x

ضغوط دولية ومحلية على كينيا لتأييد مصر فى رفض بناء سد «جابى» فى إثيوبيا

السبت 14-08-2010 23:54 | كتب: أيمن حسونة |
تصوير : اخبار

أعلنت كينيا أنها ستجرى تقييما مستقلا حول تأثيرات سد «جابى» الثالث لإنتاج الطاقة الكهرومائية، والذى تشيده إثيوبيا حاليا، ويعارض ناشطون إنشاءه، مؤكدين أنه سيؤدى إلى خفض مستوى المياه فى بحيرة توركانا فى كينيا من 7 إلى 10 أمتار، الأمر الذى سيؤثر سلبا على حياة 300 ألف شخص يعتمدون على البحيرة بشكل كامل فى الحصول على احتياجاتهم المائية. ومن المقرر أن يكون سد جابى الثالث - تحت الإنشاء - ثانى أكبر سد فى أفريقيا على نهر أومو، ويصب فى بحيرة توركانا التى تعتبر حاليا أكبر بحيرة صحراوية فى العالم.

وقال وزير الطاقة الكينى، كيرايتو مورونجى: «نريد أن نجرى دراسة مستقلة للتحقق من نتائج الدراسات السابقة بشأن السد، ولهذا فإن كل المخاوف من قبل جميع الأطراف المعنية سيتم أخذها فى الاعتبار». وأضاف مورونجى أن الحكومة الكينية ستجرى دراسة واحدة فى هذا الشأن، فيما سيجرى بنك الاستثمار الأوروبى دراسة ثانية، وستقدم النتائج للحكومة فى ديسمبر المقبل.

من جانبها، قالت الحكومة الإثيوبية إنها أجرت مسوحات لتقييم الأثر البيئى للسد، أظهرت أنه لن يعطل حياة أى من المجتمعات المحلية، وسيبلغ ارتفاع السد 240 مترا، مع خزان يمتد بسعة 151 كيلومترا، مما يجعله ثانى أكبر سد فى أفريقيا بعد السد العالى فى أسوان.

ويأتى قرار الحكومة الكينية بإجراء دراسات لتقييم تأثيرات السد، استجابة لضغوط محلية ودولية من قبل منظمات حقوق إنسان تحث الحكومة الكينية على محاكاة مصر والضغط على إثيوبيا لإيقاف بناء السد. وأشارت المنظمات إلى أن مصر هددت إثيوبيا بتحرك عسكرى إذا أقامت أى سد يهدد تدفق مياه النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل.

ويعارض برنامج الأمم المتحدة البيئى فى نيروبى أيضا، إنشاء السد، مؤكداً أنه سيقلل، بشكل كبير، مستويات المياه فى بحيرة توركانا، وسيؤدى إلى زيادة الملوحة فى البحيرة، وقتل أى غطاء نباتى فيها، وكذلك قتل صناعة صيد الأسماك. وقال المتحدث باسم البرنامج، نيك نوتال،: «أى خفض فى تدفق المياه إلى البحيرة سيؤدى إلى زيادة ملوحتها وسيؤثر على أسماكها»، وأضاف: «بالفعل ملوحة بحيرة توركانا أعلى بكثير من أى بحيرة كبيرة أخرى فى أفريقيا، لأنها تقلصت على مدى 7500 عام، ولذلك أصبحت بحيرة منغلقة دون منافذ».

وبدأ بناء السد العملاق فى عام 2006، ومن المقرر أن يستكمل البناء فى عام 2012، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع 1.4 مليار يورو - ما يعادل 1.76 مليار دولار- ويتم تمويله بشكل رئيسى من قبل بنك التنمية الأفريقى بعد انسحاب البنك الدولى من التمويل عقب احتجاجات من قبل المنظمات غير الحكومية.

وتقول إثيوبيا إن السد سينتج نحو 1800 ميجاوات من الكهرباء، وتلقت كينيا وعدا بشراء جزء منه، وكانت الجماعات البيئية الكينية انتقدت الحكومة الكينية واتهمتها بالتضحية بحياة المواطنين الكينيين من أجل الإثيوبيين.

وقالت رئيس جمعية أصدقاء بحيرة توركانا، وهى منظمة حقوقية غير رسمية،إيكال انجيلى،: «لا أحد يستطيع أن يلمس النيل من الإسكندرية فى مصر، وحتى منابعه فى جينجا بأوغندا، ويمكن لمصر الذهاب إلى الحرب إذا تم اعتراض مياه النهر، ولكن لماذا تسمح حكومتنا بانتهاك حقنا فى المياه». وأشارت انجيلى إلى أن دراسات تقييم الأثر التى أجرتها الحكومة الإثيوبية أظهرت أنه سيتم حجب تدفق النهر تقريبا لمدة سنتين، وذلك حتى يتم امتلاء الخزان، ولكن الدراسة لا تتناول كيف سيؤثر السد على بحيرة توركانا. وأضافت انجيلى: «حتى الإثيوبيين سيتأثرون سلبا من السد، فحوالى 200 ألف شخص يعتمدون على نهر أومو سيتركون مكانهم حول النهر دون مأوى».

وحذر تقييم، أجرته المستشارة الأمريكية انتونى ميتشل، لصالح بنك التنمية الأفريقى، من أن انخفاض المياه فى نهر أومو سينعكس سلبا على بحيرة توركانا، وعلى تركيبتها الكيميائية، وجاء فى التقرير أن «البحيرة قد تنحسر وتصبح أكثر قلوية، مما يجعل مياهها غير صالحة للشرب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية