x

إقبال كبير على جولة الإعادة في انتخابات الصحفيين .. واشتعال حرب الدعاية بين أنصار مكرم و رشوان

الأحد 13-12-2009 16:23 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : تحسين بكر

شهدت معركة انتخابات الإعادة على مقعد نقيب الصحفيين، التي بدأت منذ صباح اليوم، بين كل من الكاتب الصحفي «مكرم محمد أحمد» النقيب الحالي، و«ضياء رشوان» نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تغيرات جذرية مقارنة بالجولة الأولي.

 حيث تخلى أنصار مكرم هذه المرة عن صمتهم الذي استبدلوه بهتافات ميكروفونية صاخبة، صاحبت مسيرتهم الحاشدة، وهم ملتفون حول مرشحهم الذي استقبلوه بهتافات شديدة عند تقاطع شارعي رمسيس وعبد الخالق ثروت، وطافوا بهو نقابة الصحفيين، و أبدى مكرم إعجابه بالحشد الشبابي والهتافات الحماسية من أنصاره.

في حين تبدل المشهد تماماً علي الجانب الأخر، حيث لاذ أنصار رشوان الصت التام إنصياعاًَ للهدوء الذي طالبهم به مرشحهم، لكنهم ما لبثوا أن كسروا هذا الصمت عند الساعة الثانية عشر ظهراً، عندما تصاعدت مظاهرات التأييد المكثفة والحاشدة لـ «مكرم محمد أحمد»، حيث نظم أنصار مكرم مظاهرتين كبيرتين، الأولى احتلت سلالم النقابة والسرادق المقابل لها، والثانية في بهو النقابة الداخلي، مرددين "يا صحفيين قولوا الحق مكرم نقيبنا ولا لأ"، و"مكرم مكرم يا حبيبنا عاوزينك تبقي نقيبنا". وهو ما رد عليه انصار رشوان الذين التفوا حوله عند باب النقابة، بهتافات مضادة قائلين "يا ضياء سير سير احنا اشتقنا للتغيير" .. " يا ضياء يا ضياء التغيير ساد الأجواء".

وتصاعدت الحملات الانتخابية للمرشحين علي مدار اليوم حيث كثف أنصار رشوان اتصالاتهم التليفونية مع أعضاء الجمعية العمومية لترجيح كفة مرشحهم، إلى جانب رسائل "sms" تقول "اصنع التغيير بنفسك وانتزع النقابة من يدي الحكومة"، وهو ما ردت عليه رسالة مضادة من أنصار مكرم قائلة "اليوم ومعا ننقذ نقابتنا العريقة من الاختطاف"، بينما أيدت لجنة الأداء النقابي ضياء بتنظيم وقفة تطالب بالاحتكام إلى الضمير قائلة "إما رشوة أو رشوان"، متسائلة "أين مهازل القيد والدمج والتطبيع وضياع الأراضي من برنامج مكرم محمد احمد"، وذلك وسط لافتتين كبيرتين تشيدان بمكرم ، وتطالبان باستكمال مسيرته بالقول "ماضيه يزكيه وحاضره مشرف، ومستقبله مضيء".

في الوقت نفسه، انتشرت  صور فوتوغرافية كبيرة لمكرم على جدران النقابة وصور أخري مطبوعة على "تي شيرتات" الشباب، وهو ما كانت تفتقر إليه الجولة الماضية.

 وشهدت جولة الإعادة في الانتخابات التي تجرى الآن إقبالا كبيراً، في الوقت الذي فض  فيه صحفيو جريدة «الشعب» الموقوفة اعتصامهم، الذين كانوا نظموه في الجولة الأولى للمطالبة بحقوقهم المالية.

كما شهدت وقفة احتجاجية جديدة لصحيفة «آفاق عربية»، المحسوبة على جماعة" الاخوان المسلمين" والتي تم اغلاقها، حيث انتقد صحفيوا الجريدة، مكرم بشدة،مؤكدين أنه أخلف وعده معهم بحل مشكلاتهم والتي ظلت عالقة منذ 4 سنوات قائلين "انهم بدون رواتب والنقابة تتخذ موقف المتفرج".

واشتعلت حرب الدعاية والبرامج بين أنصار المرشحين، فقد نافس أنصار مكرم بـ"نص كلمة" للكاتب الصحفي الكبير «أحمد رجب»صباح اليوم، والتي كتبها للجولة الثانية، مشيداً فيها بـ «مكرم محمد أحمد»، مؤكداً أنه لم يتخلف يوماً عن صحفي في محنة و"من أجل ذلك سأعطيه صوتي".

في الوقت الذي وصف فيه رشوان المظاهر الجديدة لحملة مكرم بأنها استعراضية، ووزع أنصاره ما أسموه برسالة التغيير، والتي أعلن فيها عن رفضه تسييس المعركة الانتخابية وتصوريها على أنها صراع بين أحزاب وجماعات، مؤكداً أن النقابة أصبحت في وضع تحتاج فيه إلى تغيير حقيقي وضخ دماء جديدة قد تكون ضرورية في هذه المرحلة، مضيفاً، "نريد أن تسيطر على نقابتنا "جماعة الأجر العادل"، و"حزب الحياة الكريمة".

وتابع رشوان،"كل المميزات والعطايا التي ظهرت فجأة وكل المشكلات التي تم حلها بسرعة بعد جولة التصويت الأولى، إنما هي نتاج أصواتكم ورغبتكم في التغيير التي أظهرتموها بوضوح"، مؤكداً أن أية مكتسبات ليس إلا نتيجة طبيعية لرغبتكم في أخذ مسافة بعيداً عن "التبعية المذلة" التي لم تتحرك لحل مشكلة جريدة الشعب، رغم اعتصام الزملاء بالنقابة منذ 6 شهور كاملة.

واستنكر رشوان ما اعتبره ضغوطاً تعرض لها الزملاء في المؤسسات القومية، مؤكداً أنها وصلت إلى حد التهديد والوعيد، كما استنكر العبث بالمال العام واستغلاله للمرشح المنافس لدرجة استدعاء كل مندوبي وكالة أنباء الشرق الأوسط، من الخارج للتصويت لـ«مكرم محمد أحمد»، وكذلك عدد من صحفيي الاهرام، كما أشار إلى بث رسائل وصفها بـ"المشبوهة" تتضمن اشاعات لا معلومات، بتدخل أجهزة للتخطيط والتحريض وهو ما يرفضه كل شريف في هذا الوطن.

كان مكرم قد تجاهل دعوة «ضياء رشوان» إلى الوقوف جنباً إلى جنب لاستقبال أعضاء الجمعية العمومية – حفاظاً علي وحدتها لإبداء المظهر الديمقراطي للانتخابات- حيث برر مكرم موقفه بأن ضياء يريد اقتسام الاصوات التي تؤيده قائلاً، "أين كان عندما تصاعدت حملة الهجوم ضدي من أنصاره منذ شهر".

وأعرب مكرم عن حرصه على أن تكون علاقته قوية وجيده بجميع رؤساء التحرير وليس تحرير رؤساء تحرير الصحف القومية فقط، وذلك لحل مشاكل الزملاء بكافة المؤسسات، معلناً عن قرارته التي حصل عليها من رئيس الوزراء مثل استعادة أرض "بلوظة" وزيادة أجور الصحفيين، والمدينة السكنية، وزيادة البدل.

اتسمت الانتخابات بمظهر حضاري وديمقراطي وكان الصحفيون أكثر ابتهاجاً عند الادلاء بأصواتهم في حين حرصت النقابة على أن تكون العملية الانتخابية أكثر تنظيماً مقارنة بالمرة السابقة، حيث استعانت بعشر صحفيين من كل مؤسسة في لجنة النظام، ولم تسمح إلا بحضور مندوبي الصحف ومندوبي المرشحين في حضور عملة الفرز.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية