حصلت «المصري اليوم» على نسخة من نص التحقيقات، فى قضية مقتل الشاب «خالد سعيد» فى الإسكندرية.
وكشفت التحقيقات عن مفاجآت أثبتتها نيابة الاستئناف فى أوراقها، وهى تلقى شهود الإثبات فى الواقعة تهديدات عبر تليفوناتهم تطالبهم بعدم مغادرة منازلهم أو الذهاب إلى النيابة للإدلاء بأقوالهم فى التحقيقات.
من بين نص التحقيقات ظهرت ورقة عبارة عن خريطة لمكان الحادث لأول مرة فى تحقيقات النيابة، توضح الشوارع المحيطة بالمنطقة والمحل الذى وقعت فيه الجريمة ومدخل العقار الذي تعدى فيه أفراد الشرطة على الضحية.
ضمت أوراق التحقيقات أقوال والدة الضحية وشقيقه وصاحب المقهى الذى شهد الحادث وحارس العقار المجاور له وزوجته وتاجر وعامل المشرحة وعامل المغسلة والأطباء الشرعيين.
وجاء نص التحقيقات فى نحو300 ورقة، انتهت بقرار إحالة الشرطيين «محمود صلاح محمود»، أمين شرطة، و«عوض إسماعيل سليمان»، رقيب شرطة، إلى محكمة الجنايات لاتهامهما باستعمال القسوة أثناء القبض على الضحية والتعدي عليه بالضرب واحتجازه دون وجه حق.
بدأت التحقيقات بالاستماع إلى أقوال الضابط محرر الواقعة ويدعى «محمد محمد ثابت»، معاون مباحث قسم شرطة سيدى جابر، الذى أكد أنه وردت إشارة من شرطة النجدة بوجود مصاب ملقى على الأرض بشارع موباستس كليوبترا، فى مقهى المنسى.
وورود عدة اتصالات هاتفية من مواطنين ومن الشرطيين «عوض ومحمود» المعينين بطوف أمنى فى المنطقة، بوجود مصاب وأن شخصا قام بابتلاع لفافة غير معروفة وفى حالة إغماء.
وأضاف الضابط أنه في تاريخ وساعة البلاغ انتقل إلى المكان وتبين وجود شخص فى حالة إغماء وممدد على الأرض.
وأضاف: لم آخذ بالى إذا كانت به إصابات أم لا، نظرا لوجود عدد كبير من المواطنين يقفون داخل وخارج العمارة ويحاولون إفاقته.
وتابع: وضعت يدى على صدره وأمسكت يده لبيان ما إذا كان على قيد الحياة أم لا، فتبين أنه على قيد الحياة، إلا أنه لم يكن يتحدث نهائيا ولا يتحرك وكان الأهالي يحاولون إعطاءه مياها بالملح لإرجاع ما قام بابتلاعه، إلا أنه لم يستجب وأثناء ذلك حضرت سيارة الإسعاف، بعد اتصال الأهالى.
واستطرد الضابط فى تحقيقات النيابة: أثناء محاولة نقل الضحية بمساعدة الأهالى على «التروللى» بتاع الإسعاف سقط على الأرض وقام رجال الإسعاف بنهر الأهالى وقاموا بوضعه على التروللى وأدخلوه السيارة وانصرفوا عقب ذلك، وسألت المواطنين المتواجدين فى المكان والمخبرين فأقروا بأنه أثناء تواجدهم فى المكان شاهدوا الضحية «خالد سعيد» وصديقه «محمد رضوان عبد الحميد» وشهرته «محمد حشيشة» وأن المخبرين حاولا ضبط «خالد» إلا أنه حاول الفرار وتمكنا من ضبطه وكان بيده لفافة حاول المخبران استخلاصها منه إلا أنه غافلهما وابتلعها رغم نصح صديقه بالتخلى عنها وعلى إثر ذلك أصيب بحالة إغماء.
واستمع المستشار «أحمد عمر»، رئيس نيابة الاستئناف، لأقوال «هيثم حسن حنفى» (25 سنة) صاحب المقهى الذى شهد الحادث. وقال إنه حضر للإدلاء بمعلومات بشأن وفاة «خالد سعيد».
وأضاف: "اللى حصل إنه يوم الأحد 6 يونيو، حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف، أنا كنت موجودا فى محل السايبر الخاص بى وكان موجودا معى فى المحل والدى وكان فيه ناس كتيرة موجودة بالمحل. وأنا كنت واقفاً على الباب وشاهدت «خالد» ماشى فى الشارع وجاى ناحية المحل وكان ماشى عادى وخلفه كان صديقه «محمد» ولما وصلا إلى المحل سلم علينا ودخلا إلى السايبر وبعدها بحوالى نصف دقيقة فوجئت باثنين يرتديان ملابس مدنية ويجريان ناحية خالد".
وتابع: "دخل الاثنان المحل وقام واحد منهما بجذب كتف «خالد» ورفع الثاني يديه وسألهما «خالد» انتم مين فرد عليه أحدهما: إحنا مباحث يا روح........)) وحاول «خالد» مقاومتهما فراح واحد منهما دفع «خالد» على الرخام اللى موجود فى المحل واتخبط فى راسه، لكنه متعورش وأنا ووالدى قلنا لهم "كده ما ينفعش ودفعناهم خارج المحل".
"وبعدها أخذا «خالد» إلى مدخل العمارة المجاورة وخبطاه فى الباب الحديدى بتاع العماره وكانا بيضربانه باليد فى وجهه وبطنه وراح واحد ضربه فى رجله أوقعه على الأرض وارتطم رأسه بسلم العمارة".
وأضاف: المخبر «محمود» نزل عليه وخنقه بيد واحدة وكان المخبر الثانى يركله بقدمه و«خالد» قال للمخبر "أنا كده هموت" فرد عليه المخبر "أنا مش هسيبك إلا لما أموتك"، وفضل يضربه بيده وبعدين «خالد» سكت ونزل دم من فمه ودماغه ولم ينطق بعدها فقام المخبر «محمود» بالاتصال بالمباحث وكان بيوصف لهم المكان.
واستطرد الشاهد في التحقيقات: "بالمصادفة كان هناك طبيب فى المحل واسمه «حكيم» ولا أعرف اسمه بالكامل أو عنوانه قام بالكشف على خالد وبعدها قال إنه توفى ولما حضر طبيب الإسعاف كشف عليه وقال أيضا إنه توفى ورفض أن يحمله لكن الضابط طلب منه نقله ونقلوا الضحية وأخذت الشرطة صديقه «محمد» فى البوكس".
وقبل أن يختتم الشاهد أقواله أكد أنه يريد أن يدلى بأقوال أخرى فسمحت له النيابة، فأكد "أنه تلقى اتصالا هاتفيا فى المحل من شخص مجهول وقال لى: بلغ هيثم ما ينزلش من بيته وقفل السكة".
"وبعدها تلقيت اتصالا من رقم خاص وحدثنى شخص قال إنه الضابط «تامر» من مباحث أمن الدولة وسألني عما إذا كنت تلقيت تهديدات من أحد وبصراحة لم أبلغه بهذا التهديد لأنني شعرت بالخوف والضابط قال لى اطمئن ولا تخف".
وحضرت أم الضحية إلى النيابة للإدلاء بأقوالها فى التحقيقات.وقالت: اللى حصل انى عرفت من الناس إن ابنى مات ولما سألتهم مات إزاى قالوا إن 2 من أفراد الشرطة قبضوا عليه فى الشارع وضربوه إلى أن مات. وردت الأم على سؤال للنيابة عما إذا كان ابنها يتعاطى مواد مخدرة من عدمه بأنه يدخن سيجارة حشيش، كل فترة، و"بيدخن سيجارة عادية وبس" وردت الأم على معظم أسئلة النيابة بكلمة: "معرفش الناس قالوا لى".
كما استمعت النيابة لأقوال حارس العقار ويدعى «محمد محمد نعيم فارس (35سنة). وقال فى التحقيقات: سمعت بوجود خناقة فى الشارع، طلعت وشاهدت اثنين من المخبرين يمسكان خالد و"بيشدوه إلى مدخل العمارة لأنه كان ماسك فى بوابة العمارة وقالوا له: طلع الحاجه اللى فى بقك"، وضرباه ونزل دم من أنفه وجاءت سيارة الشرطة وأخذوا «خالد» وبعد 10 دقائق رجعوه «تانى» وأدخلوه في مدخل العمارة وكرر الشاهد ما قاله صاحب «السايبر» فى التحقيقات.
وقال «سالم حسن أحمد» (18 سنة)، طالب، إنه حضر للإدلاء بمعلومات فى القضية وأنه كان موجودا فى العقار وشاهد المخبرين يعتديان عليه ـ خالد ـ بالضرب والركل بعد أن أدخلاه إلى مدخل العمارة ونقلاه إلى سيارة الشرطة ثم أعاداه إلى المكان مرة ثانية بعد 10 دقائق تقريبا وكان فى حالة إغماء ولم يكن يحرك ساكنا.
وحضرت والدة الضحية للمرة الثانية للنيابة للإدلاء بأقوالها فى الواقعة، بعد أن قرر النائب العام، نقل التحقيقات إلى نيابة استئناف الإسكندرية. وقالت إنها شاهدت جثة ابنها بعد 6 ساعات تقريبا من الحادث داخل المشرحة. وأوضحت: شاهدته على التروللى وكان "لابس شورت أبيض وتى شيرت إسود وحافى ووشه كله إصابات ودماغه (من الخلف) متعورة وأسنانه مكسورة والدم نازل من تحت فمه وركبته ورجله ويده كان نازل منها دم."
وسألتها النيابة عن صور الضحية بعد وفاته فقالت إن تلك الصور "التقطها له شقيقه بـ«الموبايل» أثناء وجودنا داخل المشرحة وكانت الساعة الثالثة فجرا ولم أشاهد أبنى بعد ذلك وكل ما جاء فى تقرير الطب الشرعى غير صحيح وأطالب بإعادة تشريح الجثة مرة ثانية. "
وسألت النيابة عامل المشرحة ويدعى «عفيفى عبدالعال عفيفى» (41 سنة) قال: "أعمل مندوب إسعاف وعامل مشرحة كوم الدكة ومعى آخرون وحضرت وكان فى الجثة كدمة أسفل العين اليسرى وسحجات بالشفتين ولم يكن بها إصابات أخرى".
وعرضت النيابة الصور التى التقطها شقيق الضحية، على عامل المشرحة فقال إنها مختلفة تماما عما كان عليه الضحية وقت قدومه، وأضاف العامل أن والدة الضحية وشقيقها وشقيق الضحية حضروا إلى المشرحة وشاهدوا الجثة. وقال العامل إنه لم يثبت حضور الأسرة إلى المشرحة، نظرا لعدم وجود دفتر. ونفى العامل التقاط شقيق الضحية أي صور للضحية، وقت وجوده فى المشرحة، معللا ذلك بأنه كان بصحبة الأسرة وقت مشاهدتهم الجثة. وسألته النيابة: ما قولك فيما قررته الأسرة بأن تلك الصور تم التقاطها للجثة قبل التشريح وهو ما نفاه الطبيب الشرعي وأكد أنها بعد التشريح؟ فرد العامل: لم يتم التقاط أي صور للجثة قبل التشريح.
واستمعت النيابة أيضا لأقوال شقيق الضحية ويدعى «أحمد سعيد قاسم»، مصرى يحمل الجنسية الأمريكية، وقال: قبل الحادث بدقائق كنت التقيت شقيقى المتوفى وتركته بعدها وفوجئت باتصال تليفونى من أحد الجيران يخبرنى بالواقعة، أسرعت إلى المكان وحينما وصلت وجدتهم قد أخذوه إلى المشرحة. وأضاف: توجهت إلى المشرحة وبعدين أفراد الشرطة منعونى من الدخول وأخذونى إلى القسم وهناك قابلت 4 ضباط وقالوا لى إن أخى ابتلع حاجة وقفت فى زوره وأحضروا 3 شهود لا أعرفهم وأيدوا ما قاله الضباط، لكن أنا لما رجعت إلى المنطقة اللى وقع فيها الحادث حكى لى الناس ما حدث ووقائع الضرب التى حدثت من أفراد الشرطة. وانتقلت النيابة إلى مكان الحادث واستعانت بخريطة جغرافية للمكان يحدد الشوارع والمحال بالمنطقة وسألت شهود الحادث.