وضع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان خطة سرية تهدف إلى رفع مسؤولية الاحتلال عن قطاع غزة بشكلٍ كاملٍ، مما يعني تحويل القطاع إلى كيانٍ مستقلٍّ ومنفصلٍ تمامًا بما يكفل لتل أبيب التخلص من أعباء القطاع السياسية والعسكرية والأمنية ويهدد مستقبل الدولة الفلسطينية المرتقبة.
وذكرت الإذاعة، نقلا عن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصادرة اليوم الجمعة، أن ليبرمان يعتقد بأنه بموجب هذه الخطة ستحظى إسرائيل لأول مرة باعتراف دولي بانتهاء احتلالها للقطاع.
وجاء في وثيقة سرية أعدت في وزارة الخارجية مؤخرا أنه يجب التوجه إلى الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» ورجال قانون مشهورين في مجال القانون الدولي لدراسة الظروف اللازمة للاعتراف بانتهاء الاحتلال.
ويتوقع أن يطرح وزير الخارجية هذه الخطة أمام مسئولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي «كاثرين اشتون» وستة من الوزراء الأوروبيين الذين سيزورون إسرائيل الأسبوع القادم في مسعى لحشد مساعدة أوروبية لرفع مسؤولية إسرائيل عن القطاع وتحميل الجهة المسيطرة عليه هذه المسؤولية.
وبحسب التقرير، سيطلب ليبرمان من المسؤولين الأوروبيين أن يطرحوا على حكومة حماس إقامة محطة لتوليد الطاقة الكهربائية ومنشاة لإزالة ملوحة مياه البحر ومنشاة لتنقية مياه الصرف الصحي.
كما سيتقرح وزير الخارجية على الدول الأوروبية إرسال قوة عسكرية دولية إلى المعابر الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة لإجبار جميع الجهات المعنية على الالتزام بالتسوية .
وبموجب هذه الخطة فان إسرائيل ستتنازل عن مطلبها تفريغ حمولات السفن المتوجهة إلى غزة في الموانئ الإسرائيلية على أن تجرى أعمال التفتيش الأمني لهذه الحمولات في ميناء «ليماسول» القبرصي.
ويؤكد المراقبون أنه مع إصرار المنظمات الحقوقية على كسر حصار غزة وتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل وسياساتها من القطاع وبعد فشلها في كسر شوكة حماس بعد حرب 2009، يسعى ليبرمان للتخلص من عبء قطاع غزة وتصدير مشاكله لمصر، موضحين أن الخطة تهدف إلى إفراغ الدولة الفلسطينية المرتقبة مضمونها والتخلص من العبء العسكري المتمثل في التهديد الصاروخي من غزة، والتخلص من تداعيات حصار القطاع الذي دفعت إسرائيل فاتورته من علاقاتها مع واشنطن والمجتمع الدولي.
والمخطط الأخير للتخلص من عبء احتلال غزة ليس الأول، إذ سبقته العديد من المخططات، منها مخطط تبادل الأراضي بين سيناء والضفة وغزة، وأخطرها مخطط إلحاق قطاع غزة بالكامل إلى مصر وإعلان دولة فلسطينية على أراضي غزة وسيناء.
ووعيت مصر لهذا المخطط وأحبطته منذ البداية لذلك يرى مراقبون أن ذلك كان سببا رئيسيا في إغلاق معبر رفح حتى لا تتنصل إسرائيل من مسؤوليتها كدولة احتلال للقطاع.