تواصلت ردود الفعل الغاضبة ضد المستشار خالد زين، رئيس اللجنة الأوليمبية، لإرساله خطابًا إلى حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، يطالب فيه بتعطيل لائحة الأندية وتأجيل الانتخابات لمدة عام أو عامين، بدعوى عدم استقرار الشارع المصري والانفلات في الوسط الرياضي.
وتبرأ عدد من أعضاء مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية من الخطاب، باعتباره تصرفًا شخصيًا من خالد زين، خاصة أنه تخطى دور واختصاصات اللجنة الأوليمبية، والذي حدده القانون في رعاية الحركة الأوليمبية بما يتفق مع الميثاق الأوليمبي في إطار السياسات العامة للدولة.
من جانبه، أكد هشام حطب، نائب رئيس اللجنة، أنه لم تتم استشارته قبل إرسال الخطاب، وقال إن الأسباب التي أوردها «زين» في الخطاب تعد تدخلًا في اختصاصات وزير الرياضة، وكان من باب أولى أن يستمع لمطالب الاتحادات والأندية، والعمل على تفعيل وتعظيم دور الجمعيات العمومية، باعتبارها صاحبة الحق الأصيل فى تقرير مصيرها، وفقاً للميثاق الأوليمبي.
وقال حسن الحداد، رئيس اتحاد المصارعة: «خالد زين تخطى كل الخطوط الحمراء بعدما أصابه الغرور، وأعتقد أنه الحاكم بأمره في الرياضة، وخسر في سبيل ذلك أغلب أصدقائه ومؤيديه، وأطالبه بالعودة إلى دوره بالإعداد للأوليمبياد».
وتساءل «الحداد»: «هل الميثاق الأوليمبي يعطى لخالد زين الحق في فرض إرادته على الدولة؟»، مشيرًا إلى أن حديثه عن الفتن هو من سيتسبب فيها، في حال إلغاء الانتخابات، وذلك من خلال مصادرة حقوق الجمعيات العمومية في اختيار من يمثلها، وللأسف «زين» يعمل لحساب ناديين أو ثلاثة فقط، ولأسباب شخصية، وهو بذلك غير حريص على الصالح العام.
ومن جانبها، أكدت منى عبدالكريم، عضو اتحاد الطائرة، أن خالد زين يتدخل في أمور لا تعنيه ويتدخل في عمل الاتحادات لتصفية أمور انتخابية، ولابد من التصدى له، خاصة أنه يسىء استغلال منصبه، ويضغط باللجنة الأوليمبية الدولية، وهو ما يعتبره البعض دعوة للتدخلات الأجنبية.
وأوضحت أن الخطاب يحمل مواقف مزدوجة، فهو في الوقت الذي يمتدح فيه طاهر أبوزيد، وزير الرياضة، جهوده الكبيرة من أجل استقرار الأوضاع وعودة النشاط فى بداية الخطاب، نجده يطالب بتعطيل اللائحة فى جزء آخر منه.
فيما أكد علاء مشرف، عضو مجلس اللجنة الأوليمبية، أنه لا يعلم شيئًا عن خطاب «زين» لرئيس الوزراء، وقال: «لقد خالف الميثاق الأوليمبي، الذى يحظر تدخل اللجنة فى السياسة، وإن دوره ينحصر فى عدم مخالفة لوائح الميثاق الأوليمبي، كما لا يحق له المطالبة بتأجيل الانتخابات بدعوى عدم استقرار الشارع».
وحصلت «المصري اليوم» على خطاب «زين» لرئيس الوزراء هذا نصه:
«أرجو التفضل بالإحاطة بأن ما تمر به مصر الآن، خاصة بعد ثورة 30 يونيو، وخروج فصيل مصرى عن الإجماع الوطنى والشعبى، وما يسببه ذلك من احتقان فى الشارع المصرى. وفى ظل ذلك يبذل الزميل الأستاذ طاهر أبوزيد، وزير الدولة لشؤون الرياضة، جهوداً كبيرة لاستقرار الوسط الرياضى وعودة المؤسسات الرياضية إلى القيام بدورها، وعودة النشاط الرياضى إلى سابق عهده، وكذلك إصدار اللوائح المنظمة والتجهيز لإصدار القانون الجديد للرياضة.
ولكن الاحتقان فى الشارع وبعض مظاهر الانفلات، الذى ظهر أخيراً فى الوسط الرياضى، وكان آخرها ما قام به ألتراس وايت نايتس في مقر نادي الزمالك، وكذلك بعض أعمال الشغب فى المباريات وبعض الاعتراضات من الأندية الجماهيرية الكبيرة، تستدعى التفكير الجاد فى ضرورة الابتعاد عن كل ما يثير الشارع المصري، وما قد يسبب المشاكل الجماهيرية وزيادة الاحتقان وإشعال الفتن، خاصة الأندية الرياضية، وعدم إصدار لوائح جديدة تزيد من بلبلة الرأى العام عامة والوسط الرياضى خاصة، وتجميد العمل بأي لوائح صدرت حديثاً، وتأجيل عقد أى جمعيات عمومية بالأندية يتجمع فيها خلال يوم أكثر من «30 ألفاً» ثلاثين ألف عضو في اليوم الواحد، يمثلون تيارات مختلفة وتوجهات متضاربة يخشى من تجمعها زيادة الاحتقان، وإشعال فتن نحن أحوج للبعد عنها فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها مصرنا الحبيبة.
وقد ترون دولة الرئيس الموافقة على رأينا فى إصدار توجيهاتكم الكريمة للسيد الأستاذ طاهر أبوزيد، وزير الدولة لشؤون الرياضة، بالتأني في إصدار لوائح جديدة أو العمل بها لمدة من عام إلى عامين ولحين استقرار الأوضاع المجتمعية وعودة الشارع المصري إلى الهدوء وعدم إثارة الشارع المصري الذى قد يستغله فصيل فى زيادة الفتن والانقسام وتهيئة المناخ الصحي والأمن والأمان للوسط الرياضي والمجتمع المصري خاصة الأندية الرياضية».