x

اللواء حسام سويلم: قطر وأمريكا تمولان الجماعات الإرهابية في سيناء (حوار)

السبت 19-10-2013 21:52 | كتب: أحمد أبو هميلة |
تصوير : محمد معروف

قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، المدير الأسبق لمركز الأبحاث الاستراتيجية للقوات المسلحة، أحد قادة حرب أكتوبر، إن المجلس العسكري بقيادة المشير حسين طنطاوي، سلم الإخوان للشعب، الذي سرعان ما لفظهم بعد أن اكتشف خداعهم.

أضاف في حوار لـ«المصري اليوم» أن الجماعات الإرهابية في سيناء لها علاقات بنظرائها في غزة، وتاتي معظم أسلحتها من ليبيا، والتمويل من قطر وأمريكا، موضحا أنه يشعر بالأسى للوضع الذي تعيشه سيناء.. وإلى نص الحوار:

■ ما خريطة تحركات الجماعات الإرهابية في سيناء؟           

- تحركاتها عديدة ومتشعبة أهمها مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس، وتنظيم «التوحيد والجهاد»، و«القاعدة في أرض الكنانة»، ومنظمة أنصار السنة، والرايات السوداء، فضلاً عن العناصر الإرهابية، التي هربت من السجون والمحكوم عليها بالإعدام، وكل هذه المنظمات لها علاقات بنظرائها في غزة، وتكوينهم هذه الجماعات سداسى الأبعاد، حيث يعتمدون على القوة البشرية المسلحة، التي تأتى لهم من قطاع غزة، والأسلحة معظمها يأتي من ليبيا، والعربات نصف النقل والعربات الجيب تأتى من السودان، والتمويل يأتي من قطر ومن أمريكا، والإعلام توفره لهم قناة الجزيرة ووكالة الأناضول والـ«سى إن إن»، والاتصالات يستخدمون فيها شبكة الهواتف النقالة الإسرائيلية أورانج.

ويعتمدون في حربهم مع الجيش المصري على تكتيك حرب العصابات، وهى الحرب اللا نظامية أو اللا تقليدية، مثل قطع الطرق، وتفجير المنشآت الاستراتيجية، وتنفيذ اغتيالات، وتلغيم الطرق الرئيسية.

وهدفهم حدده أيمن الظواهرى، ويتمثل في إقامة إمارة إسلامية في سيناء تكون بمثابة القاعدة لإقامة الإمارة الإسلامية الكبرى في مصر بالكامل، تماماً مثل الإمارة التي كانت موجودة في أفغانستان وقت حكم طالبان، فهم يريدون أن يستغلوا الفراغ السكانى الموجود في سيناء، لكى ينشئوا هذه الإمارة، توطئةً لربطها بغزة وهذا حلمهم الكبير.

■ وما ملامح الخطة الأمنية للجيش في مواجهة الإرهاب بسيناء؟

- يعمل الجيش في إطار منظومة أمنية رباعية الأبعاد، البعد الأول فيها يعتمد على المعلومات، التي نحصل عليها من الاستطلاع الجوى، عبر طائرات الأباتشى، ومن المخابرات، ومن خلال تعاون بدو سيناء ومشايخ القبائل مع الجيش المصري، والبعد الثانى يقوم على حشد القدر الكافي من القوات، وتزويدها بالأسلحة النوعية اللازمة، خاصة قوات الصاعقة، مثل العربات المدرعة الخفيفة، والطائرات الهليكوبتر، والمدفعية الخفيفة، وعربات جيب دفع رباعى، بالإضافة إلى كتائب استطلاع وكتائب مهندسين، والبعد الثالث في المنظومة هو القيام بعمليات استباقية، وهذا ما تحدث عنه الفريق أول السيسى في خطابه الأخير، بمعنى أننا لا ننتظر الفعل لنقوم برد الفعل، ولكن نبادر بالهجوم فور توفر النوايا الإرهابية، أما البعد الرابع فهو الردع، بمعنى أنك عندما تقبض على الإرهابيين لابد أن يقدموا للمحاكمة، وتصدر أحكام صارمة في حقهم وتنفذ، حتى لا يكرروا الإرهاب، ولا يشجعوا غيرهم على القيام بأعمال إرهابية.

■ أعلن المتحدث العسكرى للقوات المسلحة مؤخراً عن توسيع الجيش المصري حملته العسكرية في سيناء، ماذا يعنى ذلك عسكرياً؟

- توسيع الحملة العسكرية يكون على مستويين، الأول، على النطاق الجغرافي، حيث أصبحت العمليات تشمل كل منطقة شمال سيناء، بما فيها المناطق التي لم نكن ندخلها من قبل، مثل جبل الحلال والشيخ زويد، والمستوى الثانى هو توسيعها نوعياً، من منطلق زيادة حجم القوات، وبالفعل فقد زاد حجم القوات إلى ما يقرب من فرقة تقريباً.

■ هل ترى أن العملية العسكرية في سيناء بدأت تؤتى ثمارها؟

- بالتأكيد، العملية العسكرية في سيناء تمضى بنجاح باهر، فقد أصبحنا نسمع كل يوم عن اعتقالات في صفوف الإرهابيين، بالإضافة إلى القضاء على المزيد من البؤر الإرهابية، وفرض السيطرة على الأراضى المصرية، فالشيخ زويد مثلاً كانت خارج نطاق السيطرة المصرية طوال العامين الماضيين، ودخلتها قواتنا المسلحة مؤخراً، واستعادت السيطرة عليها، وقضت على البؤر الإرهابية فيها، حيث حاصر الجيش الثالث المدينة من الجنوب، ومنع نزولهم جنوب سيناء، ومنعت قواتنا البحرية في المياه الإقليمية أى إمداد يأتى لهم من قطاع غزة، بالإضافة إلى سيطرة كاملة على المعابر عبر قناة السويس، لمنعهم من الدخول إلى الغرب.

