x

‏«المصري اليوم» تنشر نص تحقيقات نيابة الاستئناف ‏في قضية مقتل «خالد سعيد»

الأحد 11-07-2010 23:10 | كتب: مصطفى المرصفاوي |
تصوير : اخبار

حصلت «المصري اليوم» على نسخة من نص ‏التحقيقات، فى قضية مقتل الشاب «خالد سعيد» فى ‏الإسكندرية. ‏

وكشفت التحقيقات عن مفاجآت أثبتتها نيابة الاستئناف ‏فى‎ ‎أوراقها، وهى تلقى شهود الإثبات فى الواقعة ‏تهديدات عبر تليفوناتهم تطالبهم بعدم‎ ‎مغادرة منازلهم ‏أو الذهاب إلى النيابة للإدلاء بأقوالهم فى التحقيقات‎. ‎

من بين نص التحقيقات ظهرت ورقة عبارة عن ‏خريطة لمكان الحادث لأول مرة‎ ‎فى تحقيقات النيابة، ‏توضح الشوارع المحيطة بالمنطقة والمحل الذى ‏وقعت فيه الجريمة‎ ‎ومدخل العقار الذي تعدى فيه أفراد ‏الشرطة على الضحية‎. ‎

ضمت أوراق التحقيقات أقوال والدة الضحية وشقيقه ‏وصاحب المقهى الذى‎ ‎شهد الحادث وحارس العقار ‏المجاور له وزوجته وتاجر وعامل المشرحة وعامل ‏المغسلة‎ ‎والأطباء الشرعيين‎. ‎

وجاء نص التحقيقات فى نحو300 ورقة، انتهت بقرار ‏إحالة الشرطيين‎ ‎‏«محمود صلاح محمود»، أمين ‏شرطة، و«عوض إسماعيل سليمان»، رقيب شرطة، ‏إلى محكمة‎ ‎الجنايات لاتهامهما باستعمال القسوة أثناء ‏القبض على الضحية والتعدي عليه بالضرب‏‎ ‎واحتجازه دون وجه حق‎. ‎

بدأت التحقيقات بالاستماع إلى أقوال الضابط محرر ‏الواقعة ويدعى «محمد‎ ‎محمد ثابت»، معاون مباحث ‏قسم شرطة سيدى جابر، الذى أكد أنه وردت إشارة ‏من شرطة‎ ‎النجدة بوجود مصاب ملقى على الأرض ‏بشارع موباستس كليوبترا، فى مقهى المنسى. ‏

وورود‎ ‎عدة اتصالات هاتفية من مواطنين ومن ‏الشرطيين «عوض ومحمود» المعينين بطوف أمنى ‏فى‎ ‎المنطقة، بوجود مصاب وأن شخصا قام بابتلاع ‏لفافة غير معروفة وفى حالة إغماء‎.‎

وأضاف الضابط أنه في تاريخ وساعة البلاغ انتقل إلى ‏المكان وتبين وجود‎ ‎شخص فى حالة إغماء وممدد ‏على الأرض. ‏

وأضاف: لم آخذ بالى إذا كانت به إصابات أم لا،‎ ‎نظرا ‏لوجود عدد كبير من المواطنين يقفون داخل وخارج ‏العمارة ويحاولون إفاقته‎.‎

وتابع: وضعت يدى على صدره وأمسكت يده لبيان ما ‏إذا كان على قيد‎ ‎الحياة أم لا، فتبين أنه على قيد الحياة، ‏إلا أنه لم يكن يتحدث نهائيا ولا يتحرك‎ ‎وكان الأهالي ‏يحاولون إعطاءه مياها بالملح لإرجاع ما قام بابتلاعه، ‏إلا أنه لم‎ ‎يستجب وأثناء ذلك حضرت سيارة ‏الإسعاف، بعد اتصال الأهالى‎. ‎

