فى رد فعل سريع على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وعرضه «قرائن» تشير إلى تورط إسرائيل وعملائها فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى، أكدت المتحدثة باسم المحكمة الخاصة بلبنان أن مدعى عام المحكمة يدعو كل من يملك دليلا متصلا بقضية اغتيال الحريرى إلى عرضه عليه.
وطالبت كتلة المستقبل البرلمانية التى يتزعمها رئيس الوزراء سعد الحريرى بضرورة تقديم المعطيات والتحليلات والوثائق التى عرضها نصرالله للمحكمة الدولية من أجل التحقيق فيها.. فى تطور يؤكد أن تصريحات نصرالله بدأت تحرك المياه الراكدة فى لبنان فيما يتعلق بمحكمة الحريرى من ناحية، وقد تؤدى إلى إطالة مدة التحقيقات وتغيير مسار القضية من ناحية أخرى، خاصة بعد أن تناقلت أوساط إعلامية عربية وأجنبية معلومات توقعت توجيه القرار الظنى للمحكمة الاتهام فى الجريمة إلى عناصر فى حزب الله.
كان نصرالله قد انتقد خلال تصريحاته، التى قال إنها تمثل قرائن وليست أدلة على تورط إسرائيل فى اغتيال الحريرى، عدم أخذ لجنة التحقيق الدولية بفرضية أن تكون إسرائيل هى التى ارتكبت الجريمة، كما وجه انتقادات لحكومة بيروت بأنه لو كان هناك أى شخص من حزبه أو موالٍ لسوريا هو من تتحدث عنه مثل تلك القرائن التى قدمها لكانت الدنيا قامت وما قعدت.
وفى غضون ذلك، ادعى مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية على العميد المتقاعد فايز كرم بتهمة التعامل مع إسرائيل وطالب بإنزال عقوبة الإعدام بحقه، وكان كرم قد اعترف بالتعامل مع إسرائيل مما أثار صدمة مدوية فى لبنان، كونه كان قياديا فى التيار الوطنى الحر بقيادة ميشال عون، وقال الادعاء إن كرم قابل عملاء إسرائيليين فى الخارجى وزودهم بمعلومات عن التيار الوطنى الحر وحزب الله والأحزاب الأخرى مقابل المال.
ومن جهة أخرى، يشهد لبنان تجاذبات عسكرية خارجية جديدة، بعد الاشتباكات المسلحة التى وقعت فى بلدة «العديسة» جنوب لبنان الأسبوع الماضى، وبعد أن قام الرئيس ميشيل سليمان بزيارة المنطقة، مؤكدا عزمه تسليح الجيش اللبنانى بكل ما يملك، قائلا إن لبنان سيعتبر رفض الدول المنتجة للسلاح بيعه إلى بيروت «موقفاً سياسياً»، وعلى الفور أكدت إيران على لسان سفيرها لدى لبنان غضنفر ركن أبادى استعدادها لتسليح الجيش اللبنانى، ردا على إعلان رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى، هوارد برمان، تجميد 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية التى سبق إقرارها للجيش اللبنانى خشية نفوذ حزب الله داخل الجيش وأن يستخدم تلك الأسلحة.
ومما يثير القلق الأمريكى هو إمداد طهران لحزب الله بالأسلحة وخشية التداخل بين الحزب والجيش اللبنانى، إلا أن إعلان السفير الإيرانى يمثل دلالة مهمة، إذ إنه جاء بعد لقائه قائد الجيش اللبنانى، وفور قرار الكونجرس بما يؤكد رغبة إيران فى ملء الفراغ الأمريكى وأن يكون لها تواجد مباشر ورسمى داخل الجيش اللبنانى.