وسط حالة من الإحباط والتشاؤم، اختتم المنتخب اليابانى استعداداته للمشاركة فى بطولة «كأس العالم» بجنوب أفريقيا بعد فشله فى بعث أى ارتياح لمستوى الفريق خلال معسكره الإعدادى بسويسرا أو خلال أى من مبارياته الودية التى خاضها قبل المونديال، إلا أن المتفائل الوحيد كان هو «تاكيشى أوكادا»، المدير الفنى، الذى أكد ثقته فى تحسن مستوى الفريق قبل انطلاق البطولة والظهور بشكل يليق بالشعب اليابانى خلال أعرق محفل كروى فى التاريخ.
وخاض المنتخب اليابانى ثلاث مباريات ودية حتى الآن خسرها جميعاً بداية من الهزيمة بثلاثية نظيفة من صربيا، رغم لعب المنتخب الصربى بدون نجومه، ثم التقى المنتخب الملقب بـ«محاربى الساموراى» بنظيره الكورى الجنوبى ليخسر بثنائية نظيفة على ملعبه ووسط جماهيره، قبل أن يخرج الفريق إلى معسكر قصير فى سويسرا يلعب بعده مباراة ودية مع إنجلترا ليخسرها هى الأخرى بهدفين مقابل هدف، رغم تسجيل لاعبيه أهداف المباراة الثلاثة بعد أن تقدم «ماركوس تاناكا» بهدف للفريق اليابانى، ولكن تاناكا أخطأ فى تشتيت كرة عرضية من جو كول وأسكن الكرة شباك فريقه فى الدقيقة (72) قبل أن يرتكب زميله «يوجى ناكازاوا» الخطأ نفسه وحوّل تمريرة «أشلى كول» إلى داخل مرماه فى الدقيقة (83) .
وعاد المنتخب اليابانى إلى معسكره المغلق فى سويسرا مرة أخرى بعد مباراة إنجلترا استعداداً لخوض آخر مبارياته الودية أمام «كوت ديفوار» بعد غد «الجمعة» قبل السفر إلى جنوب أفريقيا لخوض غمار المونديال وسط المجموعة الخامسة القوية التى تضم معه منتخبات هولندا والكاميرون والدنمارك.
وظهر الكمبيوتر اليابانى بمستوى متميز خلال فترة التصفيات بعد أن تأهل بسهولة للتصفيات النهائية للقارة الصفراء التى خاض فيها الفريق ثمانى مباريات ضمن المجموعة الأولى، فاز فى أربع منها وتعادل فى ثلاث وتعرض لخسارة واحدة على يد المنتخب الأسترالى قبل أن يتعادل معه مرة أخرى سلبياً على أرضه.
وأنهى أبناء المدير الفنى أوكادا المجموعة متفوقين على منتخبات البحرين وقطر وأوزبكستان فى المجموعة التى ضمت خمسة منتخبات.
ويعتمد أوكادا على خبرات الثنائى «شونسوكى ناكامورا» العائد إلى اليابان من رحلة احتراف أوروبى فى أندية «سيلتيك الأسكتلندى» و«فياريال» الإسبانى، ومعه «يوجى ناكازاوا» قائد الفريق الذى يحتل المركز الثالث فى قائمة أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية، حيث شارك مع المنتخب اليابانى الأول فى أكثر من (90 مباراة) رسمية، ويعول ناكازاوا الكثير على وصول الفريق لدرجة كبيرة من النضج قد تساعده على تفجير المفاجأة فى كأس العالم، وهناك أيضاً صانع الألعاب الشاب «كيشوكى هوندا» الذى يلعب لنادى «سيسكا موسكو» الروسى.
ويعانى المنتخب اليابانى من غياب الهدافين منذ ظهوره فى بطولات كأس العالم عام 1998، خصوصاً أن خمسة من أصل ثمانية أهداف للمنتخب اليابانى فى نهائيات كأس العالم فى فرنسا 1998، وكوريا الجنوبية واليابان 2002، وفى ألمانيا 2006، حملت توقيع لاعبى خط الوسط، ونفس الأزمة تتكرر مع الفريق الحالى فى ظل غياب الهداف.
وتشهد نهائيات جنوب أفريقيا المشاركة الرابعة للمنتخب اليابانى فى بطولات كأس العالم، وشهدت نسخة عام (2002) التى أقيمت فى اليابان نفسها أفضل ظهور يابانى فى المونديال بعد تصدره المجموعة الثامنة متفوقاً على (منتخبات بلجيكا وروسيا وتونس) ليصعد إلى المرحلة الثانية للمرة الأولى والوحيدة فى تاريخه، وفى مباراة ثمن النهائى قدم الفريق أداءً قوياً ليخسر فى النهاية أمام المنتخب التركى، الذى أنهى البطولة فى المركز الثالث.