x

أصدقاء نصر حامد أبو زيد في هولندا :الراحل رفض اللجوء السياسي وتمسك بجنسيته ‏المصرية

الأحد 11-07-2010 21:20 | كتب: اخبار |
تصوير : اخبار


لم ينس رفاق الدكتور «نصر حامد أبو زيد» الـ 15 عاما التي قضايا المفكر الراحل معهم في هولندا ‏إثر الحكم الشهير بردته والتفريق بينه وبين زوجته الدكتور ابتهال يونس. عمل أستاذا في جامعة ‏‏"لايدن" العريقة وجامعة "أوترخت" الإنسانية وحاضر كأستاذ زائر في العديد من الجامعات وساهم ‏في الكثير من الندوات والمحاضرات الثقافية واللقاءات الإعلامية التي عقدت في هولندا.‏

‏«المصري اليوم» تحدثت مع بعض من أصدقاء المفكر الراحل وزملاء العمل الذين رافقوه في منفاه ‏الإجباري، فقال دكتور "فان كونجسفيلد"، رئيس قسم الدراسات الإسلامية السابق في جامعة ‏‏"لايدن"، الذي عاصره منذ أول وصول له : "لا أخفي عليك، عندما جاء دكتور أبو زيد إلى هولندا ‏بعد قضيته المشهورة في مصر، بناء على دعوة وزارة الخارجية الهولندية، كنت متوجسا منه في ‏البداية لأني كنت أظنه على شاكلة كثيرين تستدعيهم الحكومة الهولندية ليقولوا ما تراه مناسبا في ‏مخاطبة الجالية الإسلامية في هولندا".‏

وأضاف كونجسفيلد "لكن بعد مرور سنة تقريبا تأكد لي أن الرجل أسمى وأكبر مما كنت أظن أو أن ‏يستغل لأنه صاحب فكر حر وقناعة علمية رصينة لا يحيد عنها، عندئذ أكبرت فيه فكره وثقافته. ‏أضف إلى ذلك أنه لم يطلب اللجوء السياسي في هولندا ولم يطلب الجنسية، وكان باستطاعته ‏الحصول عليها بكل سهوله، لكنه آثر الاحتفاظ بجنسيته المصرية". ‏

وأشار كونجسفيلد إلى أن ما زاد من تقديره واحترامه لدكتور أبو زيد أنه وجده "حليما يتقبل الآراء ‏والأفكار المعارضة له بكل أريحية مع أنه كان أستاذا للعديد من الطلبة ومن جنسيات وأديان مختلفة".‏

أما تلميذه المصري والأستاذ المساعد في جامعة "لايدن" دكتور عمرو رياض، فقال "يوم وصولي ‏إلى هولندا بتاريخ 27-8-1999 لدراسة الماجستير، أبلغتنا سكرتيرة الجامعة أن الدكتور أبو زيد ‏ينتظرنا في الغرفة المجاورة. في البداية تخوفت نتيجة للحملة الهائلة التي كانت تشن عليه في مصر ‏ولأني لم أكن قد اطلعت بعد على أبحاثه. لكنه ما أن سلم علي وعلى زميلي حتى أعطى كل منا 100 ‏كلدر هولندي، وعندما اعترضنا قال اعتبروها دين ريثما تأتيكم المنحة، ومرت الأيام وتعرفنا عليه ‏عن قرب فاكتشفنا فيه طيبة المصري المتواضع الشهم الكريم".‏

ومضى «رياض» قائلا "بعد ذلك قرأت له واطلعت على كتبه وقرأتها فاستمتعت بفكره الإصلاحي ‏الذي هو امتداد لفكر جمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، وشلتوت، وطه حسين، وغيرهم.. ‏أولئك الأفذاذ الذين عرفناهم في هولندا ولم نطلع عليهم في الأزهر للأسف الشديد".‏

وقال رياض إنه كان دائما يرى دكتور أبو زيد "مؤمنا صادقا.. وكان يستضيف الطلبة المصريين في ‏بيته في شهر رمضان من كل عام.. وكانت حرمه الدكتورة ابتهال يونس تطبخ لهم بنفسها الأكلات ‏المصرية". وأضاف "أخبرني ذات مرة أنه رفض طلب القاضي في ساحة المحكمة أن ينطق ‏بالشهادة ليثبت إيمانه وتنتهي القضية، وقال له إنه لو فعل هذا لأوحى أنه لم يكن من قبل مؤمنا". ‏

لكن رياض أكد أنه ما أن وطأت قدماه أرض ألمانيا بعد القضية مباشرة، وقبل أن يبدأ محاضرته في ‏قاعة مسرح كبير حضرها الآلاف‏، استهل كلامه بـ "لا إله إلا الله"، وسط دهشة الحاضرين‏، معلنا ‏للجميع أنه يعلنها علي الملأ أنه ما زال مؤمنا بالله ولا ينتظر حكما قضائيا لإثبات ذلك.‏

ومن الجالية العراقية في هولندا، قال الدكتور هاشم فياض إنه تعرف على دكتور أبو زيد أولا من ‏خلال كتاباته في مجال الفكر الإسلامي، "فهو من المفكرين العرب البارزين في التراث العربي ‏والإسلامي برؤية فلسفية ومنهج عقلاني متوازن".‏

وقال فياض إن دكتور حامد كان "أستاذا جامعيا لامعاَ تميز بالبساطة والتواضع وكان علاقته بالوسط ‏الجامعي ومعارفه حميمة.. رحيله المبكر يشكل خسارة كبيرة لا تعوض للوسط الأكاديمي ولمراكز ‏الأبحاث الفكرية".‏

ونفى فياض – بحكم معرفته القريبة به – أن يكون دكتور أبو زيد طالبا للشهرة "كما تدعي بعض ‏الأوساط المتخلفة، التي لا تتحمل الاختلاف والتي تؤمن بالسير وفق قوالب جامدة". وأوضح أنه كان ‏‏"ينشد تحديث الفكر الإسلامي كي يلائم العصر، لأن الحياة تتطور وما كان من نصوص صالحا ‏لزمن يمكن ألا يكون صالحا لزمن آخر". ‏

وأضاف "كان يستخدم في كتاباته منهج التحليل والاستنتاج العلمي المتوازن المبني على الأدلة ‏والقرائن المنطقية. لهذا نرى معظم كتبه لأهميتها المعرفية والفكرية الكبيرة ترجمت إلى اللغات ‏الفارسية والتركية والإندونيسية والألمانية والفرنسية والإيطالية والأسبانية".‏

وختم رياض قائلا "قبل سفرته الأخيرة إلى إندونيسيا، تكلمت معه عبر الهاتف وكان يستعد للسفر ‏وقال سيبقى هناك 3 أشهر.. وبعد وصوله بعدة أيام تسلمت منه آخر رسالة عبر الإنترنت يقول فيها ‏إن نشاطه قل لأنه إلى الآن لم يتكيف مع فارق التوقيت".‏

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية