فى غضون 10 سنوات لن تقتصر رؤية «الروبوتات القاتلة» وهى تلعب دور البطولة، فى الحروب، على أفلام الخيال العلمى فقط، لكنها ستصبح واقعاً يكون فيه الحق للروبوت، في اتخاذ القرار فى النزاعات المسلحة بين الدول بالهجوم على الخصم، دون أى تدخل بشرى، إذ يشهد العالم اتجاهاً متزايداً لاستخدام هذه التكنولوجيا فى الحروب بدلاً من البشر، وسط توقعات بأن تكون هذه الروبوتات «جنرالات ناجحين لحروب المستقبل الشيطانية»، على حد وصف عدد من الخبراء.
وساعدت التطورات التكنولوجية السريعة فى بلدان كالولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، والصين، وروسيا، والمملكة المتحدة على تطوير نظامها العسكرى، وتصنيع روبوتات تقوم بمهام قتالية، واستهداف الخصم، وتدميره، دون وجود أى وازع أخلاقى، أو أى تدخل بشرى فى العملية لمنع وقوع أخطاء، حيث يكون تأثير الانسان فى العملية العسكرية مقتصراً على نظام البرمجة فقط قبل الدخول فى الحرب.
ويقول الخبير فى الروبوتات، الأستاذ فى جامعة شيفيد، البروفيسور نويل شاركى إن «حرب الروبوتات هى الخطوة التالية بعد الطائرات بدون طيار، والتى يجرى العمل عليها من قبل العلماء، وستكون متاحة فى غضون عقد واحد من الآن».
ولكن هناك مخاوف من أن يصبح الروبوت آلة لقتل الأبرياء، لعدم قدرته على التمييز بين العسكريين، والمدنيين، فحتى الطائرات بدون طيار، والتى يتحكم فيها عسكريون من على الأرض، وقعت فى أخطاء عديدة حيث قتلت آلافاً من المدنيين فى الدول التى استخدمت فيها خاصة باكستان وأفغانستان.
ولمواجهة تلك المخاوف، أطلقت مجموعة تضم 8 منظمات عالمية حملة، الشهر الماضى، بعنوان «أوقفوا الروبوتات القاتلة»، للتوقف عن عملية إنتاج هذه الأسلحة، التى يرى منظمو الحملة أنها «تتجاوز الحدود الأخلاقية والقانونية».
ودعت الأمم المتحدة ومنظمة «هيومان رايتس ووتش»، حكومات العالم إلى فرض حظر استباقى على «الروبوتات القاتلة» نظراً للخطر الذى تمثله على المدنيين فى النزاعات المسلحة. وبحسب المنظمتين فإن هذه الأسلحة المستقبلية، الآلية بشكل كامل، ستكون قادرة على اختيار أهدافها، وإطلاق النار عليها، دون تدخل بشرى، وهو ما يحول دون محاسبة أحد على الضرر الناجم عنها، وبالتالى «سيضعف من سلطة القانون إزاء انتهاكات المستقبل والقدرة على ردعها».
وتقول «هيومان رايتس»، فى تقرير أصدرته، بعنوان «فقدان الإنسانية: لماذا يجب حظر الروبوتات القاتلة»، إن «إعطاء الآلات القدرة على تقرير من يعيش، ومن يموت فى ساحة المعركة مبالغة جسيمة فى استخدام التكنولوجيا»، مشيرة إلى أنه «من الضرورى وجود سيطرة إنسانية على العتاد الروبوتى الحربى، من أجل تقليص أعداد القتلى والمصابين من المدنيين».
وأشار التقرير إلى أنه من غير الواضح من الذى سيتحمل المسؤولية القانونية عن تصرفات هذه الروبوتات التى لا تفرق بين المسلحين والمدنيين، مشدداً على ضرورة تحقيق هذا الحظر من خلال اتفاقية دولية، ومن خلال قوانين فى الدول وتدابير أخرى.
وحذرت عدة منظمات حقوقية أخرى من احتمال بدء «سباق تسلح روبوتى» فى حال اختارت دولة ما استخدام هذه الأسلحة الآلية، مما قد يدفع دولاً أخرى للتخلى عن سياسة الردع وضبط النفس.
ورغم عدم وجود أى أسلحة آلية بشكل كامل حتى الآن، وعدم اتخاذ القوى الكبرى، ومنها الولايات المتحدة، قرارات باستخدامها بعد، فإن الجيوش التى تستعين بقدر كبير من التقنية تعكف على تطوير، أو طورت بالفعل نماذج أوّلية يظهر منها الدفع باتجاه قدر أكبر من السير فى هذا المجال.