أعلن «شفاد شماقدري»، وكيل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، منع عرض فيلم المخرج الكبير «عباس كيروستامي» الأخير، "نسخة مطابقة" الفائز بجائزة أفضل ممثلة في الدورة الـ63 لمهرجان كان السينمائي الدولي التي اختتمت فعالياتها في 23 من الشهر الجاري.
وبرر المسئول الإيراني القرار أن الفيلم الذي تقوم ببطولته النجمة الفرنسية «جولييت بينوش»، الحائزة على أوسكار أفضل دور ثان عن فيلم the english patient، يتنافى مع القيم والأخلاق الإسلامية السائدة في البلاد، في إشارة إلى الملابس التي ترتديها النجمة طوال مشاهد الفيلم، مما يتعذر معه السماح بعرض الفيلم في إيران، دون إبداء المزيد من الأسباب.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية تصريحات «شماقدري» التي كان قد أدلى بها في وقت سابق للتليفزيون الرسمي، التي أشار خلالها إلى أن الفيلم "ليس بهذا السوء"، تاركا الباب مفتوح للتكهنات حول إمكانية تقديمه في عروض أكاديمية خاصة وسط دوائر محدودة.
يشار إلى أن المخرج الإيراني انتقد في تصريحات صحفية بمناسبة عرض فيلمه في المسابقة الرسمية بمهرجان كان، القمع الذي يمارسه النظام على صناع السينما في بلاده، مستشهدا بالوضع الذي يتعرض له مواطنه المخرج «جعفر بناهي»، الذي لم يتمكن من المشاركة ضمن فعاليات المهرجان.
وأضاف المخرج الإيراني الحاصل على سعفة كان الذهبية عام 1997 عن فيلمه "طعم الكرز"، قائلا: "حكومة طهران تعمل على تعويق عمل الفنانين"، مطالبا النظام في الجمهورية الإسلامية بتقديم إيضاحات حول هذا الوضع، خاصة بعد تصديق طهران مؤخرا على قرار يلزم صناع السينما بالحصول على تصريح خاص قبل عرض أفلامهم في أي مهرجانات أو دور عرض أجنبية، وفي حالة عدم الالتزام بهذا الإجراء فسوف يتعرضون لحرمانهم من ممارسة المهنة لمدة عام.
ولـ«كيروستامي» تاريخ طويل مع كان، حيث شارك في مختلف أقسامه ومسابقاته بـ 39 فيلما على مدار 13 دورة مختلفة وانتزع إحدى سعفاته، وحصل فيلمه على جائزة هامة هذا العام.
وبالإضافة إلى النجمة «جولييت بينوش» التي تتعاون لأول مرة مع «كيروستامي» يشارك في بطولة الفيلم أيضا النجم البريطاني «ويليام شيميل»، وقد اختار المخرج أن يضع كاميراته على أرض قرية توسكان في سان جيمينيانو الإيطالية لأول مرة بعيدا عن إيران التي شهدت تصوير كل أفلام مشواره الفني.
يؤكد «كيروستامي»: "لا أعتقد أن التصوير في إيطاليا قد غير من أسلوبي الفني، لأنه إذا كان المكان واللغة جديدين بالنسبة لي فأنا معتاد على شخصيات الفيلم".
وبصرف النظر عن الحدود الجغرافية وتعامل مخرج إيراني مع ممثلين أوروبيين، يقدم كيروستامي قصة عالمية، تتناول لقاء بين كاتب وصاحبة صالة عرض.
يقول «كيروستامي»: "حينما كتبت السيناريو، أردته أن يكون خاليا من كل خصوصية شرقية. أردت أن تكون الشخصيات و حوارها عالميين"، وربما كان هذا أيضا أحد أسباب اتخاذ السلطات الإيرانية لقرار المنع.