قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن المسيحيين في مصر، والذين يمثلون 15% من المجتمع، «يشعرون بالتهميش والتجاهل من قبل جماعة الإخوان المسلمين التي وعدت بكل الضمانات لحمايتهم من العنف، لكنها قدمت القليل أو لم تقدم شيئًا مطلقًا لتحقيق ذلك».
وانتقد البابا، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، مساء الخميس، الروايات الرسمية لأحداث الكاتدرائية هذا الشهر، معتبراً أنها «مجموعة من الأكاذيب»، وأضاف أن الأقباط يشعرون بالتهميش وما يمكن أن نطلق عليه «عزلة اجتماعية».
وردًا على سؤال حول رأيه في رد فعل الحكومة على الأحداث الطائفية الأخيرة، قال: «الأحكام القضائية في تلك القضايا سيئة وأهملت الأقباط، وكنت أتوقع أن يكون الأمن أفضل حماية للشعب والأماكن»، مضيفًا أن البيان الذي نشره مكتب الدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، في صفحته على «فيس بوك» تعليقاً على أحداث الكاتدرائية، «مرفوض بنسبة 100%».
وأضاف: «البيان كان باللغة الإنجليزية، وموجهاً إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وتم إرساله على قرص مدمج لشرح موقف الحكومة ولإخفاء ما حدث، لكن هذا البيان مجرد مجموعة من الأكاذيب ولم يكن يقول الحقيقة».
وكان بيان «الحداد» قد قال: إن كاميرات المراقبة أثبتت أن المسيحيين حرّضوا على الاشتباكات بتخريب السيارات خارج الكاتدرائية أثناء تشييع الجنازة، وأن الأسلحة النارية وقنابل حارقة استُخدمت من داخل الكنيسة.
وأكد البابا تواضروس أنه لم يُطلب من الكنيسة أن تقدم شهادتها على الأحداث إلى المسؤولين الحكوميين حتى الآن، وتابع: «في بعض الأحيان نجد شعوراً جيداً من المسؤولين، ومثل هذه المشاعر تتطلب أخذ خطوات فعلية، لكن هذه الخطوات إما بطيئة أو قليلة أو تكاد تكون معدومة على الإطلاق».
وأوضح أنه بخلاف وعود المسؤولين بالتحقيق في الأحداث وتقديم الجناة إلى العدالة لم يتم تقديم شيء فعلي لتحسين وضع الأقباط، مشيراً إلى أنه «بعد الأحداث الأخيرة تعددت وعود الحكومة ولكن لا جديد حتى الآن».
ولفت البابا، في أول مقابلة له منذ خروجه من العزلة في دير وادي النطرون، بعد الأحداث الأخيرة، إلى أنه يتوقع من الحكومة تسهيل وحل المشاكل المزمنة التي يعاني منها الأقباط.
من جهة أخرى، أعرب البابا عن قلقه إزاء محاولات حلفاء الرئيس محمد مرسي الإسلاميين لإحالة الآلاف من القضاة المعينين في عهد الرئيس السابق حسني مبارك إلى التقاعد، معتبراً أن القضاء هو «دعامة المجتمع المصري ولا يجوز لأحد المساس به».
كما أعرب عن قلقه من وجود مؤشرات على هجرة الأقباط إلى الخارج خوفاً من النظام الحالي، مشيراً إلى أن مشاكل الأقباط في مصر تتمثل في أمرين هما: الجانب الديني والآخر المدني، ويشمل الجانب الديني مسألتين رئيسيتين هما بناء الكنائس والأراضي.
وقالت الوكالة إنه على عكس العلاقة الودودة التي كانت بين البابا شنودة ومبارك، فإن مرسي يبقي على مسافة بينه وبين تواضروس، حيث لم يحضر حفل تنصيبه ولا احتفالات الميلاد، «وذلك لتجنب غضب التيار السلفي المتشدد الذي يرفض الاعتراف بالأعياد المسيحية»، على حد قولها.
وفي نهاية المقابلة صلّى البابا صلاة عيد الفصح من أجل مرسي، طالباً من الله أن يساعده للقيام بعمله وداعياً بتحسن الأوضاع في مصر وتعزيز جسور الثقة بين جميع المسؤولين والمواطنين.