x

«إسحاق»: «الوطنية للتغيير» لم تقدم شيئاً حتى الآن.. و«البرادعى» يحتاج للالتحام بالشارع

الأربعاء 30-06-2010 23:11 | كتب: مروان عبد العزيز |

منذ بداية الحراك السياسى فى مصر عام 2005، وفى أقصى حالات اشتعاله.. وأدنى درجاته، وما بينهما، يقف جورج إسحاق دائماً كأحد أهم الذين يصنعون مشاهد هذا الحراك.

يرسم ملامحه، ويشكلها حسب كل مرحلة من مراحله.. يعرف أهدافه.. ويدخل معاركه ومواجهاته الداخلية والخارجية.. ويراهن على دوره فى تغيير المجتمع.

ذهبت إلى إسحاق كمعارض مخضرم يكشف ويحلل مشاهد الحراك السياسى فى مرحلة خطيرة من مراحله، والتى بدأت بعودة الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشكيل اللجنة «الوطنية للتغيير».

وإلى الحوار:

■ كيف ترى المشهد السياسى الحالى؟

- المشهد السياسى الآن فى حالة كبيرة من الزخم، على عدة أصعدة منها الحركات الاحتجاجية وتحركات النقابات المستقلة والاحتجاجات أمام مجلسى الشعب والشورى من قبل العمال، ونستطيع أن نقول إن الشعب أصبح يعرف كيف يعبر عن رأيه، ولا أحد يمكنه إنكار أن رجوع الدكتور محمد البرادعى ومشاركته فى الحياة السياسية أحدثا إضافة عظيمة وخصوصاً مع تشكيل الجمعية الوطنية للتغيير.

■ إلى أى مدى ترتبط آمال التغيير بالدكتور البرادعى؟

- البرادعى الآن أصبح رمز التغيير وهذا لأنه لم يلوث بالواقع السياسى المصرى بالإضافة إلى سجله الأبيض وتاريخه المشرف إلى جانب شجاعته التى تظهر من خلال تصريحاته ورغبته فى المشاركة مع الشعب فى الوصول إلى حال أفضل، وكل ذلك يجعل الآمال عليه كبيرة فهو استطاع أن يجمع كل الفئات على مطلب «التغيير».

■ بعض المحللين يصفون البرادعى بأنه «حالم وصاحب أظافر ناعمة ولن يستطيع فعل شىء» ما تعليقك على هذا؟

- البرادعى لديه الرغبة والشجاعة لكنه يفتقد أشياء رئيسية يجب عليه تداركها لكى يكتسب القدرة على فعل ما يريده وما يرغب فيه الشارع المصرى، أهمها: أن يركز جهوده على العمل السياسى فى مصر وأن يلتحم بالشارع بشكل أكبر ويتصل بالفئات المهمشة عن العمل السياسى وهى العمال والفلاحين فهؤلاء قوة كبيرة يمكن الاستعانة بها فى العمل السياسى وهذا ما سيحدث خلال الفترة المقبلة من خلال تحركاته التى ستشهد انتشاراً وتوسعاً أكبر.

■ هناك من يتهم البرادعى بأن لديه أجندات أجنبية ويريد الإستقواء بالخارج.. ما رأيك؟

- هذا الكلام غير صحيح.. لا يمكن التشكيك فى وطنية الدكتور البرادعى ولا مصريته. كيف يكون لديه أجندة أجنبية وهو يطلب من الناس أن تشارك فى التغيير وهذا أكبر دليل على أن أجندته مصرية ومن جانب آخر من يراهن على القوى الأجنبية فهو يراهن على حصان خسران.. التغيير لن يحدث إلا من الداخل.

■ بالنسبة للحركة الاحتجاجية الأشهر «كفاية».. أين هى الآن من الواقع السياسى؟

- كل ما نراه الآن من زخم سياسى وتحركات احتجاجية فى الشارع هو «روح كفاية» فهى لعبت دوراً لا يستطيع أحد أن ينكره. استطاعت أن تكسر حاجز الخوف وأن تجمع العديد من المواطنين حول المطالب الحقيقية للشارع لكن دورها تراجع الآن لظهور بدائل عنها ولكن هذا لا يقلل من رموزها القدامى.

■ وماذا عن دور الأحزاب فى الحياة السياسية؟

- جميع الأحزاب الآن يرثى لحالها لكن لا نستطيع أن نجردها من الوطنية فالأحزاب لديها تاريخ عريق لكنها لا تحترمه فكان عليها على الأقل مقاطعة المأساة الأخيرة التى حدثت فى انتخابات الشورى وكان يلزم مقاطعتها لأن ما حدث للأحزاب فى تلك الانتخابات هو ما يمس سمعتها وكرامتها ولا أستثنى «الإخوان المسلمين» من ذلك، وفى الاحتجاجات العمالية التى شهدها رصيف مجلسى الشعب والشورى لم نر أن أياً من الأحزاب وقف إلى جوارهم أو حتى ساندهم معنوياً، أستطيع أن أقول إن الأحزاب خرجت من المشهد السياسى.

