x

سعد الدين إبراهيم : النشطاء المصريون يفتقدون «بوش» .. والخوف من الإسلاميين يخدم "الديكتاتوريين العرب"

الثلاثاء 18-05-2010 13:06 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : أ.ف.ب

قال الدكتور  «سعد الدين إبراهيم» أستاذ علم الاجتماع، والناشط الحقوقي،  إن المصريين يستعدون لإجراء انتخابات "حاسمة" الأولى برلمانية، و تعقد في نوفمبر المقبل، و الثانية في العام التالي  خاصة بالرئاسة، مشيرا إلى أنهم يشعرون بـ"شوق عميق " لاستعادة "العصر الليبرالي" الذي عاشوه في القرنين الماضيين ستينيات القرن التاسع عشر و خمسينيات القرن العشرين.

وأضاف إبراهيم، أن المطلوب من إدارة أوباما و الديمقراطيات الغربية هو إجراء انتخابات حرة و نزيهة تحت رقابة دولية، لافتاً إلى أن تحقيق ذلك المطلب من شأنه أن يعيد ثقة المصريين في أوباما والمبادئ الأمريكية.

وأكد إبراهيم في مقال له نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» اليوم، تحت عنوان «الإسلام و أوباما و الربع الخالي» أن دولاً  ذات أغلبية إسلامية  مثل أندونيسيا، وبنجلاديش، و باكستان،  وتركيا، تحقق تقدماً  مستمراً في التحول الديمقراطي ، في حين أن معظم الدول العربية التي تشكل ربع عدد المسلمين في العالم أي  300 مليون من 1.2 مليار شخص، تتعثر في الخلف.

وذكر إبراهيم في مقاله مصطلح "الربع الخالي"، الذي يشير إلى مساحة قاحلة من الأرض في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية ،  صار يستخدم مؤخراً كمصطلح "مجازي" ليشير إلى "ربع " العالم الإسلامي الذي ما يزال "خالياً " من الديمقراطية.

وأكد أن تحقيق مطلب المصريين بانتخابات حرة و نزيهة سوف يمكن أوباما من " ملئ الربع الخالي فحيثما ذهبت مصر ذهب العالم العربي ".

ونبه إلى أن هناك تعبيراً واضحاً وصارخاً عن "خيبة الأمل " في المنطقة بعد مرور عام من خطاب الرئيس «باراك أوباما» في القاهرة  مسانداً فيه الديمقراطية العربية  والذي حظي بـ"احتفاء كبير".

و قال إبراهيم إن "الخوف المرضى " إزاء وصول الإسلاميين للسلطة إذا كانت هناك انتخابات "حرة و نزيهة "، يبدو أنه خدم "الديكتاتورين العرب" جيداً،  مضيفاً أنه على الرغم من أن أوباما نفسه أوضح في القاهرة أنه لا يؤمن بافتراض "التنافر" بين الإسلام و الديمقراطية ، إلا أن إدارته اختارت بوضوح سياسة "تحابي الاستقرار الإقليمي  على الحكم الديمقراطي".

واعتبر إبراهيم أن تخفيض حجم المعونة الأمريكية  لتمويل الديمقراطية  في مصر  العام المقبل "رسالة واضحة "، منبهاً إلى أن الشيئ ذاته ينطبق على رد وزارة الخارجية الأمريكية "الرقيق" عندما قامت مصر مؤخراً بتمديد العمل بقانون الطوارئ لمدة عامين، تجري خلالهما الانتخابات الرئاسية في مصر العام المقبل .

وأشار إبراهيم إلى أن "المستبدين العرب" نجحوا في إقناع أوباما بأنهم يستطيعون التوصل إلى اتفاقية سلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين،  متسائلاً، " إذا كان  ذلك بوسعهم ، فلماذا لم يحققوه على مدار العقود الثلاثة الماضية؟!".

وحذر إبراهيم من أن الإبقاء على هذا "الأمل الزائف"  يسمح لهم  بالاستمرار في الحكم دون حد غربي جاد .

وأكد إبراهيم أن النشطاء في القاهرة وغيرها من المدن يفتقدون «جورج دابليو بوش»، حيث استفادوا من موقفه "الحازم" إزاء التقدم الديمقراطي رغم الهواجس التي قد تكون راودتهم بشأن سياساته في العراق و أفغانستان.

وأوضح أن بوش ظل يمارس ضغوطاً على "الديكتاتوريين وكانت هناك فرص لازدهار المعارضة " في حين تبدو سياسة أوباما الحالية "ضعيفة و متناقضة " بالمقارنة مع سياسة بوش .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية