x

خبراء ينتقدون تصريحات إبراهيم كامل حول «مشروع الضبعة».. ويدعونه لمناظرة مفتوحة ويرفضون وصفهم بـ«مهرجين»

الأربعاء 04-08-2010 23:16 | كتب: أسامة خالد, عادل البهنساوي |
تصوير : حافظ دياب

انتقد عدد من علماء الطاقة النووية، تصريحات الدكتور إبراهيم كامل، رجل الأعمال، عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى، حول عدم صلاحية موقع مشروع الضبعة النووى الحالى، لإقامة مفاعل نووى عليه، وأن القيمة المادية للأرض أكبر من قيمة المحطة، أثناء حواره مع الإعلامية رولا خرسا، لبرنامج «الحياة والناس»، ورفضوا وصفه للعلماء بـ«مهرجين»، وأبدوا استعدادهم لإجراء مناظرة مفتوحة معه، للرد على كلامه، لينتهى هذا الجدل الذى وصفوه بـ«غير العلمى» حول المشروع.


قال الدكتور هشام فؤاد، الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية، الخبير الحالى: «إن وصف (كامل) العلماء المصريين بـ(المهرجين) أساء إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجميع بيوت الخبرة العالمية التى خلصت إلى أن الضبعة هى أفضل المواقع فى العالم حسب الأكواد والمعايير الدولية»، وتساءل فؤاد: «عندما يتكلم (كامل) عن الرياح وسرعتها وقيمة الأرض المادية مقابل قيمة إنشاء المشروع، فما خلفيته العلمية، وهل استند إلى جهة علمية متخصصة حتى يحكم على الأمور بهذا الشكل أم لا»، وأوضح: «للأسف الاتجاهات الشخصية فى مصر أصبحت هى الغالبة، بغض النظر عن مصلحة البلد وأمن الطاقة بها والمستثمرون ينظرون دائماً إلى الأرض بنظرة المكسب والخسارة والأرباح و(البيزنس)»، وأضاف: «ننتظر مواجهة كل من يدعى الزور على المشروع ومصالح البلد».


وقال الدكتور إبراهيم العسيرى، كبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، المستشار الفنى بهيئة المحطات النووية، إن علماء مصر مستعدون لمناظرة كل من يدعى بغير علم ويسىء إلى المشروع النووى وموقع الضبعة، وأضاف: «إن ما قيل عن أن اتجاه الرياح شمالية شرقية كلام صحيح لكن (قول حق يراد به باطل)»، مشيراً إلى أن جدول توزيع الرياح بحسب جميع الدراسات فى هذه المنطقة، يؤكد أن سرعة الرياح لا تكون ثابتة على مدار العام، وأن تجارب الانتشار التى أجريت على موقع الضبعة أثبتت أنه فى حال حدوث أى حادث فى المحطة، فإن الغبار لا يصل إلى الدلتا أو القاهرة، لأن سرعة الرياح لن تكون قادرة على حمل الغبار إلى مسافات طويلة، وهذا هو ما خلصت إليه الوكالة الدولية وبيوت الخبرة العالمية من مكتب «سفراتوم» الفرنسى و«ورلى بارسونز» الأسترالى. وتابع العسيرى: «حصول حوادث فى أى تكنولوجيا أمر وارد لكن هل يعني ذلك إلغاء التكنولوجيا؟ وأوضح المنطق يتطلب بحث مدى الاستعدادات والقدرة على مواجهة هذه الحوادث، وهى أمور لا يستهان بها فى إنشاء المحطات النووية».


واستطرد: «على أى أساس يقال إن قيمة الأرض المادية أكبر من قيمة المفاعل فى الضبعة؟!»، واعتبر العسيرى التهجم على العلماء ووصفهم بـ«مهرجين» أمراً مآساوياً، وقال: «نترك الرد لأصحاب الضمائر ليعلموا من هم المهرجون»، وأضاف: «عملت بالطاقة الذرية 15 عاماً والمحطات النووية 10 أعوام، ووصلت إلى منصب كبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، على مدى 20 عاماً، وحصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، فهل شخص مثلى فى نظر هؤلاء يوصف بأنه مهرج؟».


وقال مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة، إن ما قاله الدكتور إبراهيم كامل، بخصوص الرياح، كلام غير علمى وعليه أن يعود للمختصين قبل التهجم على المشروع وموقع الضبعة. من جانبه، قال الدكتور يسرى أبوشادى، كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن رجل الأعمال أورد معلومات «مغلوطة» حول المشروع، وأضاف فى مداخلة هاتفية مع البرنامج: «إن مصر بها 3 أو 4 مواقع أخرى تصلح لإنشاء المفاعل النووى السلمى، لإنتاج الطاقة الكهربائية، لكن موقع الضبعة هو الأفضل، وأنه سبق أن أجريت دراسات علمية على الموقع، استغرقت أكثر من 27 عاماً، لاختيار هذا الموقع».


وأضاف «أبوشادى»: «إن الحديث عن أن قيمة الأرض تساوى 20 مليار جنيه، يعنى أن تكون أغلى من قيمة المحطة النووية، وهذا كلام غير صحيح، لأن قيمة المحطة النووية نحو 10 مليارات جنيه، وأن موقع الضبعة صالح لإنشاء أربع محطات نووية لتوليد الكهرباء، وبالتالى تكون قيمة المفاعلات النووية 40 ملياراً لو تم حسابها بلغة الأرقام».وأشار «أبوشادى» إلى أن مصر لا يمكنها إنشاء مفاعل نووى لإنتاج قنابل نووية، لأنها وقعت على معاهدة حظر انتشار السلاح النووى، كما أن مصر أصبحت فى أمس الحاجة لإنشاء مفاعل نووى للأغراض السلمية لإنتاج الكهرباء، بسبب ارتفاع استهلاك الكهرباء، وتابع: «إذا لم يتم إنشاء مفاعل نووى لإنتاج الكهرباء بسرعة سنتعرض لكارثة كبرى وتتوقف جميع الأنشطة الصناعية والخدمية والسياحية فى مصر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية