37 يوما كاملا ودموع مدرس ابتدائى لا تجف.. يقف حائرا أمام منزله فى المرج تائها ينتظر عودة ابنه الطفل 9 سنوات.. حسام طفل قليل الكلام.. لا يمكنه أن يتحدت ويقول لك.. أنا حسام حسن عبدالعال محمود.. وعندى 9 سنين وخرجت من المدرسة علشان لسانى «تقيل».. لن يتحدت معك حسام ويقول لك: «أنا أبويا مدرس فى قرية شطورة بسوهاج وحضر إلى المرج ليطمئن على منزلنا فى شارع مكة المتفرع من شارع محمد نجيب.. وأحضرنى معه للقاهرة لاغير جو ويشترى لى بعض احتياجاتى لكننى غافلته سهوا منى وانطلقت فى الشوارع ولا أعرف كيف أعود».
حسام حسن طفل تبدو عليه علامات غريبة تؤكد لك أنه قليل الذكاء.. فقط ما يمكن أن يقوله لك: «أنا اسمى حسام حسن.. أنا اسمى حسام حسن.. وتسأله.. منين يا حسام.. ويرد عليك.. أنا اسمى حسام حسن بس..» حسام لن يعطيك إجابة كاملة لن يشرح لك بالتفاصيل ماذا حدت له ولا كيف وصل إليك.
حسن عبدالعال محمود 47 سنة والد الطفل التائه يصف ابنه فى محضر الشرطة الذى حرره بقسم شرطة المرج.. جسمه نحيف.. طوله حوالى متر.. قمحى البشرة.. شعره أسود، عيناه سوداوان ويرتدى ترنج رمادى وفانلة بيضاء وشبشب أصفر.. وهذه المرة الأولى لغيابه.. ولا يوجد خلافات بينى وبين أحد وحسام ليس معه متعلقات تغرى بسرقته ولا أشتبه جنائياً فى الغياب.
لا يمكنك أن تمنع نفسك من البكاء، وأن تستمع للمدرس المكلوم وهو يروى تفاصيل الغياب: أنا أصلا مقيم فى قرية شطورة بسوهاج، ولى بيت فى المرج هنا وباحضر كل شهر أطمن وأشوف أخباره إيه.. ومفيش عداوة بينى وبين حد وحسام محبوب من جيراننا فى البلد.. أصل الواد «مدروش» شوية.. وبتاع ربنا وفى البلد بيقوله عليه الشيخ حسام.. وأنا هنا دورت عليه فى كل حتة فى مصر.. ممكن يكون حد لقاه عند جامع أو ماشى فى الشارع سلمه دار أيتام أو لقسم شرطة.. ابنى ميعرفش الفرق بين شوارع المرج وشوارع قريتنا وممكن يكون خرج ومعرفش يرجع ومعرفش يقول أنا مين.. أنا من يومها مش عارف أسافر بلدنا.. ومش عارف أقول إيه لولادى وهم كل يوم يسألونى:«لقيت حسام».. أنا من يوم 3 يوليو وأنا مستنى هنا ممكن واحد ابن حلال يجيب ابنى ويقولى.. أنا لقيته.. أنا خايف على الواد الغلبان ده.. والله مش قادر أخد نفسى ولا عارف اتصرف إزاى وأنا تايه مش عارف أدور فين ولا أعمل إيه.. نفسى أغمض وأفتح ألاقى ابنى فى حضنى.. أنا تعبت ومش قادر اتصرف.. متفائل خير إن شهر رمضان يبقى وشه حلو علىّ والواد يرجع لى بإذن الله.