فى هيئته الضعيفة ووجهه الأسمر يأتى عثمان عبدالمنعم، ذلك الرجل الذى تعلقت فى خيوط ذقنه البيضاء هموم الدنيا من فقر وضيق يد، ولكن لم تستطع هذه الهموم أن تقتل عنده إحساس الأمل والإيمان بالله الذى أصبح هو المساعد الوحيد له على أن يكمل حياته.
قضى سنين عمره كاملة فى الغربة مخططاً لمستقبل أولاده بأن يأتى إلى مصر، حاملا الأموال التى تحقق لهم حياة كريمة، ولكن لم تتفق معه الحياة فى ذلك، فعندما عاد إلى مصر، حاول أن يجد فرصة عمل تتناسب مع عمره الذى تجاوز 50 عاماً، فلم يجد أمامه إلا أن يمتلك سيارة صغيرة «تناية» ينقل من خلالها الركاب، ساعده أصدقاؤه على أن يكمل ثمنها، ولكن لم تصبر عليه هذه السيارة حتى يسدد ديونها وسُرقت، لينتهى بذلك آخر مصدر للرزق له. عثمان أكد أنه يسكن بشقة، بإيجار يبلغ 350 جنيهاً، وبات مهدداً بالطرد منها لتأخر شهرين عليه.
ويقول عثمان لـ«إسكندرية اليوم»: «قضيت سنين الغربة متحملاً ما بها من مرارة على أن أعود إلى مصر بأولادى الخمسة محققا لهم حياة كريمة، ولكن لم أستطع أن أفى بوعدى لهم، فبعد سرقة السيارة الأجرة الصغيرة، والتى حتى لم أسدد ثمنها لأصدقائى الذين ساعدونى بثمنها، لم أجد لى مصدراً للرزق آخر غير أن أعمل سواقا على سيارة ملاكى، ولكن سنى لم يعد يسمح لى بأن أتحمل المشقة، ونفسى فى محل أكل منه عيش وأولادى يساعدونى فيه».
ويضيف: «بقيت باتكسف أدخل على أولادى، ظروفنا بقت أقل من قدنا، أنا بقيت بأتكسف أدخل حد عندى لأن الفقر بقى سايب فى كل حتة بصمة ليه».
