x

الأردن: لدينا إثباتات على أن "صاروخ العقبة" انطلق من طابا .. وحملة تمشيط واسعة في سيناء

الثلاثاء 03-08-2010 15:59 | كتب: منصور المعلا, وكالات |
تصوير : رويترز

أعلن مصدر أمني مصري، اليوم الثلاثاء، أن مصر بدأت حملة تمشيط في سيناء، وقال في تصريح صحفي إنه "بعد التعليقات الأردنية قامت مصر بحملة تمشيط واسعة في شبه جزيرة سيناء"، وأكد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أنه "ليست هناك أي مجموعة منظمة تعمل انطلاقاً من سيناء حيث الأمن مضمون بشكل كامل وأي نشاط مشبوه كان سيتم رصده".

يأتي ذلك بينما جدد الأردن تأكيده، أن الصاروخ الذي سقط في مدينة العقبة، صباح أمس ، وتسبب في سقوط قتيل و5 جرحى، تم إطلاقه من شبه جزيرة سيناء، وذلك بعد 24 ساعة من نفي مصادر مصرية رسمية خروج الصاروخ من أراضٍ مصرية.

وقال مسؤول أردني مقرب من التحقيقات، فضل عدم الكشف عن هويته، إن الأردن لديه "إثباتات" بأن الصاروخ الذي سقط في العقبة تم إطلاقه من سيناء. وأضاف "يمكننا الآن القول ودون تردد أن صاروخ جراد.. جاء من سيناء، والتحقيق أوصلنا إلى إثباتات"، وأشار إلى أن الأردن "لديه شكوك قوية جداً حول هوية المجموعة المسؤولة عن إطلاق الصاروخ"، لكنه رفض الخوض في تفاصيل متعلقة بالمجموعة "حالياً".

كان ميناء إيلات الإسرائيلي تعرض، صباح أمس، لإطلاق صواريخ لم يسفر انفجارها عن سقوط ضحايا في الجانب الإسرائيلي، غير أن واحداً منها سقط في مدينة العقبة الأردنية المجاورة حيث تسبب بسقوط قتيل و5 جرحى.

من جانبها، كشفت مصادر أمنية أردنية لـ «المصري اليوم» عن أن الأدلة التي تحدث عنها المسؤول الأردني تستند إلى "سجلات كاميرات المراقبة التابعة للفندق الذي سقطت القذيفة بالقرب منه، والتي تظهر مسار القذيفة قبيل ارتطامها في الأراضي الأردنية، إضافة إلى امتلاك الأجهزة الأمنية الأردنية أدلة على جهات تمتلك مثل هذه النوعية من القذائف".    

وأوضحت المصادر أن القذائف التي تم إطلاقها كانت "من طراز قديم وليست من الأنواع المطورة المعروفة بحجم قوة انفجارها"، مشيرة إلى أنها انطلقت من الزاوية الحدودية (المصرية-الإسرائيلية) بالقرب من طابا، وأن الأقمار الاصطناعية غير قادرة على رصد هذه النوعية من القذائف القديمة، التي لا تتوافر فيها أي معدات تكنولوجية يمكن رصدها.

وفي الوقت الذي رفضت فيه المصادر الأمنية الأردنية الحديث تفصيلاً عن توقعاتها للجهات المشبته في مسؤوليتها عن الحادث، اعتبر خبير الجماعات الإسلامية الدكتور «محمد أبو رمان» في تصريح خاص لـ «المصري اليوم» أن تنظيم «القاعدة» يقف وراء إطلاق هذه الصواريخ، كون سيناء "منطقة أمنية رخوة".

وقال الخبير الأردني إن «القاعدة» تسعى للحصول على شعبية بعد اتهامها بالتقصير تجاه القضية الفلسطينية، وإن هذه ليست المحاولة الأولى لها في هذا المجال، مشيراً إلى أن القاعدة تنشط في المنطقة الممتدة من الصومال واليمن حتى سيناء.

من ناحية أخرى، عاد مئات السياح الإسرائيليين إلى إيلات عبر منفذ طابا، عقب الحادث، بينما كثفت الأجهزة الأمنية إجراءاتها وشنت حملة تفتيس في منطقتي طابا ونويبع القريبتين من موقع سقوط الصواريخ، أما في الأردن، فقالت وزيرة السياحة الأردنية، «سوزان عفانة» في تصريحات لـ «المصري اليوم» إن حركة السياحة لم تتأثر جراء سقوط الصاروخ في العقبة، وأكدت أنه "لم يتم إلغاء أي حجوزات للأفواج السياحية، بل على العكس، مارس النزلاء نشاطاتهم بشكل اعتيادي في ظل نسبة إشغال أعلى من نسب الإشغال العادية".

يذكر أن العقبة تعرضت قبل 3 أشهر إلى سقوط صاروخين أحدهما سقط في المياه الإقليمية الأردنية، فيما سقط الآخر على مستودع للتبريد يقع على مدخل العقبة الشمالي، ونتج عن الحادث وقوع أضرار مادية فيما لم ينتج عنه إصابات بالأرواح.

في سياق متصل، نفى «صلاح البردويل» القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وجود أي صلة للحركة بإطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أن الاحتلال يريد البحث عن ذرائع لتبرير عدوانه على قطاع غزة، وقال: "نحن في حماس لسنا معنيين بجر حرب على شعبنا الفلسطيني، الذي لا تزال جراحه تنزف، والعدو يعلم أننا لم نطلق الصواريخ".

ونفى القيادي بحركة الجهاد الإسلامي «خالد البطش»، علاقة جميع فصائل المقاومة بتلك الصواريخ، لافتاً إلى أنه من الصعوبة الشديدة نقل أي صواريخ من داخل القطاع إلى أرض سيناء، وشدد البطش على أن سيناء أرض عربية مصرية وجارة شقيقة لها سيادة على أراضيها، كما أن فصائل المقاومة ليس من مهمتها إرسال السلاح لسيناء أو غيرها من أي دول الجوار، موضحاً أن فصائل المقاومة تحارب إسرائيل من داخل أراضيها.

من جانبها، وصفت الولايات المتحدة إطلاق الصواريخ على إسرائيل والأردن بـ"العمل المؤسف"، معتبرة أن الهدف من ورائه كما يبدو تقويض مسار المفاوضات الجديد للسلام في الشرق الأوسط، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «فيليب كراولي»: "هذا عمل مؤسف من جانب المسؤولين عنه"، مضيفاً: "في الوقت الذي نأمل فيه بالمباشرة في أسرع وقت ممكن بالمفاوضات المباشرة حول مواضيع جوهرية، ليس مفاجئاً أن يتخذ آخرون تدابير لمحاولة تقويض هذا النوع من التقدم".

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية