فى منطقة «حلايب وشلاتين» ـ جنوب البحر الأحمر، يتربع مشروب «الجَبَّنة» على رأس المشروبات التى يحرص على احتسائها أبناء قبيلتى «العبابدة» و«البشارية» والقبائل الأخرى التى تسكن المنطقة، حيث يقدمونها كمشروب ساخن لضيوفهم، وفى مناسباتهم الاجتماعية.
صلاح كرار أحد شيوخ قبيلة «البشارية» وأمين الحزب الوطنى فى الشلاتين، أكد أن «الجبَّنة» مشروب عربى شهير، يتم تجهيزه من خلال عملية التحميص اليدوى للبن الأخضر، عن طريق قليه داخل إناء مصنوع من الفخار يسمى آلة صنع «الجبنة» حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق.
وتستغرق عملية التحميص 3 دقائق، وأثنائها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة التى يطلبها الضيف، وبعد التجهيز يضاف إلى «الجبنة» قليل من السكر ثم يقدم المشروب داخل فناجين صغيرة مصنوعة من الخزف الملون.
وأضاف «كرار» أن سعر الكيلو جرام من النوع الجيد يصل إلى 15 جنيهاً.
وقال «محمد زين» من شيوخ قبيلة «العبابدة» وعضو مجلس محلى المحافظة، إن العدة الخاصة بتجهيز «الجبنة» موجودة داخل كل بيت فى حلايب وشلاتين، ويحرص البدو الرحل للرعى والصيد والتجارة، على اصطحاب أدوات تجهيز الجبنة معهم، بالإضافة إلى أن طلاب الشلاتين الذين التحقوا بكليات ومعاهد فى القاهرة والغردقة وأسوان وقنا، يحرصون على أن تكون أدوات تجهيز «الجبنة» معهم فى هذه المناطق.
وكشف «زين» أن أهمية الضيف والترحاب به، تظهر من عدد المرات التى يقدم له فيها مشروب «الجبنة»، وإذا وصل عددها إلى 15 مرة فى اليوم الواحد يكون الضيف محببا وقريبا لأهل البيت.
وحول الأهمية الصحية لمشروب «الجبنة» أكد أحمد الشيخ، صاحب محل عطارة فى سوق الشلاتين، أنه مقوى للمناعة ومنشط للذاكرة ومنبه شديد ويساعد على إذابة الدهون من الجسم.