توقع «عصام الباجوري» المسئول في بنك «أوف أمريكا» وخبير أسواق المال، تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لأزمة مالية جديدة، تتمثل في الكشف عن ضياع أموال التأمينات الاجتماعية، لتكون بمثابة "فضيحة" أخرى في أمريكا.
وقال الباجوري المصري الأصل، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» في نيويورك، إن " كل ما ظهر من كوارث وتجاوزات في البنوك الكبرى وأسواق المال وأخره التحقيقات مع «جولدمان ساكس» وسبعة بنوك أخرى سيبدو أقل بكثير مما سيحدث لاحقا".
وأضاف أنه كان يتوقع أن يتناول الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قضية التأمينات الاجتماعية في خطاب حالة الاتحاد السنوي الماضي، لكنه لم يفعل ويبدو أنه ترك توقيت وطريقة تفجير الفضيحة لظروف أخرى، لكنها قادمة لا محالة.
وأشار إلى أنه تم منذ نهاية حكم الرئيس الأمريكي الأسبق «بل كلينتون» وطوال عهد «جورج دبليو بوش» اللاحق، تم رفع سن استحقاق المعاش من 59.5 سنة إلى 62.5 ثم إلى 65.5 سنة، كما تم رفع نسبة ما يدفعه العامل من 12% إلى 15.65 %، موضحاً أن الجانب الأساسي من التغيير تم في عهد بوش وأن الأموال المحصلة تم إهدارها كلية في البورصات وحربي العراق وأفغانستان.
وحذر الباجوري المدير في بنك «أوف أمريكا» والذي يعمل في الولايات المتحدة منذ ربع قرن، من السير على نفس النهج في مصر قائلاً، " إنه يشتم من قانون التأمينات المصري الجديد أنه يمضي على نفس الطريق".
ولفت إلى أن البنوك الأمريكية كانت تتحايل علانية على القواعد الرقابية لزيادة أعمالها في المجال العقاري، لأنه كانت هناك فجوات في النظام الرقابي رغم قوته.
وطالب برقابة أكثر قوة وترابطاً على الأسواق في مصر، وتشكيل فرق تفتيش متنوعة التخصصات على شركات الوساطة، مشيراً إلى أن البورصة المصرية تنخفض بشدة مع كل هبوط في الأسواق الخارجية، لكنها تتجاهل الصعود في تلك الأسواق.
وأضاف أن بعض شركات السمسرة في مصر تتلاعب بما يتبقى لديها من سيولة للعميل، لأنه لا يوجد ما ينظم استخدام هذه السيولة ويحفظ حقوق العميل، كما أن هناك خلل متمثل في عدم كتابة زمن طلب البيع أو الشراء أو أن التعامل المطلوب يتم بناء على طلب العميل أو بناء على نصيحة من سمساره وكل تلك أمور مهمة لضبط التعاملات.
ورأى الباجوري الحاصل على 6 شهادات مهنية في مجال أسواق المال أن الشفافية في مصر لازالت ضعيفة سواء فيما يتعلق بالشركات أو حتى على المستوى السياسي العام .
