x

محمد غنيم: القضاء «شوكة للنظام» تُعطل «التمكين» و«جبهة الإنقاذ» بلا جذور (حوار)

السبت 11-05-2013 21:29 | كتب: محمود رمزي |
تصوير : السيد الباز

طالب الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى، قوى المعارضة بالتوقف عن العمل السياسي المقتصر على موقع «تويتر» والفضائيات، والصحف، لأنه بلا تأثير، وطرح مشروع سياسي بديل للشارع.

وأكد «غنيم» أن «قطار الأخونة سريع، وجبهة الإنقاذ بلا جذور، وشباب الثورة بلا مشروع»، ملخصا المشهد السياسي الحالي بعد 9 أشهر من وصول الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم، وأكد أن العدالة الاجتماعية، السبيل الوحيد للنهضة وتقدم الأمم.. وإلى نص الحوار:

■ ما تقييمك لأداء الرئيس محمد مرسي بعد 9 أشهر من الحكم؟

-على الجانب السياسي كان هناك نوع من التفاؤل بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، لكنه انتهى بالإعلان الدستوري الأخير، والذى يمثل «الطامة الكبرى»، وشق الصف الوطني، وكان الأمل أن يكون رئيساً لكل المصريين، وأن يعمل وحزبه في إطار الالتزام باتفاق «فيرمونت» الشهير، مع رموز القوى السياسية، خاصة في إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية وتشكيل حكومة من الكفاءات وعدم طرح الدستور دون التوافق الوطنى الشامل، وهذا لم يحدث بالطبع، وبمناسبة الحديث عن أداء الرئيس أحب أن أنوه إلى أن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس وقوبل بارتياح من القوى السياسية وشباب الثورة، وتسبب في الإطاحة بقيادات المجلس العسكرى وعلى رأسهم المشير طنطاوى والفريق سامى عنان كان تمهيداً لأمور أخرى، ولا أعرف لماذا يطلق الرئيس وعوداً يصعب تحقيقها في زمن قياسى مثل النظافة وعودة الأمن وإنعاش الاقتصاد، وأندهش من دعوة الرئيس للحوار من وقت لآخر، بعد أن يتخذ القرار، وهذا أمر غير منطقى، ودعوته تفتقد لشروط الحوار الخمسة وهى معرفة أطراف الحوار وأجندته ومدته وضرورة علانية الحوار والتزام الأطراف السياسية بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.

أما على الجانب الاقتصادي فاتضح أن مشروع النهضة شىء «هلامى»، لا وجود له، وتراجعت قرارات الرئيس عن بعض الإجراءات الاقتصادية، وجمدت بعد ساعات، حتى لا تؤثر على نتائج الاستفتاء لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وهذا يدل على أن مقدرات مصر مرتبطة بتحقيق أهداف سياسية ومصالح للجماعة وذراعها السياسية المتمثلة في حزب الحرية والعدالة.

وأنا أتساءل لماذا لا يعترف «مرسي» بأن قرض صندوق النقد الدولى مرتبط بـ«ربا»، مثلما قال حزبه في البرلمان المنحل، ويدعى أنه مرتبط بمصاريف إدارية؟، وأخطر ما تمر به مصر الآن هو أن التراجع الأمنى يتم تحت رعاية جماعة الإخوان المسلمين، والمتمثل في الصمت عن حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى ودار القضاء العالى، وأرى أن مشروع الأخونة جار على قدم وساق كـقطار يسير مسرعاً وأنواره خضراء، والضغط المقابل الذى تمارسه قوى المعارضة وشباب الثورة ليس بالقدر الكافي المؤثر في تعطيل مسيرة قطار الأخونة المسرع، باستثناء أحداث الاتحادية، التى هزت الرئيس فتراجع عن بعض قراراته، ولابد لجبهة الإنقاذ الوطنى، أن تغير من أسلوبها في معارضة السلطة الحاكمة.

■ ما الذى يقلقك في استشارة الرئيس جماعة الإخوان في قراراته، والتى وصفها في حواره مع قناة الجزيرة بـ«السند الشعبي»؟

- محمد مرسي رئيس منتخب لا جدال في هذا، وهم يمثلون نقطة دعم لقراراته، وأقول للرئيس يجب أن تكون رئيساً لكل المصريين وليس رئيساً لجمهورية الإخوان فقط، والرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد انتخابه، قام بمناقشة الجمهوريين قبل إصداره بعض القرارات الاقتصادية، ويجب أن يعلم أن 6 ملايين أعطوه أصواتهم نكاية في منافسه وليس حباً فيه أو إيمانا به.

■ كيف تنظر إلى حديث المؤامرات التي يرددها الرئيس وجماعته ضد جبهة الإنقاذ وباقي قوى المعارضة؟

- من يتحدث يقدم الدليل، لو كانت المؤامرات موجهة ضد الدولة المصرية، فيجب الإعلان عنها وتقديم الأدلة ضد مرتكبيها للنائب العام، أما الحديث عن مؤامرات رموز جبهة الإنقاذ ورموز المعارضة «كلام وتشويه معلوم».

■ كيف تقيم تجدد الأزمات بين مؤسسة الرئاسة والإخوان من جهة والمؤسسة القضائية من جهة أخرى؟

- مؤسسة القضاء تمثل للنظام الحالى «شوكة موجعة في ظهره»، بعد أن صدرت أحكام منصفة في قضايا حل مجلس الشعب وعودة المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام السابق، وسببت أزمات للجماعة وصداعا حادا للنظام، وتلك الأمور تقلق النظام وتعطل مسيرة، وخطة «التمكين»، فتم افتعال الأزمات مع مؤسسة القضاء، والتى تعتبر حائط الصد الأخير في الدولة المدنية، فاخترع تعديل مشروع قانون السلطة القضائية للنيل من القضاة، والذى من المفترض أن يشاركوا في وضعه، ويقدموه للسلطة التشريعية، ومن أهم مهام الرئيس هو الفصل بين السلطات وهو لا يقوم بذلك حتى الآن.

■ وماذا لو استمر صدام السلطة مع مؤسسة القضاء؟

- لو أن جماعة الإخوان لديها أى «حصافة»، هذا الأمر سيؤدى لصراع سياسى، وهدم للدولة المدنية في حالة نجاحه، وسيؤدى حتماً لصراع في الشارع والذى بدت ملامحه في جمعة ما يسمى «تطهير القضاء»، من اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمليونية جماعة الإخوان، ولابد أن تخرج القوى المدنية عن صمتها على هذا الأمر، وتدعم الهيئات القضائية بكل قواها وكل الصور وليس بالتصريحات الإعلامية فقط.

■ ما تقييمك لأداء جبهة الإنقاذ الوطني منذ تأسيسها؟

أتصور أن مهمة الجبهة رغم اختلافاتها هى التركيز على مشكلة مصر والدولة المدنية ومنع محاولات إقامة الدولة الدينية الفاشية، ويجب أن يكون لها جزء تنظيمى جيد كمتحدث إعلامى واحد ومنسق عام واحد «مفيش شغل كده»، وأتصور أن استمرار أداء الجبهة بهذا الشكل، سيجعلها تفتقد لوجود تنظيم في الجذور فلن تستطيع حشد الشباب، خاصة أن حزب الدستور أحد المكونات المهمة لكيان الجبهة تفكك، وبعض أحزابها التقليدية مثل حزب الوفد والناصرى والأحزاب اليسارية لها تأثير تاريخى وليس على أرض الواقع، مما يضطرها إلى إعادة تنظيم نفسها، وصياغة قواعد تنظيم عمل ملزمة لجميع أطرافها، بدل ما الكل «عايز الأضواء»، و«أنا بصراحة بدأت اتخنق من النخبة التقليدية»، والتى يتضح أن أداءها من خلال الظهور الأعلامى والتصريحات الصحفية «غير مؤثر»، فلا بد من البحث عن طرق أخرى، وتعمل خارج الصندوق، فلم أرى ممثلين من نخبة جبهة الإنقاذ نزلوا إلى الشارع وطرحوا أفكارهم على أبناء المحافظات، وسلاح المعارضة هو اللسان، والاتصال المباشر مع المواطنين طالما لا نملك أموالا لشراء زيت وسكر، والعمل السياسى للجبهة مقتصر على تويتر والفضائيات والصحف، وهو بلا تأثير وتتفاعل معه مجموعات ليس لها تأثير في العملية الانتخابية وصاحبة دور محدود، فلم يطرحوا مشروعا سياسيا بديلا عن مقاطعة الانتخابات ولم يطرحوا آليات تشكيل حكومة وطنية، وأقول «لازم ينزلوا الشارع ويسيبوهم من التليفزيون والاجتماعات».

■ تردد قوى المعارضة مصطلح «أتباع الإخوان»على أحزاب الوسط والحضارة والجماعة الإسلامية.. لماذا؟

-لأنهم تنويعات على لحن واحد بنفس التوجه والاختلافات بينهم ليست في قضايا رئيسية.

■ ما رأيك في الانتقادات الموجهة للدكتور محمد البرادعى حول تراجع دوره في المشهد السياسي؟

-كل واحد له سقف في تحركاته، طبقاً لتكوينه الشخصى وسنه وقدرته الصحية، ومن الممكن أن يكون الشخص قادر على السفر لمسافات كبيرة وهناك آخر لا يستطيع، والدكتور البرادعى رجل وطنى وله دور بارز في إشعال فتيل التغيير قبل ثورة 25 يناير، وأعتقد أن شخصيته لا تتحلى بالقدرة على الاندماج مع الجماهير، لتشكل زعيما جديدا، وكان البرادعى مؤهلاً ليكون سعد زغلول القرن الواحد والعشرين، ولكن تركيبته الشخصية تفتقد للزعامة ولكن تركيبته تمثل السياسى المنظر والمفكر، أما الاتهامات التى توجهها له جماعة الإخوان فلا صحة له وهدفها تشويه صورته فقط، وكان على الدكتور محمد البرادعى أن يتفرغ لقيادة الحزب الذى رغب في تأسيسه وأن تكون قيادة الحزب تحت قبضته، ويتابع أعماله ساعة بساعة وجولات وخطب في القاهرة والمحافظات، مثل سعد زغلول ومصطفي النحاس اللذين كانا يلقين خطبة واثنتين في اليوم الواحد.

■ كيف تنظر إلى دعوات بعض المواطنين بنزول الجيش وإنهاء حكم الإخوان؟

-من العجيب أن تقوم ثورة تطالب بالتغيير وتنهى حكم استبداديا، وتنتهى بعد عامين بدعوات لنزول القوات المسلحة الى الشارع، وهذا يدل على أن هناك شيئا كبيرا حدث للمصريين.

وأنا أرفض وأعارض نزول الجيش إلى الشارع والعودة الى الحكم، فهو لديه مهام محددة في حماية حدود البلاد، والحفاظ على الأمن القومى ومقدرات البلاد فقط، ولكن تبدو لى ملامح تلامس واحتكاك وتحرش وشائعات من جماعة الإخوان ببعض أجهزة القوات المسلحة والمخابرات العامة ووزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسى، والمؤسسة العسكرية لها دور في الحفاظ على الدولة المدنية في الفترة الحالية، لضمان استمرار الدولة في أداء مهامها، وليس دورا في الحكم وهذا رأيى وعن قناعة.

■ وما دلالة أن يتحدث المواطنون عن الجيش كبديل للإخوان وليس قوى المعارضة كما يفترض في الأنظمة المطالبة بالديمقراطية؟

-قوى المعارضة مفككة، وليس لديها اتصال مباشر بالجماهير، ولا تملك مشروعاً واضحاً في مجالات التعليم وأزمات الفلاح والعمال، حتى لو كان تحقيقه يحتاج لسنوات، والمعارضة لا تلتحم بالجماهير، وهى بالتالى بلا «أنياب».

■ في رأيك.. ما هى أسباب هجمة «أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط، وبعض قادة الإخوان على جهاز المخابرات العامة؟

-من يتهم جهازا سياديا بالمؤامرة على الرئيس ونظامه يقدم الدليل، ويقدم المتورط إلى المحاكمة العاجلة لخطورة الحديث عن هذه المؤسسات بهذا الشكل، وأخشى أن يكون هجوم الإخوان على هذا الجهاز جزءا من «الأخونة والتمكين»، وفكه وإحلاله وتشكيله من جديد.

■ ما تعليقك على السماح بشكل غير مباشر في استخدام الشعارات الدينية في قانون مباشرة الحقوق السياسية؟

-التعديل هدفه واضح وصريح، وهو أن تستخدم جماعة الإخوان المسلمين الشعارات الدينية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولاستمالة التيارات السلفية لدعم مشروع القانون في مجلس الشورى، بما يمثل استغلالا لبساطة الشعب الذى يغلب الطابع الإيمانى على تكوينه وآرائه.

■ صعدت جماعة الإخوان من الهجوم خلال الفترة الماضية ضد مؤسسة الأزهر وشيخ الأزهر.. ما الهدف؟

-الهدف من حالة الهجوم على الأزهر، هو السعى لأخونة الكيان الذى يمثل الوسطية الدعوية الصحيحة والاعتدال، وهذا لا يصح، وجماعة الإخوان تظن في نفسها أنها جماعة المسلمين وليس جماعة من المسلمين وهنا فارق كبير، وتنظر إلى المختلف معها على أنه من الخوارج حتى ولو كان الخلاف سياسيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية