x

العلاج بـ«سم النحل» يتفوق على الطب في غزة

الخميس 12-11-2009 16:33 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : أ.ف.ب

عادة ما يتجنب الناس لسعات النحل المؤلمة لكن في غزة يتهافت مئات المرضى للحصول عليها من يد المهندس الزراعي «راتب سمور» الذي يدير العيادة الأولى والوحيدة في قطاع غزة للتداوي بـ«سم النحل» التي ازدهر الإقبال عليها خصوصا منذ الحصار الإسرائيلي، ويتنقل المهندس «راتب» من مريض إلى آخر داخل عيادته المزدحمة بعشرات المرضى حاملا صندوق صغير يحتوي على عشرات النحل ليوجه لكل مريض عدد من اللسعات في موطن الألم.
ويقول الشاب «محمد الداية» (25 عاما) الذي أصيب بشلل في أطرافه السفلية منذ ثلاثة أعوام "كنت أتعالج بصفة دورية في مصر من ضمور العضلات الذي أصابني منذ عشرة أعوام لكن لم أستطع السفر لاستكمال علاجي بعد الحصار فتدهورت حالتي وفقدت القدرة على الحركة في الجزء السفلي"، ويتابع بحسرة وهو يجلس على كرسيه المتحرك "لو تمكنت من السفر لما أصبحت مقعدا الآن، سيكون علاجي أصعب بعد أن فقدت الحركة".
ولا يملك مرضى قطاع غزة أي خيارات للعلاج في الخارج بعد أن فرضت إسرائيل حصارا على القطاع منذ أكثر من ثلاثة أعوام ما أدى إلى تدهور القطاع الصحي ونقص في العقاقير الطبية بحسب وزارة الصحة.
ويشيد الشاب النحيل بالعلاج بلسع النحل ويقول أنه "ممتاز جدا فقد خلصني من الآلام التي كانت تحرمني النوم هذا العلاج جعل حالتي تستقر ولم تعد تتدهور إلى الأسوأ إلى حين أن أتمكن من السفر"، لكنه لا يتوقع أن يعيده هذا العلاج للمشي ثانية.
ويقر «راتب سمور» الذي أنهى دارسته من جامعة الزقازيق في مصر "لن أتمكن من جعله يمشي ثانية فعلاجي له يرتكز بشكل أساسي على تخفيف آلامه و منع حالته من التدهور أكثر وهذا بحد ذاته تقدم في نظر الطب". ويشرح «سمور» عن بدايته بالعلاج بسم النحل قائلا "افتتحت هذا المركز في العام 2003 وبدأت أعالج المرضى بعد نجاحي في تطبيق ما درسته في الجامعة خصوصا في مادة علم الحشرات والنحل على أهلي وأصدقائي". ويتابع "لم أكن أتلقى مقابلا ماديا من المرضى كما أن العلاج بسم النحل لم يلق إقبالا كما هو الحال في الوقت الراهن". ولا يخفي المعالج أنه لا يمتلك "تصريحا من وزارة الصحة".
ويضيف وهو منشغل بانتقاء مجموعة من النحل من بين عشرات الخلايا المنتشرة في حديقة منزله الخلفية "إزداد الإقبال علي بعد أن حققت نتائج مبهرة بالعلاج بالنحل لعدد كبير من المرضى وزاد الإقبال أكثر بعد الحصار الإسرائيلي".
ويباشر «سمور» علاج مئات المرضى من الرجال والنساء والأطفال ثلاثة أيام في الأسبوع مع ثلاثة من أبنائه قام بتعليمهم طريقة العلاج ويتلقى «سمور» عشرة شيكل (دولارين ونص) من كل مريض مقابل كل ثلاث زيارات.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية