أكد الرئيس حسني مبارك في خطابه اليوم أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى أن مصر تضع سياستها الخارجية.. في خدمة قضايا التنمية والداخل المصري.. وجالياتها على أتساع العالم.
وأضاف "إن رعاية مواطنينا بالخارج .. مسؤولية الدولة، نرعى حقوقهم .. لا نقبل المساس بهم ..أو التطاول عليهم ..أو امتهان كرامتهم ، وأقول بكلمات واضحة ..إن كرامة المصريين من كرامة مصر .. ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها".
وأكد مبارك أن دائرة تحرك مصر العربي تظل أولوية من أولويات السياسة الخارجية .. معربا عن أسفه للوضع العربي الراهن .. وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر .
وحذر من تدخل إيران في الشأن العربي .. وقال "لن نتردد في اتخاذ مواقف.. تتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار .. وتحمى أمن مصر القومي .. في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر .. وأمن الشرق الأوسط بوجه عام ".
وحمل مبارك إسرائيل مسؤولية تقويض فرص عملية السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصى ومواجهات مستوطينها وقواتها مع الفلسطينيين فى الحرم الشريف.
وقال موجها كلامه لقادة إسرائيل "إنكم تضعون عقبات جديدة فى طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائى ، أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية ، ارفعوا حصاركم عن غزة ، كفاكم تعنتا ومراوغة ، امتثلوا لنداء السلام "
وأكد أن في قلب دائرة تحرك مصر الأفريقي تأمين إمدادات المياه في صلتها الوثيقة بالأمن الغذائي وأمن مصر القومي ، كما تولى اهتماما فائقا لدعم علاقاتها بدول حوض النيل .. معربا عن ثقته "في قدرتنا على التوصل معا لرؤية مشتركة .. تتأسس على التعاون لا التنافس .. تحقق مصالح دول المنبع .. وتحفظ حقوق مصر وإستخداماتها الحالية لمياه النيل" .
وعلى صعيد أخر قال أن مصر تولى دائرة تحركها الأوروبي - والدولي - اهتماما خاصا، لقضية أمن الطاقة .. باعتبارها قضية أساسية في إدارة العلاقات الإستراتيجية والسياسية بين الدول وتعمل على تأمين احتياجات الطاقة لأجيال المستقبل .. وقال " إننا نسعى لتعزيز القيمة الإستراتيجية لمصر.. كمركز إقليمى لتجارة وتخزين وتداول الطاقة .. عبر شبكات الربط الكهربائى وخطوط الغاز ، نواصل تنويع وتطوير وترشيد إستخدامات الطاقة .. ونمضى فى برنامجنا لإقامة المحطات النووية لتوليد الكهرباء" .
وأشار مبارك إلى أن مصر نجحت في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والأزمة العالمية الراهنة بمواردها الذاتية وليس بالمساعدات أو بالاستدانة من الخارج، منوها بأن مصر أدارت الأزمة الحالية ولا تزال دون المساس بعجز الموازنة العامة.
وأضاف مبارك "إننى كرئيس لكل المصريين أؤمن بأننا جميعا فى خندق واحد ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا، وتجمعنا وحدة الهدف والمصير، وإننى أمد يدى لكل مصرى ومصرية لنعمل يدا بيد من أجل الوطن."
كان مبارك قد وصل إلى مقر البرلمان لإلقاء خطاب هام أمام الجلسة المشتركة؛ حيث كان في استقباله فور وصوله الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والسيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ووكيلى المجلسين والأمنين العامين للمجلسين، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني لجمهورية مصر العربية .
والتقى الرئيس مبارك بعد ذلك بالصالون الرئيسي بالمجلس بكل من رئيسي الشعب والشورى وقيادات المجلسين. وعقب انتهاء الرئيس مبارك من كلمته غادر قاعة البرلمان وسط تصفيق حاد من أعضاء المجلسين.