تبدلت أحوال أسرة «عم محمد»، 60 عاماً، إلى جحيم بعد أن فقد اثنين من أبنائه دفعة واحدة، فى جريمة قتل ارتكبها الشقيق الأكبر، ودخل على أثرها السجن وينتظر القصاص العادل، أسوة بالقصة الشعبية الشهيرة «شفيقة ومتولى»، كانت الأسرة قد تجرعت مرارة فقد ابنتهم مرتين، عندما علموا بوفاتها غرقا وأتموا دفنها ثم اكتشفوا بعد ذلك أن ابنتهم لاتزال على قيد الحياة، وأن من تم دفنها ليست ابنتهم، وقد لقيت ابنتهم مصرعها على يد شقيقها قبل أسبوعين. تعود الواقعة إلى تقدم والد القتيلة، ببلاغ للشرطة بغياب ابنته، وقام بتحرير محضر بذلك، وبعد أسبوعين تم العثور على جثة فتاة غارقة فتسلمها الأب، على اعتبار أنها ابنته وقام بدفنها بعد أن تسلمها من المشرحة، وبعد مرور 3 أيام فقط تلقى إخطاراً من الشرطة يفيد بالعثور على ابنته وحجزها على ذمة قضية «آداب»، فتسلمها والدها، لكن شقيقها «خميس»، 28 سنة، شعر بالمهانة بعد معايرة الناس له فى كل مكان، وأثناء معاتبتها تطورت المشادة بينهما فاستل سكيناً وسدد إليها عدة طعنات حتى فارقت الحياة.
التقت «إسكندرية اليوم» والد «الجانى والمجنى عليها» الذى قال: «فقدت ابنتى مرتين وضاع منى ابنى ولا أعرف لماذا أدارت لى الدنيا ظهرها، ثم سرد القصة، قائلاً «بنتى هى اللى عملت فى نفسها كده، وكانت دائمة الخروج من المنزل لساعات طويلة، تاركة طفلتها التى لايزيد عمرها على 3 سنوات حتى لاحظها أهالى الحى وبدأوا يتكلمون عنها»، وأضاف: «إن ابنته طعنته بمطواة منذ 3 سنوات عندما حاول منعها من الخروج، وأضاف: رغم أن ابنتنا (جدعة) إلا أن شقيقها تأثر من شدة الكلام.. وبدأوا يعايرونه فى كل وقت، وأصبح لا يطيق العيش داخل البيت».
تابع: «من الصعب أن تقوم بدفن ابنتك مرتين، وفارق كبير فى المرتين، الأولى لما قالوا إنها «غرقانة» ورضيت بقضاء الله وتم دفنها فى مدافن الأسرة، ثم عادت للحياة، لكن القدر لم يمهلنى للفرح بعودتها وفى المرة الثانية، لما «أخوها» قتلها ليتخلص من عارها، واختتم الأب كلامه بأنه فقد ابنته وابنه بطريقة صعبة يصعب على أى أب أن تنتهى بها حياة أبنائه، ثم دخل فى بكاء هستيرى.
ودافعت والدة الضحية عن ابنتها، وبصرخة عالية قالت: «بنتى كانت مريضة نفسياً، واللى كانت بتعمله مش بإرادتها ومنذ 8 سنوات تعانى مرضا نفسيا و«منفعش» معاه لا طب ولا دوا.. ودلونى أهل الخير على زيارة المشايخ، وقالوا لى «بنتك ملبوسة» واللى عليها مش ممكن يطلع». وأضافت: لم تر ابنتى يوما حلواً فى حياتها حتى فى زواجها الذى لم يستمر سوى 6 أشهر، ثم أقسمت أنها لم تكن زى البنات وكانت بتمشى بمطوة فى جيبها لتحمى نفسها، وقالت: «حرام ابنى قتلها وهى فى حضن ابنتها، الله يرحمها». وأضافت: أنا اللى غسلت بنتى فى المرتين والمرة الأولى غسلتها أنا وشقيقتها وخالتها بس الغريب إنى (مشكتش) إنها مش بنتى بالعكس كان قلبى واجعنى عليها جدا، ربنا يرحمها ويغفر لابنى.