والعملية العسكرية ستستمر حتى يتم تطهير سيناء بالكامل من الإرهاب، ولا تنس أننا نواجه حرباً شرسة ضد تنظيم القاعدة وأتباعه منذ شهرين، فأمريكا مثلاً تخوض حربا ضدهم منذ 20 سنة، ولم تقض عليهم حتى الآن، ومع ذلك نحن في شهرين فقط حققنا انتصارات كبيرة، وقريباً سيعلن تنظيف سيناء من البؤر الإرهابية

■ هل ترى دوراً للمخابرات الأجنبية فيما يحدث في سيناء؟

- وجود نشاط لأجهزة مخابرات أجنبية مثل إسرائيل وأمريكا وألمانيا في سيناء أمر بديهى، وهدفهم الحصول على معلومات عن ماذا يحدث هناك بالتحديد، ولا شك أنهم يتحركون وفق مصالحهم الخاصة، فعندما سأل عضو الكونجرس الأمريكى أوباما عن دعم الإخوان بـ8 مليارات دولار، بالتأكيد كانت لديه معلومات بذلك، ورد عليه أوباما، وقال إنى أعطيتهم 4 مليارات فقط، أما الـ4 الأخرى فكانت في شكل تسهيلات في الاتصالات والإعلام وغيرها، فهل كان هذا الدعم الأمريكى حباً في سواد عيون الإخوان؟ بالطبع كان من أجل مصالح أمريكا، لأن الإخوان هم أداة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.

■ من يحرك تنظيم الإخوان الآن؟

- التنظيم الدولى للإخوان هو من يحركهم، مستخدماً في ذلك القيادات الصغرى للجماعة في الداخل، والمنتشرين في مختلف المدن والقرى، ولكن تأثيره بدأ في الانحسار، خاصةً بعد فشل مؤتمرهم الأخير، والرسالة التي يحاولون توصيلها من مظاهراتهم هى أنهم يريدون القول إنهم موجودون، ولا يزالون فاعلين في المشهد، وحتى هذه المظاهرات تعبر عن المحنة، التي يمرون بها، الأمر الذي انعكس في شعارات مليونياتهم الأخيرة، مثل جمعة الصمود، وغيرها من الشعارات، التي تؤكد أنهم يمرون بمرحلة يأس، وقد تواصل القيادى في مكتب الإرشاد، محمد على بشر، مع المخابرات للوصول إلى تسوية، وجاءه الرد بأن عليهم أن يوقفوا العنف أولاً، وإذا أرادوا أن يمارسوا سياسة فليتفضلوا، ولكن دون أن يخلطوا الدين بالسياسة.

■ البعض يلقى بالمسؤولية على المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى فيما وصلت إليه البلاد من ارتباك، ما رأيك؟

- بالفعل سمعت كثيرا من هذا الكلام، من قبيل أن المجلس العسكرى سلم البلد للإخوان، والحقيقة أنه سلم الإخوان للشعب، وبالتالى الشعب هو الذي كشفهم ولفظهم، وأصبح اليوم الشعب والجيش والشرطة والقوى السياسية في جهة، وهم معزولون في جهة أخرى، وقد كنت أسعد الناس بتولى مرسى السلطة، وقلت للناس في حينها، لو لم يكونوا قد وصلوا إلى السلطة ما كان الشعب ليعرف حقيقتهم.

■ ما السر، في رأيك، وراء استمرار هذه الجماعات رغم قرارات الحظر والملاحقة عبر عشرات السنين؟

- هذا سؤال مهم، فقد نجحت جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية في استمرار تفريخ أجيال متعاقبة عبر 80 سنة، رغم كل ما يتعرضون له من مواجهات، والسبب هو استغلال الدين، والمتاجرة بالشعارات الدينية البراقة، التي تجد استجابة لدى المصريين باعتبارهم شعبا متدينا، فمن الذي يرفض مثلاً الحكم بما أنزل الله، أو من يكره الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لكنهم يتلاعبون بهذه الألفاظ، فمثلاً عندما نتكلم عن الحكم بما أنزل الله، فالمكلف بفعل هذا هو كل مسلم، أى أن يحكم نفسه ومن هو مسؤول عنهم فقط، قال تعالى (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً).

كما أنهم يفسرون الآيات، التي تتحدث عن أنه من لم يحكم بما أنزل الله، فأولئك هم الكافرون، وفق هواهم، فإذا قرأت هذه الآيات تجدها تتحدث عن أمور مثل الصلاة أو الطلاق، لكنهم حصروها في السياسة والحكم فقط.

■ وما تقييمك للعملية الأمنية في دلجا وكرداسة؟

- عملية مهنية ونظيفة بدليل أنه لم يُقتل أحد من الإرهابيين، وهذا يدل على أن الشرطة لم تدخل لتنتقم.

■ وهل ترى دوراً للجيش في تنمية سيناء في المستقبل؟

- الجيش وعد بذلك، وسيتم ذلك من خلال جهاز الخدمة الوطنية في الجيش، الذي يمكنه عمل مشاريع طرق للمواصلات ومطارات واستصلاح أراضٍ وبناء مساكن جديدة، وتوصيل المياه والكهرباء وغيرهما من مشاريع البنية التحتية، حتى يمكن تعمير سيناء وجعلها منطقة آهلة بالسكان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية