بدأت إحدى دور العرض السينمائي في نيويورك، عرض الفيلم المثير للجدل «جنوب الحدود» South of the Border الذي أخرجه الأمريكي الشهير «أوليفر ستون»، ويسرد فيه وجهة نظره حول الوضع الراهن في دول أمريكا الجنوبية.
وتعد هذه المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم الوثائقي في الولايات المتحدة، وتقرر عرضه ابتداء من الجمعة الماضية بنيويورك، بينما سيعرض الأسبوع المقبل في دور عرض أخرى بكاليفورنيا وواشنطن وبعدها في شيكاجو وتكساس وأريزونا.
وفي حوار صحفي أجري أول أمس الجمعة قال ستون: "نحن نشعر بالسعادة الشديدة لعرض هذا الفيلم الوثائقي بالولايات المتحدة، فقد اعتقدنا أن عرضه سيقتصر على بعض قنوات التليفزيون الفنزويلية، ولكنه الآن يقدم في واشنطن".
وأقر ستون بأن الفيلم يطرح وجهة نظر جديدة عن قادة أمريكا اللاتينية ويرى أنه من الصعب تسويقها في الولايات المتحدة، خاصة وأن العمل يمثل ردا من المخرج الشهير على الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام الأمريكية عن الرئيس الفنزويلي «هوجو شافيز» وباقي القادة "التقدميين" الذين وصلوا لسدة الحكم خلال الأعوام الأخيرة.
وأضاف ستون: "هناك الكثير من الحماقات التي تقال عن شافيز في حين أنه شخص جيد"، مبديا إعجابه الشديد بالرئيس الفنزويلي الذي وصفه بأنه شخص متواضع على الرغم من كونه جندي سابق. وأوضح أن الفيلم، الذي تبلغ مدته 80 دقيقة، يتهكم على من يفكرون أن شافيز "يمثل التهديد الجديد للولايات المتحدة"، فهو يقدم شافيز على أنه "إنسان وشخص قريب منك"، كما أنه يستعرض الخطوات التي قام بها إلى أن وصل إلى مقاليد الحكم في فنزويلا.
وأشار: "بالفعل شافيز يتحدث كثيراً، كنت أود ألا يكون كثير الظهور بهذا النحو، ولكنه يعتقد أن هذه هي رغبة الشعب ويبدو أن الأمر كذلك، كما أنه ليس لديه سكرتيرا صحفيا ماهرا مثل الرئيس الأمريكي السابق «جورج بوش»". وتطرق ستون في حديثه إلى كولومبيا التي وصفها بأنها "دمية في يد الولايات المتحدة"، قائلاً إنه لا يفهم كيف توافق تلك الدولة اللاتينية على فتح قواعدها العسكرية لواشنطن وهو أمر مثير للفزع وتدينه معظم دول المنطقة.
يشار إلى أن فيلم «جنوب الحدود» يتحدث عن شافيز بوجهة نظر مغايرة لما تطرحه واشنطن، كما تم عرضه في عدة مهرجانات من بينها مهرجان فينيسيا. ويذكر أن ستون أخرج أفلاماً وثائقية هامة عن شخصيات سياسية بارزة مثل الزعيم الكوبي «فيدل كاسترو»، والرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» والذي يحمل عنوان "شخص غير مرغوب فيه"، فضلاً عن عمل آخر بعنوان «نيكسون» عن الرئيس الأمريكي الراحل، كما فاز بثلاث جوائز أوسكار كان آخرها عام 1989.