عادت خيمة "الصمود" في حي البستان لتزدحم بالفعاليات الوطنية والإسلامية من جديد، وشهدت الاثنين تجمهرا كبيرا للسكان الفلسطينيين الذين توافدوا لإعلان رفضهم وعزمهم مواجهة عمليات هدم منازلهم التي تنفذها سلطة الاحتلال الإسرائيلية، محذرين من اندلاع انتفاضة جديدة من القدس في حال حاولت البلدية تنفيذ القرار على الأرض، بحسب ما قال «فخري أبو ذياب»، مسؤول لجنة الدفاع عن الأراضي المهددة بالهدم في حي سلوان.
ففور إعلان لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال بمدينة القدس المحتلة، قرارا تجبر بموجبه أصحاب 22 منزلا في الجهة الغربية من حي البستان على هدم منازلهم، وقال «أبو ذياب» إن القرار من شأنه تصعيد الموقف في القدس المحتلة، التي لم يستبعد أن تكون نقطة انطلاقة لانتفاضة جديدة قادمة.
وقال مسؤول اللجنة لـ «المصري اليوم» إن البلدية لم تكتف بقرار الهدم، بل تضمن بيانها إجبار المقدسيين على تنظيف الأرض المقامة عليها منازلهم من مخلفات الهدم بعد هدمها، ثم تسليمها للبلدية لمصادرتها لصالح إقامة «حديقة الملك التلمودية».
وبحسب «أبو ذياب» فإن البلدية رفعت سقف الغرامات المالية لمن يتخلف عن تنفيذ القرار، وأضافت عقوبات أخرى بالمحاكمة و السجن و مصادرة ممتلكاته، وبررت البلدية تلك الإجراءات التعسفية في بيانها ـ الذي وصل «المصري اليوم» نسخه منه ـ بأنها منازل "غير مرخصة" وبالتالي بقاء الأهالي فيها يشكل خطرا عليهم، ويجب العمل على هدمها لبناء "المنتزه الوطني"، الذي سيخدم السكان اليهود والعرب على حد سواء، بحسب وصف البيان.
ورفض «أبو ذياب» هذا التبرير، واستهجن اعتبار هدم المنازل "خدمة للسكان الذين لا يجدون أي بديل لهم للبناء في ظل منع سلطات الاحتلال من إصدار تراخيص للبناء للسكان المقدسيين لصالح المستوطنين"، والمعروف أن تلك المعوقات تتم في القسم الشرقي من المدينة الذي استولت عليه إسرائيل في حرب 1967، بما يغير التركيبة الديمغرافية للحي ويكرس عملية تهويده، خلافا لقرارات مجلس الأمن الرامية إلى إعادة أراضي الفلسطينيين إلى حدود 67.
ويخشى أهالي الحي من هدم مفاجئ للمنازل الـ 22، والتي ستشكل بداية لسلسلة هدم ستطال أكثر من 88 منزلا في حي البستان يسكها 1500 مقدسيا، وتحاول بلدية الاحتلال السيطرة على منطقة سلوان، الواقعة جنوب المسجد الأقصى، بالكامل لصالح مشروع أعلنت عنه سابقا لإقامة سلسلة حدائق توراتية ومنتزهات مفتوحة للسياح، وفقا للروايات التوراتية، التي تربط المنطقة بالأنبياء اليهود وخاصة داوود عليه السلام، حيث تدعي أنه كان يعزف مزاميره في تلك المنطقة.
ولم يجد الكثير من المقدسيين وسيلة لمواجهة تلك الإجراءات الاحتلالية سوى الإعلان عن رفضها واعتزامهم التحضير لمقاومتها من خلال سلسلة فعاليات كان أولها اعتصام قام به أهالي المنازل المقرر هدمها أمام البلدية، التي يرأسها نير بركات.