«عالم افتراضى».. قرروا أن يعيشوا فيه.. بعد أن أحبطتهم الحروب التى اجتاحت العالم، على أمل أن تتحقق أحلامهم على أرض الواقع، وأن يكونوا يوما ما صناع القرار ويغيروا العالم، فأسسوا نموذجاً لمحاكاة الأمم المتحدة، ناقشوا فيه قضايا عالمية وأوجدوا لها حلولا قد يعجز كبار الدبلوماسيين والسياسيين عن الوصول إليها.
التقت «إسكندرية اليوم» عدداً من الشباب المؤسس والمشارك لنموذج الأمم المتحدة وهم: محمد الوكيل أمين عام النموذج، سحر عصام رئيس اللجنة الإعلامية، رشا محمد عضو اللجنة الأكاديمية، عدنان حنفى عضو اللجنة اللوجيستية، يسر بدير وأسامة عوض، مشاركان، حيث عرضوا فكرة النموذج، والهدف منه، وطبيعة القرارات التى يتخذها الشباب داخل ورش العمل، وأهم الداعمين لهم، ودور الشباب فى حل القضايا التى تواجه العالم، ورأيهم فى القرارات التى تخرج عن منظمة الأمم المتحدة، والسلبيات التى يحاولون تفاديها فى النموذج، وكان معهم هذا الحوار.
■ ما فكرة نموذج محاكاة الأمم المتحدة؟
- «الوكيل»: تقوم فكرة النموذج على اجتماعات وورش عمل يقوم بها الشباب فى جلسات، مثل التى يعقدها الدبلوماسيون والسفراء والوزراء فى الأمم المتحدة، بهدف تعليمهم وزيادة المعرفة لديهم، حتى يكونوا قادة للمستقبل، ويستطيعوا اتخاذ القرارات، وحل القضايا العالقة على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.
ويقوم النموذج بحسب المشاركين فيه هذا العام على «محاكاة قمة بناء السلام»، ففى ظل الحروب التى يعيشها العالم فى العديد من الدول خاصة العربية والإسلامية، والدول الخارجة من النزاعات سواء الأهلية أو العالمية، وهى السنة السادسة للنموذج بعد أن تمت مناقشة قضايا أخرى فى الأعوام السابقة مثل «المجلس الاقتصادى والاجتماعى»، و«قمة العشرين»، فكل عام تتم مناقشة قضية نرى أنها الأنسب، حسب ما يمر به العالم فى تلك الفترة، فمثلا تمت مناقشة الأزمة المالية العالمية فى العام الماضى. وهو يعتبر أول نموذج يتم خارج أروقة الجامعات، حيث تقوم مكتبة الإسكندرية باستضافته، فى الوقت الذى تقوم فيه بعض الجامعات فى العالم بتنظيمه، لكن داخل الجامعة.
■ كيف يتم اختيار المشاركين فى النموذج.. ومن رعاته؟
- قمنا بالإعلان عن النموذج عن طريق الإنترنت، عبر موقع الـ«فيس بوك»، للوصول للشريحة الأكبر من الشباب، وتقدم حوالى 800 شخص، تم اختيار130 مشاركاً منهم، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و25 عاماً، بعد مقابلة شخصية باللغة الإنجليزية، وطرحنا مجموعة أسئلة من المعلومات العامة، والمهارات الشخصية والتجارب الحياتية، و نشترط اللغة حيث تكون الدراسة داخل ورش العمل باللغة الإنجليزية، وتكون فرصة جيدة لتعلم وممارسة اللغة داخل ورش العمل، ولا نشترط أن يكون المشاركون من السكندريين، فأحيانا يشارك معنا أشخاص من خارج الإسكندرية، ومصر، لكن بشرط أن يستطيعوا الالتزام بحضور المحاضرات وورش العمل التى نجريها.
أما عن الرعاة فهناك دائمون، وهم: قمة عمالة الشباب التى يقام النموذج تحت مظلتها، ومركز معلومات البنك الدولى، ومكتبة الإسكندرية، لكن رعاة هذا العام هم: حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل الشباب، وصندوق الأمم المتحدة للتنمية النسوية، والمؤسسة الهيلينية الثقافية، والمركز الثقافى السويدى ومجلة أليكس أجندة.
■ كيف تتم الدراسة فى النموذج.. وما الفرق بين ما تقومون به وبين محاضرات الجامعات؟
- «رشا»: قسّمنا النموذج لمرحلتين، الأولى تتم فيها ورش العمل للمشاركين الشباب والتى تكون فى شهر أبريل وأسبوعين من شهر يوليو، ومرحلة أخرى تكون فى المؤتمر النهائى الذى يتم على مدار 3 أيام يقوم فيه الشباب بعرض 3 قضايا ويعبر كل شخص فيها عن دولة ما، مراعين مواقفها وسياستها الخارجية، وطبعا يظهر الاختلاف واضحا بيننا وبين الدراسة فى الجامعات فى اعتمادنا بشكل رئيسى على ورش العمل، فنقوم بطرح قضية عامة مثل الأزمة المالية العالمية، أو بركان أيسلندا، ويقسم الشباب إلى ورش عمل يناقشون فيها القضية ثم يخرجون باقتراحات وأفكار لحل المشكلة، فيستطيعون أن يعبروا عن آرائهم بحرية، بعكس ما تقوم به الجامعات من عمليات التلقين.
■ ما طبيعة المواد التى تُدرس.. ومن يقوم بالتدريس؟
- هذا العام نحاكى «لجنة بناء السلام»، فقررنا أن تكون المناقشات حول القانون الدولى والتنمية والاقتصاد، لكن الميزة فى تلك المواد أنها لا تكون أكاديمية بحتة أو تلقينية، حيث يتم ربط تلك القضايا بالواقع الذى يعيشه الشباب، أما عن المحاضرين الذين يقومون بالتدريس للشباب، فهم شباب مثلهم ولكنهم متخصصون كلُّ فى مجاله، وهناك خطة أن يتم إيفاد أكاديميين من كبرى الجامعات المصرية العالمية.
■ إذا كنتم تحاكون الأمم المتحدة، فما تقييمكم لأداء المنظمة العالمية ومدى استقلالها.. وطبيعة القرارات التى تصدر عنها؟
- فى كل شىء هناك السلبيات والإيجابيات، ولو نظرنا إلى منظمة الأمم المتحدة فسنجد هناك مجموعة من الأهداف التى تحاول تحقيقها مثل تنمية دول العالم الثالث، ونشر السلام ، وغيرهما من باقى الأهداف، لكن هذا لا يعنى أننا نعيش فى «المدينة الفاضلة»، فهناك قرارات تصدر عن الأمم المتحدة تتحكم فيها دول كبرى مسيطرة، وهذا يدل على أن هناك مصالح لكل دولة، ورغم أنه من المفترض أن تكون الأمم المتحدة جهة مستقلة فإنها ترتكب عدداً من الأخطاء، ولكن نحن فى النموذج نحاول أن نأخذ من الإيجابيات الموجودة فيها، ونتفادى تلك الأخطاء، لكن على الجانب الآخر نعرف دوافع كل دولة فى اتخاذها تلك المواقف.
■ ما أهم ما يستفيده المشاركون فى النموذج.. وكيف يتم الاستفادة منهم بعد انتهاء النموذج؟
- «الوكيل»: بالإضافة إلى كم المعلومات العامة التى يخرج بها المشاركون فى النموذج، والمهارات التى يكتسبونها، فأهم شىء هو أن نكون أصحاب رأى وفكر، وأن نتعلم كيفية العمل الجماعى، فكل ما نتعلمه فى الجامعات والمدارس هو الرأى الأوحد، دون تقبل الآراء الأخرى، ولكن أيضا أن نكون إيجابيين ولا نقبل الآراء الأخرى كما هى.
وعلى صعيد آخر فكنا كلما سمعنا القرارات التى تخرج عن منظمة الأمم المتحدة ولجانها ومن مجلس الأمن، نمتعض ونشجب، لكننا فى النموذج تعلمنا دوافع كل دولة والمصالح التى تدفعها لاتخاذ تلك القرارات، لكن طبعاً لا نبرر اتخاذها تلك المواقف، فالرؤية من الداخل تختلف كثيرا عنها من الخارج.
■ كيف ترون شباب هذا الجيل وأنتم تعبرون عن جزء منه؟
- «رشا»: شباب هذا الجيل فيه من الخير الكثير، فليس صحيحا أنه « شباب ضايع وهايف ومش فاهم حاجة»، فنحن لدينا من الشباب بل الأطفال من سن 15 عاما يدرسون لدينا، ولديهم فكر وقدرة على اتخاذ القرارات، وصناعة المواقف، فالسن لا تعبر عن عقلية صاحبها، لكنهم يريدون من يدعمهم وينير لهم الطريق.