أعلنت الناشطة الإسرائيلية «طالي فاحيما» وهي يهودية من أصل مغربي، أمس الاثنين إسلامها في مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني، بعد جدل واسع أثارته في الأوساط الإسرائيلية بسبب دفاعها عن القضايا الفلسطينية.
نشأت «طالي فحيما» في عائلة يهودية شرقية، عام 1979 في بلدة «كريات ملاخي»، وخدمت في الجيش الإسرائيلي، وانتمت لحزب الليكود اليميني، وتشبعت بالأفكار العنصرية ضد العرب والمسلمين، لكن حدث لها انقلابا أيديولوجيا فانتقلت إلى أقصى اليسار، بعد الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة جنين، في مارس 2002، إذ تابعت فحيمة الأخبار المتعلقة بالممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وأدركت حجم جرائم جيش الاحتلال، فانتقلت إلى جنين لتشكل درعا واقيا للفلسطينيين هناك، وتعرفت آنذاك على زكريا زبيدي، قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح"، والذي حاولت قوات الاحتلال اغتياله عدة مرات.
أصبحت فحيما منذ ذلك الوقت مطلوبة للقضاء الإسرائيلي، بتهمة التعاون مع عميل خارجي، وإيصال معلومات للعدو، ولكن التحقيق لم يسفر عن شيء، واعتقلت بأمر اعتقال إداري، ووضعت في سجن انفرادي طيلة 6 شهور، ثم حكم عليها بالسجن 3 سنوات، وأطلق سراحها بعد سنتين في 2007، شريطة ألا تتنقل أو تسافر إلى خارج الدولة العبرية.
وعن سبب إسلامها أكدت فاحيما أن معرفتها للشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني، هو ما جعلها تحب الإسلام، وأشارت إلى أنها عندما رأت الشيخ رائد صلاح لأول مرة شعرت بشيء هزها من الداخل، وقالت : رغم أن هذا الرجل لم يكلمني كلمة واحدة، ولكن قسمات وجهه وتواضعه وكل شيء فيه كان يناديني إلى الإسلام، على حد قولها.
حضر إعلان إسلامها في مسجد الملسا في أم الفحم، الشيخ يوسف الباز الذي قال "طالما شجعت طالي فحيما، وطلبت منها مواصلة طريقها في مواجهة الظلم، تحدثت إليها خلال ذلك عن القيم الإسلامية، وأخبرتها أن الدين الإسلامي يعارض كل أساليب الظلم في كل العالم".
من جانبها أخبرت طالي فحيما المقربين من عائلتها، بأنها اقتنعت بالديانة الإسلامية، وبأن الشيخ رائد صلاح يعتبر المثال الأعلى بالنسبة لها، ولا يوجد له مثيل، وبأن الإسلام أعظم هدية عرفتها البشرية".