرية نجحت إلى حد ما فى تحقيق الاكتفاء الذاتى للمنتجين، وأصبحت السوق الخارجية غير مؤثرة، بل من الممكن الاستغناء عنها، والحقيقة أن القنوات العربية والخليجية هى التى لن تستطيع أن تستغنى عن الدراما المصرية لأننا الأفضل والأقوى ولنا جمهور عريض فى كل الوطن العربى، وغرضنا من تسويق أعمالنا فى الخارج هو ضمان التواجد وزيادة حجم سوق أعمالنا وليس بهدف الربح فقط، والدليل أننى وزعت أعمالى فى موريتانيا ووصل سعر الحلقة إلى ألف دولار فقط أى أقل من تكلفة طبع شريط الحلقة، ولكنى فعلت ذلك لفتح سوق جديدة فى هذه المنطقة.

أما المنتج والموزع صادق الصباح، فيرجع أزمة تسويق الأعمال المصرية فى الخارج إلى عدم الخبرة، وقال: عملية التسويق تحتاج إلى حرفية وعلاقات لأنها لابد أن تتم فى وقت محدد، والخطر الذى قد يواجه المنتج هو أن تحمل تكلفة إنتاج عدد كبير من الأعمال يزيد عن حجم السوق، لذلك عقدت بروتوكولا مع قنوات «الحياة» لعرض كل الأعمال التى تنتجها شركتى، و«الحياة» اختارت أعمالى لوجود ثقة متبادلة بيننا، أما التسويق فى الخليج، فلابد أن يكون هناك وعى فى عملية البيع والإنتاج أيضا لأنه عندما تكون ميزانية العمل متوسطة وفى الوقت نفسه جيدة تستطيع أن تقوم بتسويقه بشكل جيد، وقد حدث ذلك معى هذا العام، فقد تكون لا تضم نجم شباك، لكنى نجحت فى تسويقها فى شمال أفريقيا والعراق ولبنان كعرض أول وأبوظبى وقنوات أخرى كعرض ثان، ومازلت أرى أن البيع بنظام الحزمة ينم عن جهل وغباء، ويؤثر سلبا على المنتج لأن القنوات الفضائية تريد أن تختار بحرية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية