x

بوادر تحول في الموقف الروسي تجاه إيران بعد العقوبات الجديدة ضد طهران

الخميس 27-05-2010 12:09 | كتب: مصطفى رزق, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

تشهد العلاقات الروسية الإيرانية تحولا مثيرا يشير إلى إمكانية تغير في موقف موسكو تجاه البرنامج النووي الإيراني الذي أصرت على مدار السنوات الماضية على أنه لا يشكل تهديدا للغرب، كما عارضت بشدة محاولات عديدة من جانب الولايات المتحدة والغرب لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران.

يأتي هذا بعد الانتقادات الإيرانية لروسيا بسبب تأييدها فرض عقوبات جديدة من جانب الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية؛ حيث وجه الرئيس الإيراني «محمود أحمدي نجاد» توبيخا نادرا لنظيره الروسي «ديمتري ميدفيدف» وطلب منه "أن يتصرف بمزيد من الحذر" وان "يفكر كثيرا"، ورد الكرملين بأن على «أحمدي نجاد» أن يمتنع عن "الديماجوجية السياسية".

ووصف «نجاد» تأييد روسيا لفرض عقوبات على طهران إزاء برنامجها النووي بأنه "أمر غير مقبول" معتبرا أن الاتفاق الخاص بتبادل الوقود النووي الذي وقعته بلاده مؤخرا مع تركيا والبرازيل يمثل فرصة تاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

في هذا السياق، اعتبر تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن التراشق بالتصريحات علانية بين طهران وموسكو جاء برهانا على تحولات فعلية فى العلاقات بين روسيا وإيران وللحد الذي يشكل خروجا على الموروث التاريخي للتحالف بين الجانبين.

ورأت الصحيفة أن التحول الفعلي فى الموقف الروسي حيال إيران والخروج عن ثوابت لسياسات موسكو مثل معارضتها لفرض عقوبات على هذه الدولة أمر بدأ بالفعل فى أواخر العام المنصرم عندما رفضت القيادة الإيرانية مشروعا طُرح فى الأمم المتحدة ـ بمشاركة موسكو ـ بشأن تخصيب اليورانيوم.

يشار إلى أن روسيا تعد شريكا تجاريا مهما لإيران، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي (2009) ثلاثة مليارات دولار، وتبيع روسيا لإيران تكنولوجيا نووية وطائرات وبضائع أخرى، كما أن البلدين من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم ويجمعهما تعاون في هذا المجال.

وعارضت روسيا مرارا فرض عقوبات جديدة على إيران في 2008 ومطلع 2009، وهونت من شأن تلميحات إلى أن إيران تستخدم برنامجها النووي لصنع أسلحة نووية، غير أن التقارب الأمريكي الروسي الذي حدث عقب تولي الرئيس باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة والتفاهم الذي جرى بين البلدين فيما يتعلق ببعض القضايا الشائكة التي كانت سببا في الاحتقان بينهما كالدرع الصاروخي ومعاهدة خفض الأسلحة النووية، كانت سببا فيما اعتبره مراقبون تغيرا في موقف موسكو.

وإضافة إلى ذلك، فقد جاء إعلان الغرب في سبتمبر الماضي اكتشاف منشأة إيرانية سرية للوقود النووي بالقرب من مدينة «قم» كسبب آخر في تقويض ثقة موسكو في إيران، وظهر ذلك في التصريحات الروسية التي اعتبرت أن المنشأة تمثل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن وأنها "مبعث قلق خطير"، ثم أيدت موسكو في نوفمبر 2009 قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين التصرف الإيراني.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية