أثارت مبادرة الفقيه القانونى والمفكر الإسلامى أحمد كمال أبو المجد للتوسط بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين دويًا إعلاميا وسياسيا على خلفية قطعها شوطا كبيرا من أجل بلورة رؤية محددة للخروج من الأزمة الراهنة وإقامة هدنة تلتزم الجماعة بموجبها بالتهدئة التامة، لكن سرعان ما تنصلت الجماعة من المبادرة لتلقى مصير سابقاتها وتضيع فرصة جديدة كانت سانحة للتهدئة وإيقاف التصعيد المتبادل.
«المصرى اليوم» حاورت صاحب المبادرة ليشرح لنا بالضبط ماذا جرى لمبادرته، وهل اتصل بأحد؟ وماذا كان الرد؟ وهل كانت مبادرة جادة، أم مجرد محاولة يائسة ومعروف ردها مقدما؟، وإلى نص الحوار:
■ ما الأهداف التى كانت تقف خلف المبادرة المطروحة من جانبكم للوساطة بين جماعة الإخوان والدولة فى الفترة الحالية؟
- المبادرة المطروحة كانت منطلقة من مسؤولية وطنية بضرورة التوسط لدى الأطراف المتنازعة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة، لأن استمرار التصعيد من الطرفين سينتهى بنا إلى «وضع كارثى»، ورغم علمى المسبق بأن تقديم هذه المبادرة فى وقت فتنة كالذى نعيش فيه «هيخلينى أطلع من هدومى»، وستدفع عددا من «الحمقاء» إلى توجيه اتهامات عديدة لى ما بين العمالة لأمريكا والانتماء للإخوان المسلمين، لكننى مضيت من أجل التوسط بين الأطراف ولم ألتفت لهذه الاعتبارات.
■ هل وجدت من قيادات الإخوان المسلمين وخاصة محمد على بشر وعمرو دراج فى اجتماعك معهما، استعدادا للحوار والمصالحة مع الدولة والكف عن الوسائل التصعيدية؟
- «بشر» كان حريصا جدا على التعاون وإنهاء الوضع الراهن، وكان نعم المعبر عن ذلك، وتبينت أن هناك أرضية مشتركة، وكثير مما أقوله يقول مثله ومايقوله أقبله وأتفق معه فيه، وكنت متفائلا بعد هذه الاجتماع.
■ هل اشترطا عودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى السلطة للتفاوض والمصالحة مع الدولة؟
- «محدش جاب سيرتها من الأساس» وتجاوزا هذا المطلب ولم يتطرقا إليه نهائيا فى الجلسة، وأنا افترضت أنهما أدركا أن هذا المطلب غير عملى ولا داعى لطرحة تجنبا لتعطيل القضية وإجهاض المفاوضات من بدايتها، وأنا مؤمن بأن الساقط لا يعود وظننت، أنهما متقبلان لهذه الفكرة بدليل عدم التطرق إليها طيلة الجلسة.
■ ما أبرز المطالب التى نقلها لك «بشر» فى الجلسة معه؟
- مطالبه كما فهمتها منه كانت معقولة، وتتعلق بالإفراج عن المعتقلين من جماعته وضرورة أن تكف السلطات الرسمية عن شيطنة الإخوان، وعدم التنازل عن دم الشهداء، وقال لى «ادينى حافز لأتوقف عن التصعيد ومتقعدش تشتمنى وتعتقل منى مئات وتاخد رئيس الجمهورية تختطفه ومعرفش هو فين وتطالبنى بتقديم تنازلات؟»، وهذا الطلب له قدر كبير من المعقولية وينبغى أن يتم الإنصات إليه، وطلبت مهلة عشرة أيام لبلورة هذه المطالب ونقلها إلى الطرف الآخر المتمثل فى السلطة.
■ كيف يمكن أن نفهم هذا التحول فى موقف «بشر» من الحرص على المصالحة إلى إصدار بيان تصعيدى يمتنع فيه عن مواصلة هذه المبادرة ووصف شخصكم «بعدم الحياد»؟
- أعتقد أن القيادات الإخوانية المتواجدة فى السجون هى التى مارست ضغوطا على «بشر» لإفشال المبادرة، لأنها تخشى مواجهة جماهيرها وترغب فى تأجيل الأمر، وذلك يعود إلى أن هذه الجماعات ليست كتلة واحدة، ولكن بداخلها 20 تيارا وهناك ديناميكية للحركة داخل كل تنظيم وهناك صراع داخلى، وهذا الفريق هو من انتصر وهى المجموعة نفسها المسؤولة عن تراجع شعبية الإخوان والعنف الموجود فى الشارع وسقوط نظامهم.
■ هل تواصلت مع «بشر» بعد هذا البيان أم انقطعت الاتصالات؟
- أجريت معه مكالمة هاتفية بعد اطلاعى على البيان لاستيضاح الموقف النهائى للجماعة، لأن البيان كان يتسم بالتناقض والغموض بين ماجاء به أوله ونهايته، وقلت له «ماتزعلش وأنا مقدر الظروف والضغوط عليك ومش محتاج تبرر موقفك» وشكرنى على المبادرة وأكدت له أنه يسرنى أن أبتعد لأنى عدم حيادى، لكن من الضرورى أن تخلصوا الموضوع وتجدوا الشخص المناسب غير المنحاز لتهيئة المناخ للوساطة بينكم والدولة.
■ هل كانت هذه هى المعرفة الأولى لك بـ«بشر» أم كان هناك تواصل ومعرفة سابقة قبل طرح هذه المبادرة؟
- كنت قد تعرفت عليه فى واقعة تعود إلى عهد السادات حين كان عدد من القيادات الإسلامية يعتصمون بنقابة المهندسين، وكنت جالسا مع الوزير المهندس حسب الله الكفراوى آنذاك، وقال لى «الإسلاميين عاملين اعتصام ومجننى، روح اتكلم معاهم لفض اعتصامهم»، فتوجهت إلى مبنى النقابة وكانت المرة الأولى التى أدخلها، ووجدت لافتات استفزازية وأعدادا قليلة من المعتصمين يتراوحون بين 7 و10 وكان بينهم محمد على بشر وأبو العلا ماضى، وحاولت إقناعهم بفض الاعتصام وإزالة اللافتات، وتذكر «بشر» هذه الواقعة ونحن فى الاجتماع.
■ تردد فى بعض وسائل الإعلام أن إقالة الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، من منصبه كانت أحد شروط الإخوان للشروع فى مصالحة وطنية وتجاوز المرحلة السابقة.
- لم تتطرق القيادات الإخوانية إلى شخص الفريق السيسى مطلقا، بل على العكس تبينت منهم تفهمهم لموقفه فى أنه قاد الأمور من وراء الستار أولا ثم علنا عن طريق ثورة لتصحيح الأوضاع وتحقيق النهضة والقضاء على فتنة كادت أن تدخل البلاد إلى حرب أهلية وكانوا متفهمين هذا جيدا، لكن كانوا متحفظين ولديهم غضب بداخلهم من الإجراءات الاستثنائية ضدهم وعدم وجود فرصة للدفاع عن نفسهم.
■ ماذا دار فى اجتماعك مع الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن ومساعد مرسى السابق، للتشاور فى هذه الأزمة الراهنة؟
- كان من المفترض أن ألتقى «عبد الغفور» الذى أعرفه من أيام جلسات الحوار الوطنى فى لقاء منفصل بعد لقاء «بشر ودراج» لكن امتداد الجلسة لنحو ساعتين أدى لدخول «عبد الغفور» الاجتماع توفيرا للوقت، وجلس «متفرجا» ولما انصرفت القيادات الإخوانية أبلغنى بأن هناك حملة ضد الإسلام وأن هناك تعمدا للربط بين الإسلام والإرهاب من بعض وسائل الاعلام، وهو شخص هادئ ومتفهم لتجاوز مرحلة عودة مرسى إلى السلطة، وترك لى أن أتصرف فى الازمة لأنه لا يملك سلطة القرار من أى طرف خلافا لى لأنى أتمتع بتفويض ضمنى.
■ ماذا تعنى «بالتفويض الضمنى»؟
- أعنى أنه قبل الشروع فى هذه التحركات للتوسط بين أطراف الأزمة اتصلت بجهات فى السلطة معنية بالقرار السياسى وتحدثت معهم عن رغبتى فى التوسط بينهم وبين جماعة الإخوان، وأنى لدى قدرة على التواصل مع الجميع وباركوا هذه الخطوة.
■ هل كانت هذه الجهات تابعة للموسسة العسكرية أم مجلس الوزراء؟
- المؤسسة العسكرية، وتواصلت مع عدد من القادة العسكرين الحاليين وذهبت إليهم وجلست مع بعض أعضاء المجلس العسكرى الحالى ولم يكن الفريق السيسى موجودا، وتحدثت عن تفكيرى فى هذه الوساطة، فقالوا لى «على بركة الله»، لأن الموضوع لا يجب أن يترك هكذا.
■ هل كانت المؤسسة العسكرية جاهزة للحوار والتفاوض وتقديم تنازلات لتجاوز هذه المرحلة؟
- نعم، لكن لا أعرف حدود هذه التنازلات، لكنهم أبدوا حسن نوايا فى تقبل فكرة وقف حملات التصعيد على كل الأوجه، واستبنت منهم أيضا إمكانية الإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين ممن لم تثبت ضدهم أى جريمة، وكان لديهم حد أدنى معقول يشجع على الاستمرار.
■ هل تواصلت مع قيادات الجيش بعد انتهاء المبادرة وتراجع الإخوان عنها؟
- لا، لم أتواصل معهم لعدم معرفة مطالب محددة من جماعة الإخوان المسلمين لنقلها إليهم.
■ كشف عبود الزمر فى تصريح سابق له أن هناك مبادرة مطروحة من جانبه ستحدث انفراجة الأيام المقبلة بين الجيش والإخوان.. ما تعليقك؟
- من جانبى لا أقبل من عبود الزمر أى مبادرة «لأن صفحته مش حلوة»، وأنا أتساءل كيف تتم دعوة شخص مثله فى احتفال أكتوبر بجوار زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، فهذا أصفه بأنه «قلة ذوق وتبجح»، وأستغرب من عدم التعليق من جانب الجيش على كلام «الزمر» حول هذه المبادرة.
■ يتردد أن هناك جولة جديدة من المفاوضات بين عدد من الشخصيات الوطنية أبرزهم فهمى هويدى ومحمود مكى للتوسط بين الإخوان والدولة.. هل تم توجيه الدعوة لك لتكون ضمن هذه الشخصيات؟
- لم أعلم بها ولم تتم دعوتى، وقرأت عنها فى وسائل الإعلام، لكن هناك مصادر نقلت عن مكى وهويدى لى أن هذا الكلام ليس صحيحا وأكدوا لى عدم علم كليهما بهذه المفاوضات، وأن أحدا لم يتصل بهم من الأساس.
■ ما قراءتك لشخصية الفريق عبدالفتاح السيسى الذى يستحوذ على اهتمام إعلامى وسياسى فى هذه المرحلة؟
- التأمل الموضوعى يجعل من «السيسى» قوة خير تريد الصلاح لهذا البلد، ويتمتع بقدر من الاحترام والذكاء ليس هينا، لكن أنت لا تضمن حركتك، فأنت حولك المنافق والشرير يسدون عليك الطريق ويأتى عليك الوقت لتصدق كلامهم وهذا الكلام هو السم القاتل، وميزة التاريخ أنه يوفر عليك التخمين ويعطيك المقدمات التى تعلم إلى أين ستنتهى بك.
■ فى حال تقديم «السيسى» أوراق ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية.. هل توافق على هذا الترشيح؟
- نعم، لكن بشرط أن يكون واعيا ومدركا لما يصيب الأنظمة من تدهور وتساقط سريع نتيجة الافتتان بمدح المادحيين ونفاق المنافقين، وينبغى عليه أن يتذكر دوما أن هذا الأمر يستلزم وجود بطانة مخلصة، لأن هناك حملات إعلامية ترغب فى تأليهه، وهذا لا يفيده مطلقا.
■ ما تقييمك لفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى؟
- «مرسى» كان يعلم أنى أعرف تاريخ الحركات الإسلامية فى العالم، وأعرف عنه ما لا يعرفه عن نفسه، وتميزت فترته بنشاط كبير ليس له عائد كبير، ولكن لم يكن يتمتع بمواصفات الرئيس، وكان فيه طيبة، وكان الدفع به خيارا ظالما كأنما جاءوا به لكى يتحكموا فيه، وأحيانا كان يتمرد على من يقيدونه فى بعض الأمور البسيطة، وأنا أرى أن أداء الإخوان سلبى منذ عام 1948 ويرغبون فى التكويش على كل شىء، وكانت غلطة حسن البنا الكبرى تأسيس تنظيم سرى.
■ هل كنت تتواصل معه خلال فترة حكمه؟
- نعم، كان هناك تواصل مستمر معه، وأرسلت له 4 خطابات، وكان يتم الرد بسرعة لوجود عدد من الشخصيات الإيجابية مثل محمود مكى، وهاتفته شخصيا أكثر من مرة، وأتذكر لمكى وهو فى الخارج عندما علم بأن هناك أمورا يتم اتخاذها دون علمه فجاء غاضبا، وكان راغبا فى تقديم الاستقالة، وأبدى رغبته فى ترك منصبه.
■ ما مضمون هذه الخطابات الموجهة للرئيس المعزول؟
- هناك خطاب كنت قد أرسلته إلى مرسى خلال فترة حكمه قلت له فيه «ففى إدراك تام أو هكذا أظن لما يدور حولنا، وأن مصر كلها تقف أمام مفترق طرق، أرجو أداء للواجب أن أضع بين يديكم الأمور الآتية كى تكون موضع رعاية وبحثكم، أولا أصيب مقام الرئاسة بالآثار السلبية العديدة جراء تقديم العديد من الوعود الجيدة معبرة عن تطلعات الجماهير دون أن يتيسر الوفاء بها، وهو أمر يحتاج إلى سد الطريق أمامكم، ويجب عدم إطلاق تصريحات نارية من المسؤولين من أعوانكم عديمى التجربة والخبرة لعدم إحداث فتنة، وأن ملايين المصريين غير راضين عنكم وعليكم التعبير عن إرادة الشعب كافة وليس فصيلا بعينه»، ويمضى الخطاب فى ضرورة الحذر من أحداث عنف محتملة فى سيناء.
■ ننتقل إلى حقبة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ما ملامح هذه الفترة من تاريخ مصر؟
- حقبة الرئيس المخلوع حسنى مبارك مرت بمرحلتين، الأولى كان متأكدا أنه لن يستمر فى السلطة لفترة طويلة وغير راغب فيها، لأن تجاربه وشخصيته لا تؤهله لذلك، وكان يراها «ِشيلة كبيرة»، ولم تكن فكرة التوريث ظاهرة، وكان حريصا على التوافق، وأتذكر استدعاءه لى من الكويت حين كنت مستشارا لولى العهد الكويتى والتقيته بقصر الاتحادية ووجدت مزاجه كويس، وأكد لى حرصه على التعددية السياسية وأنهم لا يقبلون بالانفراد واستشهد على ذلك بقوله «لو إبراهيم شكرى بتاع حزب العمل عايز أصوات علشان يبقى متواجد فى الساحة السياسية نجيب له أصوات من الحزب الوطنى»، وأكد لى أن الكفن ملهوش جيوب، وتميزت المرحلة الثانية ببزوغ نجم جمال مبارك وظهور فكرة التوريث وظهور الرجال المحيطين به الذين أفسدوا مصر.
■ ما أبرز خطب مبارك التى كتبتها وأحدثت دويا سياسيا؟
- هو لم يكن يحدث دويا، وأنا كتبت عددا كبيرا من خطبه وكتبت أيضا للسادات، ومرة حد اتصل وزوجتى ردت عليه وقالت له «هو مفيش غير أبو المجد ماتشوفوا حد تانى».