واستطرد الضابط فى تحقيقات النيابة: أثناء محاولة ‏نقل الضحية بمساعدة‎ ‎الأهالى على «التروللى» بتاع ‏الإسعاف سقط على الأرض وقام رجال الإسعاف بنهر ‏الأهالى‎ ‎وقاموا بوضعه على التروللى وأدخلوه السيارة ‏وانصرفوا عقب ذلك، وسألت المواطنين‎ ‎المتواجدين ‏فى المكان والمخبرين فأقروا بأنه أثناء تواجدهم فى ‏المكان شاهدوا الضحية «خالد سعيد» وصديقه «محمد ‏رضوان عبد الحميد» وشهرته «محمد حشيشة» وأن ‏المخبرين‎ ‎حاولا ضبط «خالد» إلا أنه حاول الفرار ‏وتمكنا من ضبطه وكان بيده لفافة حاول‎ ‎المخبران ‏استخلاصها منه إلا أنه غافلهما وابتلعها رغم نصح ‏صديقه بالتخلى عنها وعلى‎ ‎إثر ذلك أصيب بحالة ‏إغماء‎. ‎

واستمع المستشار «أحمد عمر»، رئيس نيابة ‏الاستئناف، لأقوال «هيثم حسن‎ ‎حنفى» (25 سنة) ‏صاحب المقهى الذى شهد الحادث. وقال إنه حضر ‏للإدلاء بمعلومات بشأن‏‎ ‎وفاة «خالد سعيد». ‏

وأضاف: "اللى حصل إنه يوم الأحد 6 يونيو، حوالى ‏الساعة الحادية‎ ‎عشرة والنصف، أنا كنت موجودا فى ‏محل السايبر الخاص بى وكان موجودا معى فى ‏المحل‎ ‎والدى وكان فيه ناس كتيرة موجودة بالمحل. ‏وأنا كنت واقفاً على الباب وشاهدت «خالد»‏‎ ‎ماشى فى ‏الشارع وجاى ناحية المحل وكان ماشى عادى وخلفه ‏كان صديقه «محمد» ولما وصلا‎ ‎إلى المحل سلم علينا ‏ودخلا إلى السايبر وبعدها بحوالى نصف دقيقة ‏فوجئت باثنين‎ ‎يرتديان ملابس مدنية ويجريان ناحية ‏خالد".‏

وتابع: "دخل الاثنان المحل وقام واحد منهما بجذب ‏كتف «خالد» ورفع‎ ‎الثاني يديه وسألهما «خالد» انتم ‏مين فرد عليه أحدهما: إحنا مباحث يا روح‎........)‎‏)‏‎ ‎وحاول «خالد» مقاومتهما فراح واحد منهما دفع ‏‏«خالد» على الرخام اللى موجود فى المحل‏‎ ‎واتخبط ‏فى راسه، لكنه متعورش وأنا ووالدى قلنا لهم "كده ما ‏ينفعش ودفعناهم خارج‎ ‎المحل". ‏

‏"وبعدها أخذا «خالد» إلى مدخل العمارة المجاورة ‏وخبطاه فى الباب الحديدى‎ ‎بتاع العماره وكانا ‏بيضربانه باليد فى وجهه وبطنه وراح واحد ضربه ‏فى رجله أوقعه على‎ ‎الأرض وارتطم رأسه بسلم ‏العمارة"‏‎.‎

وأضاف: المخبر «محمود» نزل عليه وخنقه بيد ‏واحدة وكان المخبر الثانى‎ ‎يركله بقدمه و«خالد» قال ‏للمخبر "أنا كده هموت" فرد عليه المخبر "أنا مش ‏هسيبك إلا‎ ‎لما أموتك"، وفضل يضربه بيده وبعدين ‏‏«خالد» سكت ونزل دم من فمه ودماغه ولم ينطق ‏بعدها‎ ‎فقام المخبر «محمود» بالاتصال بالمباحث ‏وكان بيوصف لهم المكان‎. ‎

