«الجيش مش مفروض ينزل الشارع ويحتك بالجماهير علشان ميبقاش مسيس، ويفقد دوره القتالى»، تلك هى الكلمات التى قالها المشير أحمد إسماعيل، القائد العام للقوات المسلحة وزير الحربية أثناء حرب أكتوبر 1973، قبيل وفاته إلى نجله السفير «محمد»، الذى يرى أن والده ظلم كثيراً ولم يأخذ حقه باعتراف الكثير من زملائه القادة العسكريين، رغم أنه من أبرز وأمهر القيادات العسكرية وحصل على تدريبات لم يحصل أحد عليها باستثناء الراحل الفريق عبدالمنعم رياض.
محمد» كشف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، عن امتلاكه مستندات وأسراراً يرى أنه آن الأوان لإخراجها بعد مرور 39 عاماً على ذكرى أكتوبر المجيدة، مؤكداً أنه سوف يعلنها جميعاً ضمن مذكرات والده التى يعتزم نشرها فى كتاب العام المقبل، فى الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر، مشيراً إلى أنها سوف تتضمن صوراً نادرة أثناء الحرب وهو يتحدث مع القادة والجنود ويشاهدهم عن بعد لحظة التدريبات، ومواقف وحكايات عن الحرب ذكرها والده قبل وفاته، لافتاً إلى أن هذه المستندات لا تتضمن أسراراً عسكرية أو تضر بمصلحة البلاد، حتى ينتظر منعها من أحد، ولو كذلك لرفض نشرها من تلقاء نفسه، مشيراً إلى أن الهدف من المذكرات هو أن يعلم المصريون دور المشير أحمد إسماعيل فى حرب أكتوبر المجيدة، ولماذا تم تجاهله طيلة السنوات الماضية.
وأعرب عن استيائه من تجاهل والده فى التكريمات الأخيرة التى قام بها الرئيس محمد مرسى للرئيس الراحل أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، مشيراً إلى أن جميع من تم تكريمهم كانوا يعملون جميعاً تحت قيادته، ومن ثم لا يجوز أن يحصل المرؤوس على تكريم أعلى من رئيسه، وتابع: أحترم قرارات الرئيس ويجب أن نؤيده ونقف خلفه فى جميع قراراته، لكن قد يكون ذلك مر على مستشاريه دون قصد، وأعتقد أن الأمر مازال قابلاً للتصحيح، مشيراً إلى أن والده حصل على قلادة الجمهورية ونجمة سيناء وغيرهما من الأوسمة.
وفيما يتعلق بذكريات وأسرار حرب أكتوبر التى أشرف عليها المشير إسماعيل، قال نجله إن والده أخبره قبل وفاته بعدد من القضايا المتعلقة بحرب أكتوبر المجيدة منها اجتماعات غرفة عمليات القوات المسلحة المعروفة بـ«المركز 10» المكان المخصص لاجتماع قيادات القوات المسلحة وقت الحرب، وأبلغه أن كل كلمة قيلت داخل الغرفة تم تسجيلها حتى لا يتنصل أحد من مسؤولياته، يذكر التاريخ من ضحوا بحياتهم ومن أسهموا فى تحقيق هذا الإنجاز العسكرى، مشيراً إلى أن هذه التسجيلات مازالت موجودة حتى الآن ضمن أسرار القوات المسلحة.
وأضاف أن والده أكد له أن جيش مصر عقب انتصار أكتوبر أصبح أقوى مما كان عليه قبل الحرب، يمتلك خبرات قتالية غير محدودة، ولديه جاهزية لخوض الحروب لكونه خاض حرباً من أشرس الحروب وتفوق على خصم بكامل عتاده، وأن تحرير سيناء سوف يتم على مراحل.
وعن رأيه فى قيادة المؤسسة العسكرية للمرحلة الانتقالية، قال إن الجيش مؤسسة عريقة يفخر بها كل مصرى خاصة بعد حرب 1973، ولكنه فجأة وجد نفسه فى مأمورية غير مستعد لها، يمارس عملاً غير مدرج فى مهامه، ولذا شاهدنا بعض السلبيات خلال تلك المرحلة، ويجب ألا ننسى أن الجيش خرج من المرحلة الانتقالية متماسكاً على خلاف ما يحاك ويدبر له، ولا ننكر أن القوات المسلحة حمت الثورة وأشرفت على أول انتخابات حرة ونزيهة، وسلمت السلطة فى موعدها عن طيب خاطر دون مماطلة أو تسويف، مطالباً الجميع بعدم هدم الجيش والتركيز على بعض سلبياته خلال الفترة الانتقالية، مع إغفال الكثير من الإيجابيات التى قام بها ويعلمها الجميع، على حد قوله.