x

«فولاز كول».. عندما تعبر الموسيقى عن روح العولمة

الأحد 13-06-2010 15:04 | كتب: نورهان الحكيم |

من المقرر ان يشارك فريق "ايه فولاز كول"A Fula's Call في مهرجان نبضة فن الذي تعد الموسيقى التي تقدمها فرقة A Fula's Call، "ايه فولاز كول"، مثالا حيا على تماهي الموسيقى مع آثار العولمة ودليلا آخر على أن العالم صار أصغر حجما، حيث يمزج ذلك الفريق الهولندي ما بين موسيقى الجاز والموسيقى الأفريقية.

هذا الفريق، الذي تأسس في العام 2006، هو بمثابة التقاء لثقافات مختلفة نتج عنها هذا المزج الموسيقى المتناسق بأقل مجهود. حيث يقود الفريق المغني السنغالي "عمر كا"، فيما يتكون باقي أعضاء الفريق من عازف الفلوت الألماني «مارك البان لوتز»، وعازف الجيتار الهولندي «مارك توينسترا»، والإيرانية «عفرة موسويسيد» كعازفة نقر ومنتجة. فيما سينضم الى الفريق لاحقا عازف الباص المصري «أحمد نظمي».

ويشدو «عمر كا» بأغانيه الناعمة المصبوغة بالطابع الافريقي بصوت قوي و مليء بالاحاسيس، مستخدما لغة الفولاني، وهي لقبيلة أفريقية من البدو الرحل ينتشر أفرادها حاليا في غرب أفريقيا. وتلمس أغاني "فولاز كول" كلا من الواقع اليومي والقضايا العالمية، وتتسم بالطابع السلمي الذي يدعو الى ترك الصراعات السياسية.

وتتميز أغنيات الفريق بأنها تأسر الروح وتتسم بالانسجام، كما أن انغامها المبهجة تعطي المستمع رغبة في التراقص معها. وينعكس هذا التناسق البادي من المزج بين الجاز والموسيقى الافريقية على العلاقة بين أفراد الفريق.

المصري اليوم ألتقت فريق "فولاز كول" علي خلفية مشاركتهم في مهرجان "نبضة فن"، الذي تستضيفه مصر عبر مركز درب 17/18، ونادي القاهرة للجاز، ومسرح الجنينة بحديقة الأزهر والمسرح الروماني بمحافظة المنيا، وكان لهم معها هذا الحوار:

- كيف اجتمعتم معا لتكوين فريق فولاز كول؟

«موسويسويد»: نعيش جميعا في هولندا، و بعضنا درس الموسيقى هناك. وهولندا دولة صغيرة، و ثمة رابط يجمع عازفي الجاز حول العالم بطريقة ما مثلما هو الحال معنا، هكذا التقينا، فنحن جزء من مجتمع من الموسيقيين.

- ما هي الموضوعات التي تتناولها اغانيكم؟

«عمر كا»: ان الالهام يعتمد على المكان الذي تنتمي اليه و ما تعرفه، فتلك هي الجذور التي يقوم عليها العمل. يجب عليك ان تعود الى حياة البدو، و الطبيعة، و الحيوانات، و الاطفال، من اجل بيئة عيش افضل. اما على المستوى السياسي، فانا اركز على وطني افريقيا، حيث يموت الاطفال بشكل يومي جراء الايدز فيما لا يعيرهم احد اهتمامه، بل ان البندقية الالية في ليبيريا تعد ارخص ثمنا من طبق الارز.

- ما مصدر الالهام بالنسبة لموسيقاكم؟

«موسويسويد»: تقوم اعمالنا على اغاني من ثقافة قبيلة الفولا، و التي يشاركها معنا عمر كا، بالاضافة الى مؤلفات مارك البان لوتز. و الخلط بين تلك العناصر يحدث هكذا و حسب دون تخطيط. و ذاك ليس دابنا وحدنا، بل انه ما يفعله الموسيقيون جميعا هذه الايام. لقد ابتدع الموسيقيون لغة جديدة، فلم يعد في الامكان اقامة حواجز ثقافية بعد الان.

- وصلتم الى القاهرة بعد وقت قصير من تغير المشهد السياسي في هولندا، في رايك ما الذي اكسب جيرت ويلدرز مقعده في البرلمان؟

«توينسترا»: اعتقد انه يلعب على وتر الخوف الذي يشعر به الشعب الهولندي. فهو يعتمد على عبارات مثل "سوف يكون هناك اعصار اسلامي كتسونامي"، وهو يكرر نفس المنطق في كل مكان يذهب اليه، مهما كان السؤال الموجه اليه. و كلما اجاب على احد الاسئلة، ضم تلك العبارة الى ردوده، ودائما ما يزعم ان ثمة حرب دائرة في شوارع البلاد و ان المدن لم تعد امنة بعد الان، و هو يكذب بالطبع.

- هذا هو الفكر السائد في اوروبا خلا السنوات السبع الماضية؟

«موسويسويد»: بلى، هو شيء يدور في جميع انحاء اوروبا. العديد من البشر في العالم يعتقدون ان شعوب اوروبا متعلمة و خالية من الفقر، و لكن ذلك غير صحيح بالمرة. فالقول بان جميع الاوروبيين اثرياء و مثقفون هو ادعاء كاذب تماما كالقول بان جميع المسلمين ارهابيون. فهناك اطفال جياع في اوروبا ايضا، و البائسين في اوروبا مهياون لتقبل الافكار المتطرفة و التصويت لسياسيين من ذلك النوع املا منهم في ان يكون لديهم الحل الفوري لمشاكلهم. بدا الناس في تصديق ان وقف تدفق المسلمين سوف يمنحهم المزيد من المال، و هو اعتقاد خاطئ، فلو كان هناك المزيد من المال فسوف يذهب للاثرياء. يقوم هؤلاء بالتالي بالتصويت لهؤلاء السياسيين، ثم يكتشفون عدم جدواهم، فلا يصوتون لهم بعد ذلك، انها مجرد مسالة افتقار للحكمة، لا اكثر.

- هل تستهدفون جمهورا معينا؟

«البان لوتز»: بلى، و لكن على المستوى الموسيقى بعيدا عن السياسة، نستهدف المهتمين بالموسيقى الافريقية و العالمية.

«موسويسيد»: تلك الحقيقة تمنحنا ارضا محدودة في اوروبا. صحيح ان لدينا جمهورا هناك، الا انه ضئيل اذا ما قورن بالاتجاه العام للمستمعين.

«لوتز»:(ضاحكا) هذا هو الحال مع الموسيقى الذكية.

- اذا فانت لا تصوغين موسيقاك حسب اتجاه معين، و لكن لماذا في رايك لا تلقى تلك الموسيقى الكثير من القبول لدى الجمهور؟

«موسويسيد»: في وسائل الاعلام، تسود الاغاني السريعة رخيصة التكلفة، و هذا بهدف جني الارباح للشركات الكبرى، ليس بالضرورة شرطات الانتاج الموسيي، بل و شركات انتاج الملابس ايضا التي تسعى لترويج منتج معين. هؤلاء يكونون فرقا غنائية للترويج لانفسهم و حسب.

«لوتز»: لو كانت هناك المزيد من الموسيقى المبتكرة يتم تقديمها لميزها الناس، و كان ذلك سوف يساعد على انتشارها بصورة اوسع. لقد قال سترافنسكي ان اهم عنصر لابتداع الموسيقى او الاستماع اليها هو لحظة الاعتراف بها.

التقرير مترجم من الطبعة الانجليزية للمصري اليوم

www.almasryalyoum.com/en

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية