أثنى المرشح الرئاسي الخاسر، الفريق أحمد شفيق، على دور الجيش المصري في حماية ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع السابق، رفض إذاعة خطاب «تنحي مبارك».
ووصف «شفيق» نفسه بـ«العمود الفقري» للجماعة التي وقفت ضد مشاريع الفساد التي كانت ستمر في مجلس الوزراء، عهد الرئيس السابق، محمد حسني مبارك.
حوار مبارك و«طنطاوي» وقت الثورة
وكشف «شفيق»، الأحد، في الحلقة الثانية من سلسلة مقابلات تنشرها صحيفة «الحياة» اللندنية تباعًا، عن حوار دار بين مبارك و«طنطاوي»، حيث سأله الأول: «أين هم رجالك الأشداء يا حسين؟»، فرد عليه المشير: «أنا مش ممكن أضرب نار يا ريّس»، فرد عليه مبارك: «أنا لم أقل ضرب نار، وأنا غير موافق على ضرب النار، أنا أقول لك أين رجالك الأشداء، لأن الدبابة لا تنفع، أين هم الرجال الذين يقفون في وجه المتظاهرين؟».
كما أشار «شفيق» إلى أن خطاب مبارك في 10 فبراير 2011 زاد الموقف «تأزمًا»، كما لفت إلى أنه اجتمع مع عمر سليمان، مدير جهاز المخابرات العامة، و«طنطاوي» في مبنى القيادة بوزارة الدفاع، للتباحث في الأمر.
«طنطاوي» يرفض تولي الرئاسة
وقال «شفيق»: «اجتمعنا ثلاثتنا في غرفة، وكانت الصورة واضحة تمامًا، وكنت أكثر جرأة في التوضيح، فقلت له: (يا سيادة المشير، امسك البلد، وخلينا نخلص من الموقف ده)، فارتبك قائلاً: (لا.. لا)، فنظرت إلى عينيه، وكانت لحظة هلع، وقلت له: (الرئيس سيتنحى.. فامسك البلد أنت)، فقال لي: (الرئيس لن يتنحى)».
وتابع: «كررت كلمتي له، وقلت لعمر سليمان: (قم يا عمر بيه، واتصل بالسيد الرئيس وقل له الموقف منتهي، واستأذنه أن يترك قيادة القوات المسلحة)، فقام سليمان واتصل بالرئيس قائلاً له: (إن الموقف صعب، ونحن نبلغ سيادتك أن الموقف صعب، ونحن مضطرون، ونرجو من سيادتك أن تنهي الموقف بترك مقعد الرئاسة)، فوافق مبارك على الأمر فورًا، قائلاً: (انتظروا فقط حتى يأتي علاء وجمال ليلاً، من القاهرة لشرم الشيخ)».
وأوضح «شفيق» أن «سليمان» توجه إليه هو و«طنطاوي»، وأبلغهما بموافقة مبارك، مضيفًا: «طلبت من سليمان أن يكلم الرئيس بعد عشر دقائق، ليقول له إن الموقف لا يتحمل لغاية الليل، وبالتالي، سنذيع الخطاب عنك هنا».
كما لفت إلى أن «سليمان» كتب «خطاب التنحي»، وبعدها اتصل بمبارك الرئيس ليبلغه مضمونه، وأنه سيذيع الخطاب القصير للرأي العام، مؤكدًا في الوقت نفسه أن «طنطاوي» رفض إذاعة الخطاب وطلب من «سليمان» أن يلقي الخطاب بنفسه.
وسرد «شفيق» في حواره أن «سليمان» بعد 5 أو 6 دقائق اتصل بمبارك مرة ثانية، وقال له: «نحن نعتذر منك مرة ثانية، ولكننا مضطرون إلى أن نسرِّع الخطى في الأمر، وأن نذيع خطاب التنحي سريعًا، لأن البلد (حتولع) في ثانية»، وقرأ النص عليه فغيّر كلمة «تنحي» ووضع كلمة «تخلي» مكانها.
