زار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، الخميس، مقر اتحاد الصناعات البرازيلية في مدينة ساوباولو، والتقى بباولو سكاف، رئيس الاتحاد، كما حضر جانبًا من اجتماع منتدى الأعمال المصري- البرازيلي، الذي عُقِدَ بحضور قيادات اتحاد الصناعات البرازيلي ومجموعة من رجال الأعمال المصريين والبرازيليين، حيث تم خلاله استعراض آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.
وأكد الرئيس مرسي في كلمته أمام هذا الاجتماع، حسبما نشرت رئاسة الجمهورية في صفحتها على «فيس بوك»، على الدور المهم والحيوي الذي يقوم به القطاع الخاص ورجال الأعمال إلى جانب الحكومات في تعزيز العلاقات بين الدول والشعوب، معربًا عن تطلعها إلى دفعها قدما من خلال التنسيق بين اتحادات الصناعات في كل من مصر والبرازيل والدخول في مشاركة حقيقية ترفع معدلات التجارة والاستثمار بين البلدين.
وأضاف الرئيس مرسي أن البرازيل تأتى على رأس الدول التي تتطلعُ مصر للاستفادة من خبراتها المتراكمة في المجالات التنموية، وفى مقدمتها المجالات الصناعية والاجتماعية، وكذلك لإقامة علاقات استراتيجية معها ترقى إلى تطلعات وآمال شعبي البلدين، مشيدًا باتحاد الصناعات البرازيلية في ساوباولو باعتباره أحد أهم منتديات الأعمال التجارية والاقتصادية في البرازيل وأمريكا الجنوبية، ولإسهامه على مدار أكثر من 80 عامًا في تحقيق النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها البرازيل.
وقال: «نسعى لإعطاء دفعة قوية للصناعة المصرية في المرحلة المقبلة اعتمادًا على الإمكانات والموارد التي تمتلكها مصر»، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصري يتميز بتعدد قطاعاته وبأسسه ومقوماته القوية.
وأضاف: «نخطط لتنفيذ مشروع طموح، لمد خط سكة حديد من الإسكندرية إلى أسوان، ومنها إلى السودان وبقية الدول الأفريقية، وصولاً إلى كيب تاون فى جنوب أفريقيا».
كما أشار مرسي إلى أنه، رغم تاريخ التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والبرازيل، فإنه لم يصل بعد إلى المستوى المنشود، الذي يرقى لتطلعات وآمال شعبي البلدين.
وأعرب مرسي عن ثقته في أن التعاون بين مصر والبرازيل يمكن أن يمثل مدخلاً للاستثمار البرازيلي في المنطقة العربية والأفريقية، وللمنتجات المصرية في أمريكا اللاتينية، مشيراً في هذا السياق إلى أن قرب دخول اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع «ميركوسور» حيز التنفيذ، سيوفر إطارًا عملياً لتنفيذ مشروعات طموحة على الجانبين.
من ناحية أخرى، استعرض مرسي ما يتميز به الاقتصاد المصري من مقومات وطاقات بشرية وإمكانات واعدة، والجهود المبذولة من أجل النهوض به، بما في ذلك من خلال عدد من المشروعات وفي مقدمتها مشروع تطوير قناة السويس، والمساعي الجارية مع المؤسسات المالية الدولية للتوصل لاتفاق لدعم الاقتصاد المصري.
وأكد حرص الحكومة المصرية على تذليل العقبات أمام المُستثمرين الأجانب، خاصة البرازيليين، وتوفير المناخ الإيجابي لجذب المزيد من الاستثمارات، بما يحقق المصلحة المُشتركة للبلدين.
وأبدى المستثمرون البرازيليون خلال لقائهم بالرئيس مرسي اهتمامهم بتعزيز استثماراتهم في مصر، لما تمثله من سوق كبيرة واعدة في مجالات صناعات الحديد والسيراميك والمواد الغذائية خاصة من اللحوم المجمدة.
كما أبدى الرئيس مرسي تطلع مصر للتعاون مع البرازيل في مجاﻻت التصنيع العسكري وتصنيع وتجميع الطائرات والسيارات، مشيرًا في هذا الصدد إلى رغبة مصر في مشاركة المستثمرين البرازيليين في المشروع المصري الجاري تنفيذه لتوفير 5000 أتوبيس عام في القاهرة الكبرى وكذلك في تطوير القطاع الزراعي والصناعات الزراعية وتنميتها، بما يسهم في دعم الجهود الوطنية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية خاصة من القمح، فضلاً عن صناعات الحديد والصلب والغزل والنسيج، وأبدى المستثمرون البرازيليون اهتمامًا وحماسًا كبيرًا إزاءه.
ورحب رئيس اتحاد الصناعات البرازيلية بالدعوة التي وجهها الرئيس مرسي لأعضاء الاتحاد لزيارة مصر، في سبتمبر المقبل.