x

«طارق» استغل شهادة الهندسة بوضعها على "عربية فيشار"

الأحد 20-06-2010 13:28 | كتب: ياسمين القاضي |
تصوير : اخبار

بين التجارة والعلم قد تبدو المسافة بعيدة، لكنه استطاع أن يقربها بعد أن أصبح تاجرا ومهندسا، فخروجه إلى سوق العمل مبكرا، ساعده كثيرا على إنجاز ذلك، وحمسه إلى استكمال دراسته لأنه، حسب وصفه: «تاجر من غير شهادة كأنه ماعملش حاجة».. عندما كان المهندس طارق طايع فى الصف الرابع الابتدائى عمل فى كل شىء، بدءا من بيع الزجاج حتى التجارة فى سوق روض الفرج، وفى النهاية نجح فى الالتحاق بكلية الهندسة، وجمع بين «الحرفنة» فى العلم والتجارة.

فى بداية حياته انشغل طارق بالتجارة ثم تعامل مع دراسته خاصة فى الثانوية العامة بمنطق شطارته فى التجارة، ودون قصد حصل على مجموع كبير أهله للالتحاق بكلية الهندسة: «كنت بذاكر بذمة كأنى بشتغل بالظبط.. ولما النور يقطع كنت بانزل أذاكر على عمود نور فى الشارع.. أنا اتعودت على الشقا وقلت لما آخد شهادة آخدها محترمة.

تعلم طارق من السوق ألا يهدر شيئا، ولذلك لم يدخل كلية التجارة رغم أنها الأنسب لعمله، وذلك لأنه حصل على مجموع كبير: «استخصرت المجموع ودخلت كلية هندسة لأنى كنت مقتنع إن مش لازم اللى يدخل هندسة يطلع مهندس دى شهادة.. وكده كده هتتاخد يبقى تتاخد شهادة محترمة أحسن، كمان الهندسة كانت مكلفة وعاوزة اللى عنده طولة بال يصرف فلوسه عليها ويطور نفسه وفى النهاية يشتغل بمبلغ أقل بكتير من اللى كنت باخده من التجارة.. وأنا بصراحة كانت دماغى فى التجارة وكنت بحب الفلوس وبشوف زمايلى اللى مش تجار عاملين إزاى.. فدخلتها وأنا عارف إنى هتخرج مهندس مع إيقاف التنفيذ».

قرر طارق ألا يعمل بشهادته - بكرامته قبل أن يجبر على ذلك- لكنه أيضا لم يهدر مجهوده فى كلية الهندسة، وحاول أن يستفيد بوجوده داخلها: «تعلمت صيانة وتصنيع أجهزة غزل البنات والفيشار، اشتغلت فيها أثناء الكلية.. كنت بصنعها وأبيعها وكنت كمان موقف كام عربية فيشار وغزل بنات فى إمبابة».. أهم ما استفاد به طارق من الهندسة كان لقب مهندس الذى رأى أنه يفرقه عن غيره من الباعة: «كنت باكتب على عربية الفيشار بتاعتى (غزل وفيشار المهندس)، لأن الناس فى التعامل بتفرق بين المتعلم والجاهل».

لأى تاجر ضربة حظ أما طارق فجاءت ضربة حظه من داخل حديقة الحيوان: «مرة كنت باتفسح فى حديقة الحيوانات.. فلاحظت أن ماكينة الفيشار بايظة ومش لاقية حد يشغلها، عرضت على الإدارة أن أستأجرها لحسابى بعد شهرين، فضلت أعد دراسة جدوى على طريقتى، وهى إنى قعدت على الباب أعد الزوار كل يوم عشان أعرف الموضوع مربح ولا لأ.. ولما اتأكدت من المكسب قدمت الدراسة للإدارة واتفقنا». بدايته فى حديقة الحيوان كانت من خلال الفيشار، ولكن عدد زوار الحديقة الكبير شجعه على تطوير مشروع الفيشار ليصبح «كافتيريا» وأخيرا «وحدة تصوير فوتوغرافى» حيث كان طارق أحد المستثمرين الذين حصلوا على هذه الوحدة من خلال مزاد أقامته إدارة الحديقة.

تعددت المجالات التى دخلها طارق لكنه قال إنه ليس بالضرورة أن يفهم فى كل ما يعمل به: «عندى شركات فى بلاد مختلفة، واشتغلت فى مية حاجة.. مش لازم أبقى بفهم فيها أنا دورى أدور الفلوس وأدير المشروع ماديا، أما التخصص فبدى العيش لخبازه وأشغل تحتى متخصصين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية