أكد السفير البريطاني بالقاهرة «دومنيك اسكويث» أن نتيجة الاستفتاء السويسري أثارت من جديد في أذهان الكثيرين عما إذا كانت هذا دليلا على وجود صراع بين الغرب والإسلام، مشيرا إلي أن الذين يريدون توسيع الفجوة بين الصراع بين الإسلام والغرب قفزوا على فور إعلان النتيجة للتأكيد أنه لا يمكن التعايش بين الجانبين.
وقال في مدونته الخاصة:"لقد أدهشني كيفية التفكير لأنه من المهم معرفة كيف سيتفاعل المسلمين سواء في الغرب أو في البلدان التي يوجد بها أغلبية مسلمة وما هو مستقبل العلاقة بين الطرفين مشيرا إلى ما صرحت به «فوزية العشماوي» رئيسة الجالية المصرية في سويسرا وأوروبا حول تعايش المسلمين في سويسرا، وإلى قول الكاتب «علاء الأسواني» الذي رأى أن التصويت يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان وتعجبه من مساندة الرئيس الفرنسي لهذا الاستفتاء".
وأضاف: "إن النفاق وعدم تطبيق المعايير باستمرار هي السمة البارزة للذين يتبنون وجهات نظر متطرفة في مثل هذه المناقشات" معربا عن اعتقاده بأن هذا هو العائق الرئيسي فيما يسمي الحوار بين الثقافات، وان هذا الخطأ (النفاق) أقل شيوعا بين الشباب لذلك فهو يتفق مع الذين يقولون إن الحوار بين رجال الدين والمثقفين ليس كافيا، داعيا إلي ضرورة توسيع هذا الحوار ليشمل مجموعة متنوعة وأكبر بكثير من المجتمع.
وأشار السفير البريطاني إلى أنه لا يكفي أن ندين نتيجة الاستفتاء بل الأهم هو ضرورة فهم الأسباب التي أدت الي ذلك، مشيرا إلي ان هناك الكثيرين الذين يعانون من "أزمة الهوية" حيث أن هناك الكثيرين من الأوروبيين يرون أن تقاليدهم وثقافاتهم لاتتفق مع الآخرين لافتا إلي استطلاع رأي فرنسي يقول إن 54% من الفرنسيين يعتقدون أن الإسلام لا يتفق مع مجتمعهم.
وأوضح «دومينيك» أن آثار ذلك لا تؤثر فقط علي الذين يعيشون في فرنسا بل أيضا علي الجميع لافتا إلى أن التحدي الحقيقي هو الحتفاظ علي التوازن بين احترام الثقافات وقبول الاخرين داخل المجتمع قائلا: "إذ كنا من بين هؤلاء الذين يتحركون في جميع أنحاء العالم لكسب العيش، أو أولئك الذين يبقون في بلدهم طوال حياتهم فالمبدأ الذي يجب أن يوجه لنا هو احترام الثقافات".