■ ما الذى قدمته «الجمعية الوطنية للتغيير» للحياة السياسية حتى الآن.. وما الذى تستطيع أن تقدمه؟

- الوطنية للتغيير لم تقدم أى شىء حتى الآن.. مازالت فى طور الاجتماعات المغلقة والأحاديث الإنشائية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع وإذا ظلت على هذا الحال ستنتهى قريباً مثلما انتهى غيرها ممن ساروا فى نفس الطريق.. لذلك عليها أن تتدارك هذا المنحدر وتنزل للشارع بقى والمحافظات هى الأهم فى الوقت الحالى.

■ الأحداث الأخيرة كشفت عن سوء تفاهم بين البرادعى وجمعية التغيير.. ما سبب ذلك؟

- البرادعى ليس رئيساً للجمعية الوطنية وهو قال ذلك صراحة فى اجتماع فبراير الماضى فالجمعية فرضت على البرادعى، لكنه مجرد رمز من رموزها وليس رئيساً لها.

■ أصبحت كلمة «تغيير» هى الكلمة الأشهر الآن.. ما المقصود بهذه الكلمة على وجه التحديد؟

- التغيير هو وضع رؤية جديدة لمصر بخلاف الرؤية التى يتبعها النظام الآن التى أودت بنا إلى هذا الحال الذى يرثى له وجعلتنا فى مؤخرة الركب العالمى ودولة متراجعة فى كل قطاعاتها ومؤسستها.. ولكى يحدث تغيير على هذا النظام أن يحمل عصاه ويرحل، وأن يترك أصحاب الرؤى الحقيقية والصحيحة لكى يلعبوا دوراً فى هذا البلد كفانا تزويراً فى الانتخابات ولإرادة الشعب.. كفانا غرقا فى البحار وسحلا فى الشوارع وموتا تحت أنقاض الصخور وحرقا فى القطارات وبالمأكولات المسرطنة وأكياس الدم الفاسدة والكثير والكثير من هذا.

■ تحدثت عن حشد العمال والفلاحين للمشاركة فى الحياة السياسية.. ولكن الجميع يغفل دور النقابات.. ألا يمكن أن يكون للنقابات دور فى عملية التغيير؟

- النقابات محرومة من المشاركة السياسية فهناك نقابات وضعت تحت الحراسة ونقابات تحت سيطرة الحزب الوطنى ونقابات لديها صراعات داخلية ولكن علينا أن نتواصل معها فهى قوى كبيرة ودفة يمكنها تغيير مجريات كثيرة من الأمور.

■ وما الذى تحتاجه المعارضة فى مصر لكى تستعيد دورها مرة أخرى؟

- المعارضة ينقصها بناء «كتلة التغيير» حتى يمكنها التحرك من خلالها والنزول بها إلى الشارع، فعليها حشد الشباب والعمال لكى تستمد منهم قوتها أمام النظام وتوحيد صفها قدر المستطاع. هذا ما تفتقده المعارضة وهذا أحد معوقات التغيير.

■ ما الدور الذى يمكن أن يلعبه الشباب فى التغيير؟

- محور الشباب شديد الأهمية لكن الجيل الحالى لم يمارس السياسة لأنهم ولدوا فى أحضان النظام إلى جانب أن الفئات السياسية ابتعدت عنهم، ولم تحتضنهم. على سبيل المثال عندما أسسنا حركة كفاية انضمت إلينا أعداد كبيرة من الشباب لأننا احتضناهم وأوصلنا إليهم رسالتنا بشكل صحيح وصريح والمطلوب من القوى السياسية الآن هو توعية الشباب سياسيا لخلق جيل من القيادات التى ترغب فى تنمية وطنها عن طريق التغيير السلمى لأن التغيير السلمى هو الأنسب فى تلك المرحلة ولا يجب أن تتطور المسألة إلى العنف.

■ وما الرسالة التى توجهها لكل من المعارضة والدكتور البرادعى والنظام؟

- أطالب المعارضة بأن تتوحد فى هذه المرحلة المهمة لإحداث التغيير وعلى البرادعى أن يلتحم بالشعب أكثر من أى وقت مضى لأن الطريق أصبح ممهداً وأقول للنظام احمل عصاك وارحل.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية