منتخب البرازيل سيتفاعل مع البطولة وسيتحسن أداؤه فى المباريات المقبلة بشرط أن يحترم دونجا المدير الفنى كوت ديفوار والبرتغال اللذين قدما عرضاً قوياً فى لقائهما الذى انتهى بالتعادل السلبى، لكننى سأركز فى تحليلى على أداء منتخب البرازيل باعتباره أحد المرشحين للقب وإن كان البطل فى هذه البطولة مازال غامضاً بعد الأداء الباهت الذى ظهر به معظم المنتخبات وأكبر الخبراء لا يستطيع أن يحدد من سيكون البطل كما لا أستطيع أن أحدد من سيصل للمربع الذهبى فى ظل هذا الأداء المتباين.
منتخب البرازيل فاز على كوريا الشمالية 2/1 أو نستطيع القول بأن السامبا هزمت منتخب «البلاى ستيشن» وقدم فريق دونجا كرة قدم جديدة، واعتمد فى أدائه الهجومى طوال المباراة على «مايكون» الظهير الأيمن المحترف بنادى إنتر ميلان الإيطالى فكان هذا اللاعب هو محور أداء الفريق وحلقة الوصل بين خطى الوسط والهجوم.. ولأول مرة نجد فريقاً يعتمد فى أدائه التكتيكى على «ظهير أيمن» وهى طريقة جديدة فى الكرة، لكن الفضل فيها يرجع لفريق إنتر ميلان الإيطالى الذى غير مفاهيم الكرة فى العالم.. حيث حول المدرب مورينيو كرة القدم إلى ما يشبه كرة اليد فى الأداء التكتيكى، من حيث الانتشار فى الملعب والطريقة الدفاعية وغلق مفاتيح اللعب أمام المنافس وكيفية إيجاد حلول جماعية لاختراق دفاعات المنافس.. كل هذا فعله أبناء السامبا أمام كوريا الشمالية عن طريق «مايكون» الذى كان يجوب الملعب طولاً وعرضاً، وساعد على ذلك السرعة التى يتسم بها الفريق، ولم يعتمد دونجا المدير الفنى بشكل كبير على نجومه الثلاثة «روبينهو وكاكا وفابيانو» وإنما على «مايكون» الذى كان مفاجأة السامبا أمام الفريق الكورى، والذى فشل لاعبوه فى إيقاف خطورته طوال المباراة.
أهم ما يميز منتخب البرازيل هو أنه أدى المباراة وفقاً لإمكانيات المنافس، فالسامبا يعلم تماماً أنه يلعب فى الدور الأول أمام منتخبات فقيرة فنياً لذا سيحقق الفوز بصعوبة مثلما حدث أمام كوريا الشمالية كما سيواجه هجوماً ضارياً من كوت ديفوار فى المباراة المقبلة وإذا لم يفطن «راقصو السامبا» لقوة الإيفواريين فإن المفاجأة قد تحدث فى المواجهة المقبلة فكرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء فى الملعب والأداء التكتيكى الجيد والانتشار وإذا حاول دونجا تغيير الخطة أو التشكيل سيكون الرد قوياً وعنيفاً وصادماً بالنسبة له.. ومن وجهة نظرى أرى أن قدرات اللاعبين أكبر من قدرات دونجا فهو كان لاعباً مميزاً لكن تنقصه الخبرات التى تؤهله ليكون مدرباً قوياً يعتمد عليه، خصوصاً أنه سيواجه مشكلة تتمثل فى هبوط مستوى بعض لاعبيه، ولم يعجبنى مستوى «كاكا» فى المباراة لأنه كان بعيداً عن المرمى، واختفى دوره الهجومى المؤثر، لكننى أؤكد أن راقصى السامبا قادمون.. وإلى البطولة يسيرون.
تميزت مباراة البرتغال وكوت ديفوار بالقوة والسرعة وتقاسما مستواها، لكن المدربين لم يديراها بشكل جيد فعندما تجد لاعبا يركض بالكرة من 10 إلى 15 متراً تتأكد تماماً أنه لم يتعلم جملة تكتيكية من مدربه، وأن هذا اللاعب «فقير فنياً» وهذا ما كان يحدث فى الفريقين، ووضح أيضاً ابتعاد عدد كبير من النجوم عن مستواهم المعروف وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، وسينتظر الفريقان مواجهة البرازيل لأنها هى التى ستحسم الصراع بين البرتغال والأفيال على المركز الثانى، وإن كنت أرشح البرتغال للمركز الثانى لخبرة لاعبيها.