■ هل كانت هناك قنوات اتصال بينك وبين جمال مبارك؟
- التقيته مرة بناء على طلبه، وطلب أسامة الباز الذى قال لى إنه يرغب فى الجلوس معك والاستماع لنصيحتك، وكان الباز يتمتع بذكاء شديد، ودخلت فى منتصف الاجتماع المنعقد بيننا فى الاتحادية وفوجئت بجمال «عامل كبير القعدة»، وهو من ينسق من يتحدث، فحاولت إفساد هذا الأمر فقلت أنا عندى اقتراح، وقلت عايزين نسمع جمال بيقول إيه، ونقلته من مدير إلى متحدث عامدا وهو مافهمه أسامة، وكان يرغب من وراء هذا اللقاء فى التعرف على أدائه وتزكيته عند أبيه وأمه، وكانت مقابلة مبارك أسهل من مقابلة جمال نظرا للتعزيزات الأمنية والمراسم المحيطة به.
■ ما الانطباع المتروك فى ذهنك عن شخصية جمال جراء معرفتك ولقائك به؟
- هو شخص مستقيم الخلق و«دوغرى» لكنه لا يتمتع بالقبول ولا الكاريزما، وكان طامحا فى السلطة، ولكنه لم يكن يملك مؤهلاتها، وحماقة وإجرام الحاشية المحيطة به هى التى دفعته لذلك، وكذلك يرتبط بوالدته ارتباطا شديدا، وأتذكر واقعة فى حفل زفاف بنت أو ابن وزير الخارجية الحالى نبيل العربى، وكان جالسا على المنضدة سوزان مبارك وجمال وزوجتى ونبيل العربى، وتوجهت زوجتى بتلقائية شديدة بسؤال «أنت ليه ماتجوزتش لحد دلوقتى»، فردت عليها سوزان موجهة كلامها لى أنها «غلبت معاه فى هذه المسألة».
■ كنت من المقربين للرئيس الراحل أنور السادات وشغلت منصبى وزير الإعلام والشباب فى عهده، فبماذا تصف عهده؟
- كان عصره تجربة ثورة، وكان فيه بعد اجتماعى جديد على مصر، لكن أجهضت التجربة، لأن الديمقراطية كانت ناقصة واحنا لسة ماتعلمناش أن الديمقراطية ليست خطبة عصماء ولكنها نظام حياة، وكان عهده أفضل العهود، لأنه تأسس على الأشياء الإيجابية فى عهد عبدالناصر، وكان قريبا منه واستعمل مكره ودهاءه فى خداع العدو، وسمعت جيمى كارتر يتحدث عنه قائلا «إنه كان أكبر زعيم ظهر فى العصر الحديث كله، وكان عنده حاسة بما تفرزه الجماهير وماتريده».
■ كنت من الشخصيات العامة التى تمت دعوتها فى جلسات الحوار الوطنى أيام المجلس العسكرى برئاسة المشير حسين طنطاوى، كيف كانت الآليات التى يعتمد عليها المجلس فى إدارة الدولة فى هذه المرحلة؟ وهل كانوا راغبين فى السلطة؟
- صعب أن أجزم برغبتهم فى السلطة، وصعب كذلك أن أنفى هذه الرغبة، ولكن ما يمكن قوله فى هذه المرحلة أن المشير طنطاوى كان يتألم بشدة حين كان يجد نفسه معلقا على مشنقة فى الصور التى رفعها المتظاهرون ضده أو حين يتم توجيه تهم له بالخيانة، وكان يخاطب الفريق المساعد له متسائلا له «هل أنا خاين برضه؟»، ومرة جلست معه وأكدت له أن هذه هى طبيعة العمل العام، «وكان عليك أن تعرف من أول يوم أنك هتتشتم».
■ من تراه الشخصية المناسبة المؤهلة لرئاسة مصر فى الفترة الحالية؟
- أعتقد أن عمرو موسى هو الأنسب لهذه المرحلة لاعتبارات عديدة، فهو من حيث جودة الأداء لديه تجربتان جيدتان، كوزير خارجية ناجح جدا، وكذلك كأمين لجامعة الدول العربية.