واعتبر «شفيق» في حلقة الأحد المنشورة في «الحياة» أن كل ما حدث عقب «خطاب التنحي» كان خطأً دستوريًا.
تصفية دور عمر سليمان
وأكمل «شفيق» بعدها ليكشف عن حوار دار بينه وبين «سليمان»، الذي أخبره أنه «قال للمشير: (أستأذنك بالذهاب إلى مكتبي في الاتحادية، في مكتب نائب الرئيس)، فأمسك المشير يده وقال له: (مكتبك إيه واتحادية إيه يا عمر؟ إحنا عيش وملح، أنت تجي تقعد جنبي هنا)، فاستشعر عمر سليمان (من العبارة) تصفية دوره كنائب للرئيس في مبنى الاتحادية».
وأضاف «شفيق»: «قيل إنه عندما رجع سليمان إلى البيت، وجد هاتفه الثابت الذي يتصل به مع أجهزة الرئاسة كلها مقطوعًا»، معتبرًا أن الشواهد كلها توحي بأن هناك تصفية لدوره، وعندما عرف «سليمان» أن ليس له دور في المرحلة المقبلة، استمر بعدها في العمل الرسمي على استحياء، وبدأ يذهب إلى مكتبه القديم في مبنى المخابرات.
وأشار «شفيق» إلى أنه كان يرى أنه من الخطأ ذهاب «سليمان» للمخابرات «لأن العملية انتهت».
«شفيق» يطلب ترك رئاسة الحكومة
وأوضح «شفيق» أنه طالب «طنطاوي» بإعفائه من مهمته، فرفض بقوله: «يا أحمد أنت عاوز تخربها وخلاص يا أحمد؟ إيه الكلام الفارغ ده؟»، لكنه أشار في حواره إلى أنه كان واثقًا من المغادرة عندما يريد.
ولفت «شفيق» إلى أن «طنطاوي» طلب منه بعد ذلك الاستقالة، موضحًا: «في اليوم الأخير، طلب ذلك على استحياء، وقال لي: (كنت أنت طلبت الاستقالة سابقًا)، فقلت له: (نعم وأؤكد هذا الطلب اليوم، وعلى العموم نحن إخوة)».
وتابع: «عندما أوصلني إلى باب السيارة، قال لي: (إياك أن تنسى يا أحمد أننا نعرف بعضنا بعضًا منذ 20 سنة، وإحنا إخوة)، فقلت له: (أنا لم أتغير، لأن طموحاتي لا تنتهي في ما كان يمكن أن أفعله، ولكني كنت أعرف أنها فترة مؤقته، وأنني لن أكون الشخص الذي سيستمر معكم)».
وبسؤاله عن دور رئيس الأركان السابق، الفريق سامي عنان، أجاب «شفيق»: «الناس كانت تتخيل أنه لعب دورًا رئيسيًا، ولكني كنت واثقًا بأن دوره لم يكن كذلك، لأنه لم يكن قريبًا من المشير طنطاوي».
«شفيق» و«معركة الجمل»
اعتبر «شفيق» حركة المقاومة الإسلامية، «حماس»، كان لها دوراً «تدميريا» أثناء ثورة يناير، مشيرًا إلى أن لديها دور المعاونة في القتل، وأضاف: «أنا لا أقصد (حماس) كتنظيم، ولكن كعناصر جاءوا إلى مصر، دخلوا وساهموا في فتح السجون أيضًا»، مشيرًا إلى أنها ساهمت في تحرير الرئيس محمد مرسي من سجن وادي النطرون.
ووصف «شفيق» «معركة الجمل» بـ«أتفه من التفاهة»، معتبرًا أن «الإخوان» وأصدقاءهم من أصحاب اللحى، حسبما صورت كاميرات الفيديو، أطلقوا قنابل المولوتوف على المتظاهرين ليلاً، فضلا عن ضربهم بالبنادق.