واستطرد الشاهد في التحقيقات: "بالمصادفة كان هناك ‏طبيب فى المحل‎ ‎واسمه «حكيم» ولا أعرف اسمه ‏بالكامل أو عنوانه قام بالكشف على خالد وبعدها قال ‏إنه‎ ‎توفى ولما حضر طبيب الإسعاف كشف عليه وقال ‏أيضا إنه توفى ورفض أن يحمله لكن الضابط‎ ‎طلب ‏منه نقله ونقلوا الضحية وأخذت الشرطة صديقه ‏‏«محمد» فى البوكس"‏‎. ‎

وقبل أن يختتم الشاهد أقواله أكد أنه يريد أن يدلى ‏بأقوال أخرى فسمحت‎ ‎له النيابة، فأكد "أنه تلقى ‏اتصالا هاتفيا فى المحل من شخص مجهول وقال لى: ‏بلغ هيثم‎ ‎ما ينزلش من بيته وقفل السكة". ‏

‏"وبعدها تلقيت اتصالا من رقم خاص وحدثنى شخص ‏قال إنه‎ ‎الضابط «تامر» من مباحث أمن الدولة ‏وسألني عما إذا كنت تلقيت تهديدات من أحد ‏وبصراحة‎ ‎لم أبلغه بهذا التهديد لأنني شعرت بالخوف ‏والضابط قال لى اطمئن ولا تخف‎".‎

وحضرت أم الضحية إلى النيابة للإدلاء بأقوالها فى ‏التحقيقات.وقالت‎: ‎اللى حصل انى عرفت من الناس إن ‏ابنى مات ولما سألتهم مات إزاى قالوا إن 2 من أفراد‏‎ ‎الشرطة قبضوا عليه فى الشارع وضربوه إلى أن ‏مات. وردت الأم على سؤال للنيابة عما‎ ‎إذا كان ابنها ‏يتعاطى مواد مخدرة من عدمه بأنه يدخن سيجارة ‏حشيش، كل فترة، و"بيدخن‎ ‎سيجارة عادية وبس" ‏وردت الأم على معظم أسئلة النيابة بكلمة: "معرفش ‏الناس قالوا‎ ‎لى‎". ‎

كما استمعت النيابة لأقوال حارس العقار ويدعى ‏‏«محمد محمد نعيم فارس‎ ‎‏(‏‎35‎سنة). وقال فى ‏التحقيقات: سمعت بوجود خناقة فى الشارع، طلعت ‏وشاهدت اثنين من‎ ‎المخبرين يمسكان خالد و"بيشدوه ‏إلى مدخل العمارة لأنه كان ماسك فى بوابة العمارة‎ ‎وقالوا له: طلع الحاجه اللى فى بقك"، وضرباه ونزل ‏دم من أنفه وجاءت سيارة الشرطة‎ ‎وأخذوا «خالد» ‏وبعد 10 دقائق رجعوه «تانى» وأدخلوه في مدخل ‏العمارة وكرر الشاهد ما‎ ‎قاله صاحب «السايبر» فى ‏التحقيقات‎. ‎

وقال «سالم حسن أحمد» (18 سنة)، طالب، إنه ‏حضر للإدلاء بمعلومات فى‎ ‎القضية وأنه كان موجودا ‏فى العقار وشاهد المخبرين يعتديان عليه ـ خالد ـ ‏بالضرب‎ ‎والركل بعد أن أدخلاه إلى مدخل العمارة ‏ونقلاه إلى سيارة الشرطة ثم أعاداه إلى‎ ‎المكان مرة ‏ثانية بعد 10 دقائق تقريبا وكان فى حالة إغماء ولم ‏يكن يحرك ساكنا‎. ‎

