x

خريطة الموت السريع على كورنيش الإسكندرية

الإثنين 05-07-2010 18:58 | كتب: رضوي عادل, سارة السيد |
تصوير : اخبار

أصبحت حوادث الطرق شبحا يخيم على أذهان غالبية المواطنين، فكل يوم يزداد قتلاها، وينضم فرد جديد لقائمة ضحاياها، لا يهم اسمه، أو سنه، فهو مجرد رقم، يأتى بعده آخرون ما لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المواطن والمسؤول لوقف شلالات الدماء المتدفقة.

أصبح عبور الطرق العامة أزمة تواجه كل مواطن يومياً، خاصة فى الشوارع الرئيسية، التى تنعدم فيها الأنفاق أو كبارى العبور، وحتى مع وجود الكبارى فهى غير مستغلة، إما لقصور فى استخدامها، أو لثقافة «الاستسهال» التى يتبعها المواطن.

وقالت منى حسين، موظفة، إنها رأت شبح الموت بعينيها أثناء عبور أحد الطرق العامة، وأضافت: «أصبح العابر لطريق الكورنيش كالذى يجازف بحياته، خاصة فى بعض المناطق التى تسرع السيارات بها، وينعدم بها وجود أى أنفاق، أمام مكتبة الإسكندرية، فالشارع يتسم بعرضه، وبالقرب منه ملف ولا يوجد أى شرطى مرور، مما يجعل هذه المنطقة، تشهد العديد من الحوادث، رغم أنها فى أمس الحاجة لنفق أو كوبرى، لقربها من المجمع النظرى، واضطرار العديد من الطلبة لعبور ذلك الطريق».

وقال حسام على، طالب: «تكثر الحوادث أيضا فى الطرق العامة، ولكن هناك مسؤولية على المواطن، وأخرى على المسؤول، فالمواطن يستسهل فى عبور الطريق أحيانا رغم وجود كوبرى أو نفق، أما المسؤول، فعليه أن يختار المكان المناسب لوضع النفق أو الكوبرى بما يخدم أكبر كثافة من المواطنين، لأنه فى النهاية تكون حياة المواطن هى الثمن الذى يدفعه، حين لا ينفع الندم».

أما فتحى السيد، عامل بأحد المحال، فيرى أن «الكورنيش» هو الأكثر عرضه للحوادث، «فلا يكاد يمر يوم إلا وتشهد منطقة سان استيفانو حادثاً على الطريق»، فأقترح أن تكون هناك سيارات تقوم بنقل المواطنين بين الجانبين، مما يسهل على المواطنين ويحد من وقوع الحوادث.

وقال سامى مختار، رئيس جمعية رعاية ضحايا حوادث الطرق وأسرهم، إن تكرار هذه الحوادث كان وراء تنظيم حملة تستمر لمدة أسبوع لحث الناس على الالتزام بالسرعة المقررة على الطريق، على أن تكون هذه الحملة مستمرة وتتناول واحدة من أهم أسباب حوادث الطرق كل عام.

وأضاف: إن فكرة الحملة أتت من أهداف الجمعية التى تسعى للحد من حوادث الطرق التى تنتج عن السرعة، حيث تمثل 60% من أسباب الحوادث، بالإضافة إلى ما تسببه من تلفيات فى السيارة والطريق وغيرهما، لذا لزم التعاون مع عدد من الجهات مثل الإدارة العامة للمرور بالقاهرة ومكتب مدير أمن الإسكندرية وإدارة المرور بالمحافظة لتكثيف الحملات على الطريق وتشديد العقوبة على مخالفى السرعة المقررة.

وأضاف مختار: إن العامل البشرى يقع عليه جزء كبير من حوادث الطرق ويندرج تحت مصطلح العامل البشرى كل من «المشاة» و«رجل المرور» و«فنى الصيانة» و«مهندسى الطرق» وغيرهم.

وأكد أنه فى عام 2009 بلغت حصيلة قتلى حوادث الطرق على مستوى الجمهورية 39 ألف قتيل، من بينهم 5000 على الأقل فى حالات خطرة، أو أن إصابتهم أدت إلى عجز، لافتا إلى أن كل حالة منها تتطلب مبالغ كبيرة لعلاجها تتراوح بين 30 و150 ألف جنيه حسب صعوبة الحالة.

وأشار مختار إلى أن المحافظة عندما أصدرت قرارا بتوسيع طريق الكورنيش، صممت الطريق بحيث يصبح طريقاً دولياً فى وسط المدينة ولم تراع فى ذلك «المشاة»، منتقدا بُعد مسافات الأنفاق عن بعضها فى بعض الأماكن مما يضطر المشاه إلى «استسهال» عبور الطريق بدلاً من السير حتى الوصول إلى أقرب نفق، مما يعرضهم للحوادث، لافتا إلى أن طريق الكورنيش يعتبر الأشهر فى حوادث الطرق بالمحافظة، إذ يشهد ما يزيد على 60 حادث وفاة شهريا بسبب السرعة «الجنونية».

وطالب بضرورة زيادة أعداد هذه الأنفاق ووضعها فى أماكن حيوية تخدم عدداً كبيراً من المواطنين، مثل منطقة سان استيفانو ومجمع الكليات، مع وجود علامات إرشادية توضح للمواطنين المسافة التى يبعدها كل نفق لكى يتخير الأقرب منه، وزيادة أعداد الرادارات على طريق الكورنيش لإجبار السائقين على تخفيف السرعة، وتغليظ العقوبات والغرامات التى تعتبر دخلاً للدولة تتمكن من خلالها من تطوير الطرق وصيانتها بشكل دورى.

وقال: إن جمعية السلامة على الطريق الأمريكية قدمت تقريراً حذرت فيه السائحين من السفر إلى مصر بسبب كثرة الحوادث بها، وهو ما يضر بالدخل القومى للبلد الذى تمثل السياحة 12% من موارده، كما تضر بالعمالة وشركات التأمين وغيرهما.

وأكد أنه خلال أسبوع الحملة ستقوم الجمعية بعقد الندوات وتوزيع الكتيبات والمطبوعات التى تتناول أهم أسباب حوادث الطرق وكيفية الوقاية منها وتوعية السائق والمواطن بضرورة الالتزام بتعليمات المرور حفاظاً على الأرواح.

قال مسؤول بمديرية الصحة- طلب عدم نشر اسمه: إن مشكلة الحوادث تنبع من سلوك مواطنين ووجود هندسة طرق خاطئة. لافتا إلى وجود ما يسمى «النقاط السوداء» وهى أماكن تشتهر بكثرة الحوادث، من بينها طريق الكورنيش والطريق الدولى وصينية مطار برج العرب ومدخل «كارفور» بالعامرية.

وأضاف: إن نسبة كبيرة من الحوادث تقع أعلى الأنفاق بسبب أن المواطنين «بيكسّلوا ينزلوا النفق»، أو بسبب عدم وجود إشارة مرور، ووجود بعض المنحنيات الخطرة، وتباعد الأنفاق عن بعضها، مشيرا إلى أن قتلى الحوادث يعتبرون فاقداً فى الدخل القومى للبلد، وعبئاً فى حال عجزهم أو إصابتهم، خاصة أن الدولة تتكفل بنفقات علاجهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية