قررت هيئة الحوار الوطني في اجتماعها العاشر الذي عقد قبل أسبوعين لبحث إستراتيجية دفاعية للبلاد تتضمن مناقشة سلاح حزب الله، أن يكون يوم 19 أغسطس المقبل موعداً للجلسة الحادية عشر، بعد عدم تحقيق أي تقدم في الموضوع المطروح للمناقشة باعتباره من أكثر الملفات على طاولة الحوار حساسية، «المصري اليوم» التقت في بيروت عدداً من السياسيين والنشطاء اللبنانيين لاستطلاع رأيهم حول مستقبل الحوار اللبناني، الذي يرى البعض أن فشله يعني اندلاع حرب أهلية في لبنان.
«عبد الله القصير» أحد قيادات حزب الله، و مدير عام قناة المنار، يرى أن الحوار لن يفشل ويقول "أعتقد أن هناك نوايا صادقة ورغبة من الجميع في الوصول إلى نتيجة، على اعتبار أنه فشله سيبقى الأمور كما هي عليها. الآن هناك مقاومة و لا توجد استراتيجية دفاعية، عندما يأتي الإسرائيلي لن ننتظر إذناً من أحد لنقاوم و ندافع عن بلدنا".
أما عميد الأسرى العرب، الأسير المحرر «سمير القنطار» فرأى أن الحوار يجب أن يكون "على قاعدة أن هذه المقاومة هي حق للشعب اللبناني"، و أنه "إذا صار توافق على أن المقاومة هي ضرورة حيوية للبنان و مهمتها تحرير الأراضي، سيساعد هذا كثيراً في بلورة الأمور، أما إذا رأوا أن على هذه المقاومة أن تتوقف فهذا شيء لن يحدث".
أما عن إمكانية أن تحدث اشتباكات حالة فشل الحوار لإضعاف المقاومة، يقول "القنطار" "جربوا في الماضي و عملوا كل شيء، حتى في عدوان 2006 و بعده عملوا كل شيء، و لن يستطيعوا أن يفعلوا أكثر مما فعلوه".
واستبعد «جورج نبيل» من شباب التيار الوطني الحر، وقوع حرب أهلية في لبنان حال فشل الحوار، قائلاً "أتمنى أن ينجح حوار استراتيجية الدفاع الوطني، و لكن حال فشله لا أتصور أن يكون هناك حرب، سيظل الوضع الأمني متدهور كما هو حتى تصير انتخابات نيابية، الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت سنة 1975 لن تتكرر، لأن وقتها كان الشعبي اللبناني مهيأ لها، أما الآن فلا أعتقد ذلك".
و يضيف "جورج" " يريدون نزع سلاح السيد حسن، و لكن كيف يأمن أن إسرائيل لن تضرب لبنان وتجتاحه، من يضمن له ذلك؟!، السيد حسن يريد الوصول إلى استراتيجية دفاع تضمن له أن لا تهاجم إسرائيل لبنان و تضربه مرة أخرى، و لكن لا يوجد أحد في كل لبنان يستطيع أن يضمن ذلك الأمر"، و عن حجة امتلاك حزب الله للسلاح التي يستخدمها فريق السلطة في لبنان يقول "جورج" "لا يوجد بيت في لبنان إلا و به سلاح، حزب الله عنده صواريخ بصفته منظمة تحارب إسرائيل و ليس منظمة تجلس في البيت و تطلق الرصاص على المواطنين، حزب الله لا يطلق الرصاص على الناس، هذه هي الحقيقة، نعم حزب الله نزل بيروت و دخل المراكز، و لكنه لم يقتل أحد في الطريق، حالياً تستطيع أن تذهب للضاحية و لا أحد يحتك بك، حزب الله لا يعتدي على الناس في الطرق".
من جانبه، قال الوزير السابق و أحد أشهر نواب الموالاة «مروان حمادة» إنه "إذا كانت استراتيجية الدفاع الوطني للدفاع عن لبنان، فنعم سيكون هناك إمكانية لنجاح الحوار، أما إذا كانت استراتيجية لخدمة المصالح الإيرانية أو المآرب السورية فطبعاً لن نتوصل لشيء".
وعن احتمالات نجاح أو فشل الحوار، أكد "حمادة" "الحوار لن يفشل.. سيستمر، قد يأخذ وقتاً وقد تكون له محطات، لمنع فشل يؤدي إلى أي احتكاكات، المفصل هو قرار اللبنانيين الديمقراطي".
"فيصل مولوي"، الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية، الفرع اللبناني لجماعة الإخوان المسلمين، رأى أن الحوار يطمئن الطوائف اللبنانية من أن سلاح المقاومة لن يتوجه للداخل وقال "فشل الحوار خطير جداً على لبنان، و رغم أن الحوار موجود، إلا أن أيضاً السلاح موجود عند الناس".