وحضرت والدة الضحية للمرة الثانية للنيابة للإدلاء ‏بأقوالها فى‎ ‎الواقعة، بعد أن قرر النائب العام، نقل ‏التحقيقات إلى نيابة استئناف الإسكندرية‎. ‎وقالت إنها ‏شاهدت جثة ابنها بعد 6 ساعات تقريبا من الحادث ‏داخل المشرحة. وأوضحت‎: ‎شاهدته على التروللى ‏وكان "لابس شورت أبيض وتى شيرت إسود وحافى ‏ووشه كله إصابات‎ ‎ودماغه (من الخلف) متعورة ‏وأسنانه مكسورة والدم نازل من تحت فمه وركبته ‏ورجله ويده‎ ‎كان نازل منها دم‎." ‎

وسألتها النيابة عن صور الضحية بعد وفاته فقالت إن ‏تلك الصور "التقطها‎ ‎له شقيقه بـ«الموبايل» أثناء ‏وجودنا داخل المشرحة وكانت الساعة الثالثة فجرا ولم‎ ‎أشاهد أبنى بعد ذلك وكل ما جاء فى تقرير الطب ‏الشرعى غير صحيح وأطالب بإعادة تشريح‎ ‎الجثة ‏مرة ثانية‎. "‎

وسألت النيابة عامل المشرحة ويدعى «عفيفى ‏عبدالعال عفيفى» (41 سنة) قال: "أعمل مندوب ‏إسعاف وعامل مشرحة كوم الدكة ومعى آخرون ‏وحضرت وكان فى الجثة كدمة‎ ‎أسفل العين اليسرى ‏وسحجات بالشفتين ولم يكن بها إصابات أخرى"‏‎. ‎

وعرضت النيابة الصور التى التقطها شقيق الضحية، ‏على عامل المشرحة‎ ‎فقال إنها مختلفة تماما عما كان ‏عليه الضحية وقت قدومه، وأضاف العامل أن والدة‎ ‎الضحية وشقيقها وشقيق الضحية حضروا إلى ‏المشرحة وشاهدوا الجثة. وقال العامل إنه لم‎ ‎يثبت ‏حضور الأسرة إلى المشرحة، نظرا لعدم وجود دفتر. ‏ونفى العامل التقاط شقيق‎ ‎الضحية أي صور للضحية، ‏وقت وجوده فى المشرحة، معللا ذلك بأنه كان بصحبة ‏الأسرة وقت‎ ‎مشاهدتهم الجثة. وسألته النيابة: ما قولك ‏فيما قررته الأسرة بأن تلك الصور تم‎ ‎التقاطها للجثة ‏قبل التشريح وهو ما نفاه الطبيب الشرعي وأكد أنها ‏بعد التشريح؟ فرد‎ ‎العامل: لم يتم التقاط أي صور ‏للجثة قبل التشريح‎. ‎

واستمعت النيابة أيضا لأقوال شقيق الضحية ويدعى ‏‏«أحمد سعيد قاسم»،‎ ‎مصرى يحمل الجنسية ‏الأمريكية، وقال: قبل الحادث بدقائق كنت التقيت ‏شقيقى المتوفى‎ ‎وتركته بعدها وفوجئت باتصال ‏تليفونى من أحد الجيران يخبرنى بالواقعة، أسرعت ‏إلى‎ ‎المكان وحينما وصلت وجدتهم قد أخذوه إلى‎ ‎المشرحة. وأضاف: توجهت إلى المشرحة وبعدين‎ ‎أفراد الشرطة منعونى من الدخول وأخذونى إلى القسم ‏وهناك قابلت 4 ضباط وقالوا لى إن‏‎ ‎أخى ابتلع حاجة ‏وقفت فى زوره وأحضروا 3 شهود لا أعرفهم وأيدوا ‏ما قاله الضباط، لكن‎ ‎أنا لما رجعت إلى المنطقة اللى ‏وقع فيها الحادث حكى لى الناس ما حدث ووقائع ‏الضرب‎ ‎التى حدثت من أفراد الشرطة. وانتقلت النيابة ‏إلى مكان الحادث واستعانت بخريطة‎ ‎جغرافية للمكان ‏يحدد الشوارع والمحال بالمنطقة وسألت شهود ‏الحادث‎.‎

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية