انتقد مرشح سابق في الانتخابات الرئاسية السودانية التشكيل الجديد للحكومة السودانية الذي أعلنه الرئيس السوداني «عمر البشير» أمس، معتبرا أن هذا التشكيل مجرد تغيير محدود في الوجوه وتبادل في المواقع، أهدر فرصة ذهبية للتغيير، وأضاع على البلاد فرصة أن تكون الوزارة قومية تشارك فيها كل القوى السياسية في مرحلة تتطلب ذلك بشدة.
وقال «حاتم السر» الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني المعارض: إن التشكيل الوزاري جاء مجرد حلول ترقيعية تعكس حالة الاضطراب والتخبط التي تعيش فيها البلاد حاليا.
وأكد حاتم السر أن التشكيل الوزاري جاء تعبيرا عن إصرار النظام على الانفراد بإدارة شؤون البلاد رغم إخفاقاته المتواصلة في كل المجالات.
وأضاف: تطعيم التشكيل بعدد محدود من الوجوه من خارج الحزب الحاكم لن تضف للتشكيل الجديد طابعا قوميا؛ حيث لا تمثل هذه العناصر سوى تنظيمات صورية ترفضها الجماهير لموالاتها للنظام الحاكم وأطروحاته.
وأشار إلى أنه لم يلحظ فى التشكيلة الوزارية وجود فريق سياسي مؤهل يمتلك خبرة ودراية لمعالجة الملفات السياسية الهامة المطروحة على الساحة السياسية.
وأكد حاتم السر أن مشكلات البلاد لن تجد حلولا ناجحة إلا من خلال الإجماع الوطني للقوى الحقيقية والفاعلة، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن لا يبشر بإدراك النظام لهذه الحقيقة الجلية.
وحول توقعه بحصول الوحدة بعد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في يناير المقبل قال: لا أتوقع أن تتحقق الوحدة مادام المؤتمر الوطني في الواجهة التنفيذية وحيداً ومادام موقفه ومفهومه للوحدة بهذا الشكل السطحي".
وأضاف أن الوحدة تواجه مخاطر داخلية وأخرى خارجية، وحمًّل مسؤولية التهديدات الداخلية للوحدة لحزب المؤتمر الوطني "الذي لم يعمل من أجلها طيلة الفترة الانتقالية بل كان بكل سياساته وتوجهاته يعزز من فرص الانفصال على حساب الوحدة ويكفى أنه رفض الجلوس للحوار مع أهل السودان من أجل الوفاق والاتفاق على تعزيز الوحدة.. أما المهددات الخارجية فهي عديدة ومرتبطة بمصالح دول وشركات عالمية عينها على ما هو في باطن الأرض من نفط تريد استغلاله على حساب وحدة السودان".
وانتقد السر الإشارات التي حملتها تصريحات نائب الرئيس الأمريكي والتي وعد فيها بأن تكون بلاده أول دولة تعترف بالدولة السودانية الجديدة وقال: "هذا استباق لنتائج الاستفتاء لا مبرر له وكان الأجدر بهم أن يعملوا مع أهل السودان لتعزيز وحدتهم وليس لتشجيع تفرقهم وشتاتهم".
وكشف عن زيارة لقيادات من حزبه لجنوب السودان لإجراء مباحثات على أعلى مستوى مع قيادة الحركة الشعبية والأحزاب الجنوبية للتنسيق من أجل صياغة رؤية مشتركة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.